من الإخوان إلى الهيروين.. "بصارطة دمياط" تنتفض ضد تجار "الكيف" (صور)
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
دمياط- محمد إبراهيم:
وجوه تترقب الغريب وحالة من التوتر والقلق تسود القرية، أجواء تُحبس فيها الأنفاس داخل "البصارطة" التي كانت تعد واحدة من أبرز قلاع تصنيع الأثاث في دمياط، بعدما أُغلقت الورش وكثرت حملات الشرطة لمواجهة سرطان الاتجار في المواد المخدرة بين أبنائها.
من "الإخوان" إلى "الهيروين"
القرية التي اشتهرت بانتشار تجار "الهيروين" في الأعوام الأخيرة، لم تعد تهنأ يومًا باستقرار، وتحولت من بؤرة يقطنها أبرز قيادات جماعة "الإخوان" إلى أخرى عُرفت بالاتجار في "مواد المزاج" وباتت قبلة الراغبين في البحث عن الممنوعات.
سادت حالة من القلق بعد أن دعا عدد من الأهالي إلى ملاحقة مروجي ومتعاطي هذه السموم، وبادرت صفحة تحمل اسم "البصارطة بلا مخدرات" بنشر صور لوقائع اتجار وتعاطي وتسليم كميات من المواد المخدرة، كما نشرت أسماء مطلوبين على ذمة قضايا وكذلك مقاطع فيديو لهم.
وقال الشيخ عماد عوض، رئيس جمعية "البر والتقوى" بدمياط، إن تجارة المخدرات لن تنتهِ إلا بطرد المواطنين للتجار من مناطقهم، ووجه رسالته إلى الأهالي "لا تسمحوا لهم بالوقوف في منطقتكم دافعوا عن بناتكم وأولادكم وأنفسكم، كفاكم جبنا وسلبية".
مبادرة لملاحقة مروجي المخدرات
وأشار عوض، في تصريح صحفي، إلى أن غالبية المحاضر تنتهي بإخلاء سبيل المتهم، ويدفع أهالي القرية الثمن، وتابع "ادعموا الشباب الذي بدأ يطاردهم بالتصوير بكل شيء، مستعد أوجد فرصة عمل لمن يتوب توبة نصوح من المخدرات".
واعتبر أحمد سعد، محاسب، أن المخدرات باتت القضية التي تشغل الرأي العام، موضحًا "إحنا بنغرق، لما تشوف بعيونك تجار بيسلموا تذاكر الهيروين لشباب من سنك، وبندعم أي حد حابب يتوب وبنقدم له بشكل تطوعي فرصة للعلاج والمساعدة".
وأضاف سعد، أن معظم حرفيي القرية يعانون من البطالة بعد إغلاق الورش لأسباب اقتصادية أو بسبب لجوء بعضهم إلى الإدمان، وتابع "فيه اللي اشتغل شغلانة تانية علشان ياكل حلال لو حتى هيبيع خضار، وفيه اللي بيبيع برشام وتذاكر وحتى الماكس، ومعروف للحكومة أهم البؤر زي الطريق الساحلي وجوانب الكوبري ومزارع بحيرة المنزلة".
بؤر معروفة وحملات أمنية مكثفة
وطالب أحمد العشماوي، من الأهالي، قوات الشرطة بالضرب بيد من حديد وحبس تجار المواد المخدرة وملاحقتهم، لافتًا إلى أنهم معروفون بالاسم وبعضهم كان يعمل "نجار" قبل أن يتاجر في الهيروين، مشيرًا إلى أن المجتمع المدني يقدم الكثير من المبادرات من أجل علاج المدمنين وحمايتهم من فيروس سي ومرض نقص المناعة "الإيدز" بسبب تبادل السرنجات، فضلا عن حماية البصارطة.
واستطرد حديثه: "اللي عايز يتعالج من الإدمان بمجهودنا هنعالجه بس بشرط لأن عانينا قبل كده وفيه مدمنين اتعالجوا وبعد كده رجعوا تاني للهيروين، اللي عايز يتعالج يمضي على إيصال أمانة وهنعمله تحليل كل فترة لمدة سنتين، ولو رجع لسكة المخدرات يتكفل هو بمصاريف العلاج".
دورات تدريبية وتثقيفية للأهالي
وفي وقت سابق، أطلق عدد من شباب قرية البصارطة مبادرة لمواجهة انتشار تعاطي المواد المخدرة بين الأهالي وخصوصًا الأطفال، في بؤرة تعد الأبرز بين قرى المحافظة من حيث الإتجار في الممنوعات خصوصًا مع بعدها عن المركز بمسافة تتجاوز 40 كيلو متر، ولاقت المبادرة استجابة كبيرة بين المسئولين التنفيذيين وقيادات مديرية الأمن وعدد من مسئولي الجمعيات الأهلية.
وشهد اللقاء الأول للمبادرة حضور أكثر من 100 فرد من أهالي القرية، وقدم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بالمحافظة دورات تدريبية وتثقيفية للأهالي للتعريف بمخاطر الإدمان، فضلا عن عمل "يوم رياضي" لهم.
وكشف مصدر مطلع بمديرية الشئون الاجتماعية- رفض ذكر اسمه- أن هناك نحو 30 شابًا تقدموا للعلاج من الإدمان عن طريق المبادرة، خصوصا في ظل وجود أطباء يقدمون لهم الحلول لمواجهة مشكلاتهم، فضلا عن إعلان اثنين من مروجي المواد المخدرة خلال لقاء ضمن فعاليات المبادرة بتوقفهم عن بيعها مرة أخرى، الأمر الذي أثار إعجاب الكثيرين من أهالي قرية البصارطة.
يأتي ذلك تزامنًا مع حملة موسعة شنها ضباط مكتب مكافحة المخدرات بمديرية الأمن وألقت قوات الأمن القبض على 12 من المتهمين بالإتجار في المواد المخدرة.
فيديو قد يعجبك: