اليونيسيف و جامعة الأزهر يرفعان الراية الحمراء أمام ختان الإناث
كتبت-علياء أبوشهبة:
أعادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بالتعاون مع المركز الدولي للدراسات والبحوث السكانية في جامعة الأزهر إصدار كتاب عن ختان الإناث، وذلك بعد أن وصلت نسبة مشاركة الأطباء في المشاركة في عمليات ختان الإناث وفقا لما أعلنته المنظمة إلى 72%.
لترتفع النسبة التي كانت تصل إلى 55% عام 1995، كما تراجعت جهود مكافحة هذه الممارسة لينخفض معها معدل مكافحة انتشارها من 76% عام 2005 إلى 74% عام 2008.
أشارت تقديرات حديثة لليونيسيف لعام 2013 أن هناك حوالي 120 مليون امرأة وفتاة خضعن للختان في 29 دولة تمارس فيها هذه العادة و أن ما يصل إلى 30 مليون فتاة تحت سن 15 سنة مازلن يواجهن هذا الخطر.
''مصراوي'' يعرض ملخصا لأبرز ما جاء في الكتاب الذي حمل عنوان ''ختان الإناث بين المغلوط علميا والملتبس فقهيا''، الذي تعرض بالتفصيل لكل الأفكار المغلوطة التي تحيط بعادة ختان الإناث.
شارك في الكتاب نخبة من كبار علماء الأزهر على رأسهم دكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، ودكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، و دكتور عبدالله الحسيني وزير الأوقاف السابق.
تعريفه وأنواعه
يبدأ الكتاب بتعريف مصطلح ''الختان''، و الكلمة بكسر الخاء وتخفيف التاء تشير إلى قطع جزء مخصوص من العضو التناسلي للمرأة، وهناك مصطلحات أخرى مرادفه له كـ''البتر التناسلي'' أو التشويه التناسلي''.
كما أن هناك مصطلحات شعبية أخرى منها ''ختان الإناث الفرعوني''، و ''ختان الإناث السوداني''، وكليهما يعبران عن درجة من درجات ختان الإناث يتم فيها قطع كل الأعضاء التناسلية الخارجية والداخلية وخياطة فتحة المهبل مع ترك فتحة صغيرة لخروج البول و دماء الطمث، وهو نوع له تعريف آخر في صعيد مصر اسمه ''على البلاطة''.
وهناك أيضا في المسميات المتعارف عليها حول الختان ''سنة كبير''، و ''سنة صغير'' و هما يدلان على درجات ختان الإناث في الصومال و السودان، و تستخدم كلمة ''سنة'' للإشارة بأنها عادة دينية.
الدول المعترفة بالختان
ما هي الدول التي يجرى فيها الختان وهل هناك دول إسلامية لا يجرى فيها؟، أجاب الكتاب عن هذا التساؤل بأن الختان يجرى في 29 دولة إفريقية وبعض الدول الأسيوية، ولا تنتشر في العالم الإسلامي إلا في مصر والصومال والسودان وجيبوتي و بعض أجزاء اليمن وعمان، أما باقي الدول الإسلامية في شمال أفريقيا وفي آسيا وعلى رأسها السعودية لا يوجد بها حالة ختان واحدة.
ورغم تجريم وزارة الصحة المصرية لختان الإناث عام 1996، إلا أن معدل مشاركة الأطباء في ممارسة الختان يشهد ارتفاعا متزايدا.
تحريم شرعي
اهتم الكتاب بعرض الجوانب الشرعية لعادة ختان الإناث والحقيقة أن عملية ختان الإناث لم تذكر على الإطلاق في القرآن الكريم، وليس في مروريات الأحاديث دليل واحد صحيح السند يمكن أن يستفاد منه حكم شرعي، و لكن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم و إن بتر قطع مهمة من جسم الإنسان هو تغيير لخلق الله وليس من فضائل الأعمال.
ليس هناك في السنة النبوية الشريفة ما يطلق عليه ''ختان السنة'' للإناث، و لم يرد فيها أن الرسول قد ختن بناته أو زوجاته أو أيا من أهل بيته من النساء.
وإذا ثبت ضرر العرف باعتبار ممارسة الختان للإناث عادة عرفية تطبق القاعدة الشرعية ''لا ضرر ولا ضرار''.
أما بخصوص القول بأن قطع جزء أو كل من العضو التناسلي للمرأة من فضائل الأعمال لأنه يقلل من رغبتها الجنسية، فيوضح الكتاب أنه قول مغلوط لأن العلم أثبت أن مركز التحكم في الرغبة الجنسية هو المخ، و إذا أردنا التحكم في الرغبة الجنسية فعلينا بمخاطبة العقل وتهذيبه وتربيته التربية الدينية القويمة.
''أحاديث ضعيفة''
بخصوص الأحاديث النبوية التي يعتبرها البعض سندا شرعيا لممارسة عادة الختان فيرد عليها الكتاب بشكل مفصل ومنها قوله، صلى الله عليه و سلم :''الفطرة خمس الختان والاستحداد ونتف الإبط وقص الشارب وتقليم الأظفار''، فالأصل فيه تعميم فعل الختان على الرجال وليس النساء اقتداءً بسيدنا إبراهيم عليه السلام لأنه كان أول من أختتن.
كما أن الأحاديث النبوية الأخرى و منها :''الختان سنة للرجال و مكرمة للنساء''، تعتبر أحاديث ضعيفة لا تصلح لاستنباط حكم شرعي.
واستعرض الكتاب أدلة على أن العلماء تناولوا حرمانية الختان من قبل تدخل الهيئات الأجنبية للمطالبة بمحاربة الختان، وذلك بجهود علماء منهم الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق، والشيخ محمد إبراهيم سالم، وغيرهم، كما نشرت مجلة ''لواء الإسلام'' في عددها الأول عام 1951 ما يفيد ذلك، وكذلك مجلة ''التوحيد''، التي تصدرها جماعة أنصار السنة في مصر ما يفيد الرفض الشرعي للختان.
الأضرار الصحية
من الناحية الصحية فعرض الكتاب أن ممارسة عادة الختان للإناث ليست له أي فوائد صحية على الإطلاق، بل على العكس يحمل بكل أنواعه أضرارا كثيرة، وإجراء الطبيب لهذه العملية يتنافى مع أخلاقيات مهنته.
من مضاعفات الختان الخطيرة وأضراره حدوث نزف شديد وصدمة عصبية قد تؤدى إلى الوفاة في بعض الحالات، وكذلك الإصابة بالالتهابات الحادة والناسور البولي والشرجي، وعلى المدى البعيد قد تعانى الفتاة من مشاكل جنسية وعدم القدرة على الإنجاب نتيجة حدوث مضاعفات والتهابات بالمهبل وقناتي فالوب وتعثر عملية الولادة نتيجة ضيق فتحة المهبل، وهو ما يسبب أيضا ضررا للجنين ويعرضه للوفاة.
ومن مضاعفاته أيضا تأثر العلاقة الزوجية الحميمية بشكل سلبي بوجه عام، وهو ما يؤثر على التوازن الهرموني والنفسي للمرأة.
تجريم قانوني
في القانون المصري تقضى المادة 240 من قانون العقوبات بالسجن من ثلاث إلى خمس سنوات لكل من أحدث ضربا أو قطعا بغيره نشأ عنه قطع أو انفصال عضو فقد منفعته.
والقانون 126 لسنة 2008 يفيد بتجريم ختان الإناث وهو ما أيدته المحكمة الدستورية العليا في الحكم الصادر في فبراير 2013.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: