لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مصراوي" في بلد الفسيخ.. تجار نبروه: "بضاعتنا سليمة.. فتشوا عن خرج البحر"

10:52 م السبت 05 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الدقهلية وكفرالشيخ- رامي القناوي وإسلام عمار:

على مدار عقود تحولت مدينة نبروه التابعة لمحافظة الدقهلية إلى قِبلة للباحثين عن الأسماك المملحة وخاصة الفسيخ، نظرًا لشهرة أهلها بصناعته، حتى تحولت إلى مدينة منتجة تصدر "الفسيخ" إلى دول الخليج وباقي الوطن العربي.

"نبروه" ليست مدينة ساحلية ولا حتى قريبة من البحر، لكن أهلها من التجار احترفوا صناعة الأسماك المملحة، بعد جلبها من المدن المطلة على البحر المتوسط وبحيرة البرلس.

ومؤخرًا انتشرت أخبار عن سقوط إصابات بالتسمم، جراء تناول الفسيخ في عدد من المحافظات منها الإسكندرية والبحيرة وكفرالشيخ، الأنباء المؤسفة لم تمثل مصدرًا لإثارة الفزع بين محبي الأسماك المملحة فقط، لكن كان للأخبار صدى آخر على صناع الفسيخ في المدينة الذين كان لهم رأي آخر.

رحلة التصنيع

داخل المدينة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 40 ألف نسمة انتشرت مصانع ومحلات بيع الفسيخ والسردين.

(مصراوي) تجول في المدينة لتحري الأمر واسكتشاف طبيعة الصناعة، بداية من صيد الأسماك وحتى البيع.

"إحنا بنجيب سمك طازج ومش ممكن نشتري الميت".. يقول عبدالموجود شلبي، صاحب إحدى محلات الفسيخ، مؤكدًا أن نوعية الأسماك المستخدمة في الصناعة، تأتي من بحيرة البرلس وكفرالشيخ.

وأضاف أن رحلة التصنيع تبدأ من شراء الأسماك، مرورًا بالتأكد من جودة الملح الخشن الملائم للتلميح، وغسيل الأسماك ثم رصها داخل براميل خشبية، موضحًا أن البلاستيكية قد تعرض الأسماك لبكتيريا ضارة.

البيع

يشير عبدالموجود إلى أنه عقب مرور أكثر من 20 يومًا على التصنيع والحفظ في الملح داخل البراميل، يعرض المنتج على الجمهور، مؤكدًا أن المحلات في المدينة لا تبيع بدون رقابة، فهناك لجنة لجنة تفتيش تابعة لإدارة مراقبة الأغذية التابعة لمديرية الصحة ومفتشي التموين، تتأكد من صلاحية المنتج للبيع، مرورًا بوضع تاريخ للإنتاج والصلاحية على كل برميل.

مضيفًا أن سعر الكيلو يبدأ من 70 جنيهًا حتى 120 جنيهًا للكيلو الممتاز الحجم الكبير، وتستمر عملية البيع طوال العام باستثناء شهر رمضان الذي يقل فية الإقبال.

التسمم

مؤخرًا انتشرت أخبار عن سقوط حالات بالتسم في محافظات كفرالشيخ والإسكندرية والبحيرة، إلا أن الدقهلية لم تسجل ثمة حالات مشابهة، وفقًا لما ذكره الدكتور سعد مكي، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، رغم أن الدقهلية تضم أكبر مدينة لإنتاج وتصنيع الفسيخ.

"مش ممكن تلاقي هنا حد يتسم من الفسيخ بتاعنا، إحنا بنراعي ربنا في شغلنا".. قالها شريف اليماني، صاحب سلسلة محلات لصناعة الفسيخ بالمدينة، مؤكدًا أن اختيار السمكة الجيدة أهم شروط سمعة البائع الجيد، فضلًا عن طرق التخزين والتخليل والتي تعد العامل الرئيسي في الإنتاج.

وأوضح أن انتشار التسم في تلك المحافظات يرجع إلى قيام أصحاب بعض المحلات "عديمي الضمير"، بشراء أسماك تالفة أو "خرج بحر" لتحقيق هامش ربح كبير على حساب أرواح المواطنين.

سمك قاتل

يقول عبدالرحمن شلبي، صاحب محل فسيخ، إن حديث التسمم وراءه ما وصفه بـ"السمك القاتل"، مؤكدًا أن خلال الفترة الماضية تعرضت الأسماك في بحيرة البرلس لميكروب ما، أدى لنفوق أطنان من الأسماك، جمعها الصيادون وباعوها لمحلات الفسيخ بأسعار مغرية.

القاتل يصل نبروة

"السمك دة جالنا هنا في نبروة وحقيقي التجار كلها رفضت تاخده".. بتلك الجملة أكد محمود السيد الفسخاني، وصول الأسماك السامة إلى المدينة من قبل بعض الصيادين.

وقال إن سعر كيلو السمك البوري الكبير وصل لـ5 جنيهات، في محاولة لإغراء التجار للشراء: "كنا نعلم جيدًا أنه مسمم ولا يمكن استخدامه في التصنيع نظرًا لوجود بقع منتشرة على الجلد، وظهور إحمرار في الرأس يشبة الاختناق".

رغم التحذير

ورغم تحذيرات وزارة الصحة للمواطنين من شراء الفسيخ، فالإقبال على المنتج كان عند معدلاته الطبيعية داخل المدينة التي اشتهرت بتلك الصناعة.

محمد محمود، طبيب بيطري، قال أثناء شرائه الفسيخ، إنه لم يتأثر بما تردد حول انتشار حالات التسمم، لأنه يثق بما يشتريه من أحد المحلات التي اشتهرت في أرجاء المدينة.

وتضيف سامية الطنطاوي، ربة منزل، وتقيم بمدينة المنصورة، أنها تناولت الفسيخ مع أسرتها بشكل طبيعي ولم يكن هناك حالة خوف من تناوله لثقتها في محال الفسيخ الموجودة في مدينة نبروة، وتعاملها مع محل معين منذ عدة سنوات، وترى أنه يبيع أسماك الفسيخ والمملحة بمواصفات مطمئنة.

قناطر إدفينا

من ناحية أخرى، وعلى مدار الأيام الماضية، فوجئ أهالي محافظة كفرالشيخ، بإطلاق تحذيرات عبر صفحات موقع التنواصل الاجتماعي "فيس بوك" تدعو المواطنين لعدم شراء أسماك البوري بسبب نفوق كميات كبيرة من نفس النوع في نهر النيل فرع رشيد، في المنطقة ما بعد قناطر أدفينا بمركز مطوبس.

ووصف هشام محروس دراز، كبير الصيادين في فرع رشيد، بمحافظة كفرالشيخ، الأخبار المنتشرة عن حالات التسمم بـ"خراب بيوت" نتيجة الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها بسبب نفوق الأسماك الخاصة بمزارعهم.

وكشف مجدي مرعي، رئيس مجلس إدارة جمعية الصيادين بقرية منية المرشد التابعة لمركز مطوبس، عن تعرض أصحاب الأسماك إلى خسائر كبيرة جدًا جرى رصدها حوالي بأكثر من 5 ملايين جنيه، نتيجة نفوق ما يقرب من حوالي 15 ألف طن أسماك بوري نافقة، وهي كميات خاصة بأصحاب الأقفاص السمكية من مزارعي الأسماك والتي يبلغ عددها حوالي 25 ألف صندوق سمكي في نهر النيل فرع رشيد.

فيديو قد يعجبك: