لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ثورة يوليو وبناء الجمهورية الأولى والتحرر من عبودية الملكية

08:22 م الإثنين 23 يوليو 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير - أشرف بيومي:
تحتفل مصر اليوم بمرور 60 عاما علي قيام ثورة يوليو التي حولت مصر من النظام الملكي للنظام الجمهوري، فبعد سقوط الجيوش العربية في حرب فلسطين 1948 فيما يسمى بالنكبة، وُلد تنظيم الضباط الاحرار من رحم صعوبات الحياة البكباشي جمال عبد الناصر، ذلك التنظيم الذي كان وراء الانقلاب العسكري الذي جرى ليلة الثالث والعشرين من يوليو 1952، والتي أجبرت الملك فاروق الأول على مغادرة البلاد بعد أن تحول الانقلاب إلى ثورة شعبية.

برحيل الملك آلت مقاليد حكم البلاد إلى مجموعة الضباط الأحرار الذي كان يقودهم في ذلك الوقت اللواء محمد نجيب، وسرعان من ألغيت الملكية وتأسس النظام الجمهوري في مصر في 18 يونيو 1953.

إلا أن صراعا نشب بين الضباط الاحرار  فيما بينهم وأيضا بينهم وبين جماعة الإخوان المسلمين فيما يعرف بـ''أزمة 54''، وانتهت تلك الأزمة بان حددت إقامة اللواء محمد نجيب وحلت جماعة الإخوان، وتولى جمال عبد الناصر مقاليد الحكم حتى وافته المنية في سبتمر 1970.

أسباب قيام الثورة

قامت ثورة يوليو بعد تدني أحوال البلاد في عهد الملك فاروق ومواقفه المتغيرة أثناء الحرب العالمية الثانية بين دول الحلفاء والمحور، ثم موقفه من حرب فلسطين واتهامه بأنه السبب في هزيمة الجيش، وفي تلك الاثناء نشأ تنظيم الضباط الأحرار.

وفي ليلة 23 يوليو 52 تحرك التنظيم وفق خطة موضوعة للاستيلاء على الحكم وقت أن كان الملك فاروق في الإسكندرية؛ حيث نجح في البداية المقدم يوسف منصور صديق بالاستيلاء علي مبني هيئة أركان الجيش والقبض على من فيه من قيادات.

وبعدها أُعلن قيام الجيش بحركة إصلاح وكتب هذا الإعلان جمال حماد وقرأه أنور السادات بالإذاعة المصرية، ثم اختارت الحركة اللواء نجيب ليراسها نظرا لعامل السن.

وقد ضم تنظيم الضباط الأحرار جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر ويوسف صديق (من سلاح المشاة)، عبد المنعم عبد الرؤوف وعبد اللطيف البغدادي وحسن إبراهيم وجمال سالم (من سلاح الطيران)، كمال الدين حسين وصلاح سالم من سلاح المدفعية، محمد أنور السادات وأمين شاكر (من سلاح الإشارة)، حسين الشافعي وخالد محيي الدين (من سلاح المدرعات)، بالإضافة إلى جمال حماد الذي أكد أن الحركة لم تكن لتنجح لولا انضمام اللواء محمد نجيب نظرا لسمعته الطيبة وايضا لأن باقي الضباط من أصحاب الرتب الصغيرة وغير معروفين.

أهداف الثورة

قامت ثورة يوليو لتحقيق ستة أهداف يعرفها جميع المصريين وهي القضاء على الاقطاع والقضاء على الاستعمار والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم وإقامة حياة ديمقراطية سليمة وإقامة جيش وطني قوي وإقامة عدالة اجتماعية.

ولعل أهم ما حققته تلك الثورة هو النقطة الاخيرة الخاصة بإقامة العدالة الاجتماعية وان الناس جميعهم سواسية بالإضافة إلى التأكيد على عروبة مصر وجلاء القوات البريطانية وتأميم قناة السويس والبنوك والمواصلات وتنظيم الصحافة.

وهناك بعض المحللين، مثل الدكتور وحيد عبد المجيد، يرون أن هذه الأهداف لم تحقق جميعها، وأن ثورة 25 يناير ستأتي لاستكمال هذه الأهداف وإصلاح الطريق الذي عرج بعد ذلك في عهدي السادات ومبارك.

إنجازات ثورة يوليو

حققت ثورة يوليو مجموعة من الانجازات في شتي المجالات؛ فمن الناحية السياسية تم تأميم قناة السويس واسترداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة علي أيدي المستعمر المعتدي.

كما تمت السيطرة على الحكم في مصر وسقوط الحكم الملكي وقيام الجمهورية وتوقيع اتفاقية الجلاء بعد اكثر من سبعين عاما من الاحتلال، وأخيرا بناء حركة قومية عربية للعمل علي تحرير فلسطين.

أما من الناحية الثقافية فأنشأت الثورة الهيئة العامة لقصور الثقافة والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديمقراطي للثقافة، وإنشاء أكاديمية تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والاوبرا والموسيقي والفنون الشعبية.

كما قامت الثورة برعاية المتاحف والاثار ودعم المؤسسات الثقافية التي انشاها النظام السابق، وسمحت بإنتاج أفلام من قصص الأدب المصري الأصيل بعد أن كانت تعتمد على الاقتباس من القصص والأفلام الأجنبية.

أما من الناحية التعليمية فقررت مجانية التعليم العام وأضافت مجانية التعليم العالي بالإضافة إلى مضاعفة ميزانية التعليم العالي، واضافت عشرة جامعات أنشئت في جميع أنحاء البلاد بدلا من ثلاث جامعات فقط، وقامت بإنشاء مراكز للبحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمية.

وحققت الثورة انجازات اقتصادية واجتماعية؛ حيث تعتبر العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا أشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدا العدالة الاجتماعية.

وأسفرت الثورة عن توجهها الاجتماعي وحسها الشعبي مبكرا عندما أصدرت قانون الملكية يوم 9 سبتمبر1952، وقضت على الاقطاع وأنزلت الملكيات الزراعية من عرشها الأمر الذي أدى لكره أصحاب الأملاك لعبد الناصر بعد أن أمم التجارة والصناعة أيضا التي استأثر بها الأجانب.

وايضا ألغت الثورة الطبقات بين الشعب المصري وأصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين، وبفضل هذه الثورة أيضا تغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري.

كما قضت على معاملة العمال كسلع تباع وتشترى ويخضع ثمنها للمضاربة في سوق العمل وحررت الفلاح المصري بإصدار قانون الاصلاح الزراعي واخيرا قضت على السيطرة الرأسمالية في مجالات الانتاج الزراعي والصناعي.

الدور العربي

قامت علي توحيد الجهود العربية وحشد الطاقات لصالح حركات التحرر العربية وأكدت للأمة من الخليج إلى المحيط أن قوة العرب في توحدهم وتحكمها أسس أولها تاريخي وثانيها اللغة المشتركة لعقلية جماعية وثالثها نفسي واجتماعي لوجدان واحد مشترك.

وقد أقامت الثورة تجربة عربية في الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958، لكنها لم تدم طويلا بسبب الرجعية والتدخلات الخارجية التي كانت ترى في وحدة مصر وسريا تهديدا لممالكم وعروشهم.

وساهمت في استقلال الكويت بالإضافة الي دعم الثورة العراقية حيث أصبحت مصر قطب القوة في العالم العربي مما فرض عليها مسئولية الحماية والدفاع لنفسها ولمن حولها وساعدت مصر اليمن الجنوبي في ثورته ضد المحتل حتى النصر واعلان الجمهورية.

وفي ليبا ساندت الشعب الليبي في ثورته ضد الاحتلال ودعم حركة التحرر في تونس والجزائر والمغرب حتى الاستقلال ودعمت الشعب العربي في دولة الأحواز المحتلة في نضالها من أجل الحرية والاستقلال.

لعبت قيادة الثورة دورا رائدا مع يوغسلافيا بقيادة الزعيم تيتو ومع الهند بقيادة نهرو في تشكيل حركة عدم الانحياز مما جعل لها وزن ودور ملموس ومؤثر على المستوى العالمي، بالإضافة إلى توقيع صفقة الأسلحة الشرقية عام 1955 والتي اعتبرت نقطة تحول كسرت احتكار السلاح العالمي، ودعت إلى عقد اول مؤتمر لتضامن الشعوب الافريقية والاسيوية في القاهرة عام 1958.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج