لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مذبحة دير ياسين.. ستبقى وصمة عار على جبين إسرائيل

09:49 م الإثنين 09 أبريل 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سامي مجدي:
أربعة وستون عاما مرت على مذبحة دير ياسين التي اقترفتها منظمتا الإرجون و وشتيرن ليحي ضد مواطنين فلسطينيين عزل شاهدا على همجية ووحشية جنود الاحتلال الإسرائيلي، وستبقى وصمة عار على جبينهم حتى بعد مماتهم.

بدأ الهجوم على القرية، في التاسع من أبريل عام 1948، وترك ورائه 260 قتيلا من مواطني دير ياسين، البالغ عددهم وقتها 400 فردا أعزلا، اللهم إلا بعض الأسلحة القديمة يرجع تاريخها إلى الحرب العالمية الأولى.

تقع دير ياسين على بُعد بضعة كيلو مترات من مدينة القدس، التي كانت تتعرض وقتئذ لضربات متلاحقة، وكان العرب، بزعامة البطل الفلسطيني عبد القادر الحسيني، يحرزون الانتصارات في مواقعهم. لذلك كان اليهود في حاجة إلى انتصار - حسب قول أحد ضباطها - ''من أجل كسر الروح المعنوية لدى العرب، ورفع الروح المعنوية لدى اليهود''، فكانت دير ياسين فريسة سهلة لقوات الإرجون.

أيضا المنظمات العسكرية الصهيونية كانت بحاجة إلى مطار يخدم سكان القدس. كما أن الهجوم وعمليات الذبح والإعلان عن المذبحة هي جزء من نمط صهيوني عام يهدف إلى تفريغ فلسطين من سكانها عن طريق الإبادة والطرد.

مقاومة مبدئية


في فجر 9 أبريل عام 1948 دخلت قوات الإرجون من شرق القرية وجنوبها، ودخلت قوات شتيرن من الشمال ليحاصروا القرية من كل جانب ما عدا الطريق الغربي، حتى يفاجئوا السكان وهم نائمين. وقد قوبل الهجوم بالمقاومة في بادئ الأمر، وهو ما أدى إلى مصرع 4 وجرح 40 من المهاجمين الصهاينة.

يقول الكاتب الفرنسي باتريك ميرسييون: ''إن المهاجمين لم يخوضوا مثل تلك المعارك من قبل، فقد كان من الأيسر لهم إلقاء القنابل في وسط الأسواق المزدحمة عن مهاجمة قرية تدافع عن نفسها، لذلك لم يستطيعوا التقدم أمام هذا القتال العنيف''.

ويضيف أنه لمواجهة صمود أهل القرية، استعان المهاجمون بدعم من قوات البالماخ في أحد المعسكرات بالقرب من القدس حيث قامت من جانبها بقصف القرية بمدافع الهاون لتسهيل مهمة المهاجمين. ومع حلول الظهيرة أصبحت القرية خالية تماماً من أية مقاومة، فقررت قوات الإرجون وشتيرن (والحديث لميرسييون) ''استخدام الأسلوب الوحيد الذي يعرفونه جيداً، وهو الديناميت. وهكذا استولوا على القرية عن طريق تفجيرها بيتا بيتا.

ولفت الكاتب الفرنسي إلى أنه أن انتهت المتفجرات لديهم قاموا ''بتنظيف'' المكان من آخر عناصر المقاومة عن طريق القنابل والمدافع الرشاشة، حيث كانوا يطلقون النيران على كل ما يتحرك داخل المنزل من رجال، ونساء، وأطفال، وشيوخ''. وأوقفوا العشرات من أهل القرية إلى الحوائط وأطلقوا النار عليهم.

رهان على نوع الأجنة


واستمرت أعمال القتل على مدى يومين، قامت خلالها القوات المهاجمة بعمليات تعذيب، اعتداء، بتر أعضاء، ذبح الحوامل والمراهنة على نوع الأجنة، وأُلقي بـ 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة، واقتيد 25 من الرجال الأحياء في حافلات ليطوفوا بهم داخل القدس طواف النصر على غرار الجيوش الرومانية القديمة، ثم تم إعدامهم رميا بالرصاص، وألقيت الجثث في بئر القرية وأُغلق بابه بإحكام لإخفاء معالم الجريمة.

وكما يقول ميرسييون: ''وخلال دقائق، وفي مواجهة مقاومة غير مسبوقة، تحوَّل رجال وفتيات الإرجون وشتيرن، الذين كانوا شباباً ذوي مُثُل عليا، إلى ''جزارين''، يقتلون بقسوة وبرودة ونظام مثلما كان جنود قوات النازية يفعلون''.

منعت المنظمات العسكرية الصهيونية مبعوث الصليب الأحمر جاك دي رينييه من دخول القرية لأكثر من يوم. بينما قام أفراد الهجانة الذين احتلوا القرية بجمع جثث أخرى في عناية وفجروها لتضليل مندوبي الهيئات الدولية وللإيحاء بأن الضحايا لقوا حتفهم خلال صدامات مسلحة (عثر مبعوث الصليب الأحمر على الجثث التي أُلقيت في البئر فيما بعد).

ردود أفعال متباينة


وقد تباينت ردود أفعال المنظمات الصهيونية المختلفة بعد المذبحة، فقد أرسل مناحم بيجين برقية تهنئة إلى رعنان قائد الإرجون المحلي قال فيها: ''تهنئتي لكم لهذا الانتصار العظيم، وقل لجنودك إنهم صنعوا التاريخ في إسرائيل''.
وفي كتابه المعنون الثورة كتب بيجين يقول: ''إن مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي''. متابعا: ''لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل''.

وقد حاولت بعض القيادات الصهيونية التنصل من مسئوليتها عن وقوع المذبحة. فوصفها ديفيد شالتيل، قائد قوات الهجاناه في القدس آنذاك، بأنها ''إهانة للسلام العبري''. وهاجمها حاييم وايزمان ووصفها بأنها عمل إرهابي لا يليق بالصهاينة. كما ندَّدت الوكالة اليهودية بالمذبحة. وقد قامت الدعاية الصهيونية على أساس أن مذبحة دير ياسين مجرد استثناء، وليست القاعدة، وأن هذه المذبحة تمت دون أي تدخُّل من جانب القيادات الصهيونية بل ضد رغبتها.

إلا أن السنوات التالية كشفت النقاب عن أدلة دامغة تثبت أن جميع التنظيمات الصهيونية كانت ضالعة في ارتكاب تلك المذبحة وغيرها، سواء بالاشتراك الفعلي في التنفيذ أو بالتواطؤ أو بتقديم الدعم السياسي والمعنوي.

وقد عبَّرت إسرائيل عن فخرها بمذبحة دير ياسين، بعد 32 عاماً من وقوعها، حيث قررت إطلاق أسماء المنظمات الصهيونية: الإرجون، وإتسل، والبالماخ، والهاجاناه على شوارع المستوطنة التي أُقيمت على أطلال القرية الفلسطينية.

 

اقرأ أيضا:

الاقباط: نسافر للقدس لزيارة المسيح وليس للتطبيع مع إسرائيل

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج