المنوفية تودع زوجين في جنازة واحدة.. حكاية مؤذن شبرازنجا المتوفى حزنا على زوجته

المنوفية- أحمد الباهي:

في قرية كفر شبرازنجا، عاش محمد فهيم عزام وزوجته "سعاد"، قصة حب بسيطة وعميقة، كان محمد مؤذنًا لمسجد "آل البيت"، أو كما يحب أهل القرية تسميته، مسجد عزام، وكان صوته يرتفع بالأذان خمس مرات في اليوم، يملأ القلوب سكينة وراحة.

كانت سعاد رفيقة دربه، سندًا له في كل خطوة، تشاركه فرحه وحزنه، وتدعمه في عمله التطوعي في المسجد، كان محمد يحب المسجد حبًا جمًا، حتى أنه باع ماشيته الوحيدة ليشتري ميكروفونًا جديدًا، كان يرى في خدمة المسجد خدمة للناس جميعًا.

في أحد أيام شعرت الزوجة بتعب مفاجئ، وسقطت أرضًا، هرع أهل القرية لنقلها إلى المستشفى، ولكن القدر كان أسرع، فقد فارقت سعاد الحياة، أخفوا الخبر عن محمد، الذي كان يعاني من بعض الأمراض، ولكن قلبه كان يشعر بما حدث، حزن حزنًا شديدًا، وتدهورت حالته الصحية بسرعة.

بعد عشرين ساعة فقط من رحيل سعاد، لحق بها محمد، وكأن روحهما امتزجت لتصعد معًا إلى السماء، عم الحزن القرية، وشيّع الأهالي جثمان الزوجين في جنازة واحدة.

"طول عمره شغال في الأرض مع أمي كتفهم مع بعض".. يقول "رأفت عزام" ابن الراحل لموقع مصراوي، موضحا أن والده كان يعمل مؤذنًا مداومًا على الصلاة، وارتبط بالمسجد وخدمته بصورة كبيرة لدرجة أنه كان يستعد لبيع ماشيته الوحيدة التي يمتلكها لشراء ماكينة صوت للمسجد.

وأضاف أن والده مرض قبل أيام، ووالدته كان تتأثر جدًا بتعبه وتتحسر على حاله، وفجأة سقطت أرضًا وتعرضت لإعياء شديد في الحادية عشر صباح يوم الأحد الماضي، وعقب نقلها إلى مستشفى الباجور تبين وفاتها، أخفينا الخبر عن أبي لكنه علم بوفاتها، فحزن حزنًا شديدًا وانتكست حالته حتى توفاه الله في الساعة السابعة صباح اليوم التالي.

وتابع: "والدي كان قد اشترى ماكينة للري، وبمجرد أن عملت، قرر ري الأرض لجميع الفلاحين مجانًا. ولاحقًا، ظل سعر الري بتكلفة السولار والزيت فقط، أقل 20 جنيهًا من جميع الماكينات الأخرى".

وأضاف: "والدي فاجأني واشترى لي بوتجازًا بالقسط لمساعدة ابنتي في زواجها.. الناس حزينة عليه جدًا، حتى البائع الذي كان يمر من الشارع ويشتري منه البخور للمسجد بكى عليه عندما علم بالخبر".

وودع أهالي القرية أول أمس "سعاد عزام"، وعقب صلاة الظهر كان الأهالي نفسهم في جنازة زوجها "محمد فهميم عزام"، عقب الصلاة على جثمانه من مسجد عزام بالقرية، وسط حالة من الحزن.

اقرأ أيضًا...

رحل بعد زوجته بـ20 ساعة".. حزن في قرية كفر شبرازنجا بالمنوفية- صور