"عين زيادة" في واحات باريس.. مستوطنة رومانية في قلب صحراء مصر الغربية - صور
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
الوادي الجديد – محمد الباريسي:
تُعد عين زيادة واحدة من المواقع الأثرية المهمة التي تقع في قلب الصحراء الغربية، وبالتحديد في مركز باريس بمحافظة الوادي الجديد.
الموقع الذي يبعد حوالي 3.5 كيلومتر شرق قصر دوش في واحات باريس، يحتفظ بموقعه التاريخي رغم التغيرات التي طرأت عليه عبر العصور.
بالرغم من اختفاء الموقع الأصلي لعين زيادة، فإن بقايا المستوطنة القديمة ما زالت واضحة، حيث يمكن للزائر التعرف على العديد من المعالم الأثرية التي ترجع إلى العهد الروماني.
عين زيادة
تقع عين زيادة على أرض مرتفعة، حيث لا تزال بقايا الآبار وحفر المياه القديمة، بالإضافة إلى الشجيرات وأشجار النخيل، تشهد على تاريخ هذا الموقع المهم.
إلا أن الجزء الأكثر إثارة في هذا المكان هو تلك التلال الصغيرة التي تحتوي على بقايا خربة من الطوب الطيني، مما يعطي انطباعًا واضحًا عن النمط المعماري الذي كان يتبع في ذلك الوقت.
كما توجد بقايا من قرية رومانية قديمة، تعد شاهدًا على النشاط العمراني والحرفي الذي شهدته المنطقة خلال العهد الروماني.
أكد الخبير الأثري بهجت أبو صديرة، مدير الآثار المصرية السابق في الوادي الجديد، أن أحد أبرز الزيارات لهذه المنطقة كانت تلك التي قام بها الباحث الفرنسي جان جاسكو في 16 مارس 1978، حيث ذكر في تقريره أن الموقع يحتوي على بقايا تاريخية عديدة يمكن من خلالها تحديد فترة الاستيطان الروماني في المنطقة، ووفقًا لجاسكو، فإن الموقع يضم العديد من القطع الأثرية التي تشمل شظايا من أواني خزفية وزجاجية، بالإضافة إلى أدوات مصنوعة من الصوان وبقايا عظام، وهو ما يشير إلى أن المستوطنة كانت تستخدم لأغراض تجارية وحرفية وليست لأغراض دينية أو عسكرية.
المبنى الروماني
قال الأثري محمد إبراهيم، مدير الآثار المصرية بالوادي الجديد حاليا، أنه من بين أهم المعالم الأثرية التي لا تزال قائمة في الموقع هو المبنى الروماني الذي يقع على تلة صغيرة في شمال عين زيادة. يتميز هذا المبنى بموقعه الاستراتيجي، حيث يرتفع حوالي 1.5 متر عن سطح الأرض، يمتد المبنى بطول يصل إلى 15 مترًا وعرضه 4 أمتار، ويعود تاريخ بنائه إلى الفترة الرومانية، مما يجعله أحد المباني المميزة في المنطقة.
أضاف محمد، أنه جرى تشييد المبنى باستخدام الطوب المجفف بالهواء، مع ملاط طيني يثبت الأجزاء المختلفة من الجدران. كانت الجدران الداخلية للمبنى بيضاء اللون، مما يضيف بعدًا جماليًا على التصميم البسيط والمتين. يتكون المبنى من أربع غرف، حيث توجد غرفة كبيرة في الجهة الغربية، بينما في الجهة الشرقية توجد غرفتان متوازيتان، بالإضافة إلى غرفة لاحقة تمتد عبر العرض الكامل للمبنى، من الواضح أن المبنى كان يملك تصميمًا معماريًا فريدًا، مع سقف أسطواني الشكل كان قد صُمم بشكل يتناسب مع متطلبات البيئة الصحراوية.
أنشطة تجارية:
أشار مدير الآثار المصرية بالمحافظة، إلى أنه من خلال التحليل للقطع الأثرية المكتشفة في عين زيادة، يمكن استنتاج أن الموقع كان يستخدم بشكل رئيسي في الأنشطة التجارية والزراعية، لم تظهر أي آثار تدل على استخدامات دينية أو عسكرية، مما يعزز فرضية أن المستوطنة كانت تتمتع بنشاط اقتصادي نشط، الأدوات الخزفية والزجاجية تشير إلى استخدام المكان كمنطقة حرفة وصناعة، حيث كانت المواد الخام المحلية، مثل الصوان والطين، تُستخدم في تصنيع الأدوات المختلفة التي كانت تُستخدم في الحياة اليومية.
وأوضح، أنه تُعد عين زيادة مثالًا نادرًا على كيفية تطور الحياة في مناطق نائية من الإمبراطورية الرومانية، حيث كان يتم استغلال الموارد الطبيعية بشكل فعّال لدعم الأنشطة الاقتصادية. يمكن اعتبار هذه المستوطنة نقطة ارتكاز مهمة للربط بين الطرق التجارية القديمة التي كانت تمر عبر الصحراء الغربية، وهي تشكل حلقة وصل بين مدن وقرى أخرى في المنطقة.
أهمية الموقع
قال محسن عبد المنعم ، مدير الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بالوادي الجديد، أنه بالرغم من أن معظم آثار عين زيادة قد تعرضت للتآكل بفعل الزمن، إلا أن ما تبقى منها لا يزال يحتفظ بقيمته التاريخية الكبيرة، اليوم، يُعتبر الموقع وجهة سياحية وأثرية للمهتمين بتاريخ مصر الروماني والحضارات التي سادت في الصحراء الغربية. إضافة إلى ذلك، يعد الموقع بمثابة مرجع هام للباحثين في مجال الآثار القديمة، حيث يتيح لهم فرصة دراسة الفنون المعمارية الرومانية التي استخدمت في بناء مثل هذه المباني في المناطق الصحراوية.
وقال محسن، إن هذا الموقع يساهم في فهم تطور الحياة في الصحراء الغربية، ويعكس قدرة الإنسان الروماني على الاستيطان في ظروف بيئية صعبة، وكيفية تأقلمه مع البيئة الصحراوية من خلال بناء مستوطنات صغيرة ولكن ذات طابع معماري مميز.
فيديو قد يعجبك: