إعلان

هل يبتز ترامب أوكرانيا وهل سينجح في إنهاء الحرب مع روسيا؟

02:23 م الأحد 09 فبراير 2025

دونالد ترامب وفولوديمير زيلنسكي

كتبت- سهر عبد الرحيم:

"الحصول على المعادن النادرة مقابل استمرار المساعدات"، هذا ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استمرار المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا، كما طلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي نحو 300 مليار دولار دفعتها واشنطن لكييف، فهل يبتز ترامب كييف بحجة إنهاء حربها مع موسكو؟

المعادن النادرة مقابل المساعدات

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

وخلال حديثه للصحفيين في البيت الأبيض، قال ترامب "نحن نتطلع إلى عقد صفقة مع أوكرانيا، حيث سيؤمنون ما نقدمه لهم من معادن الأرض النادرة وغيرها من الأشياء"، وأعرب عن غضبه من أن أوروبا لم تقدم لأوكرانيا نفس مستوى المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة.

ومن جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداد بلاده لتنفيذ طلب الولايات المتحدة، إذ قال إن "أوكرانيا منفتحة على الاستثمار من جانب الشركات الأمريكية".

كما تحدث زيلينسكي خلال مقابلة مع وكالة "رويترز"، أمس الجمعة، عن المخزون الهائل من المعادن المهمة والعناصر الأرضية النادرة في بلاده في محاولة لجذب الرئيس الأمريكي ترامب.

وقال زيلينسكي "إذا كنا نتحدث عن صفقة، فلنعقد صفقة"، مؤكدًا أنه يجب أن تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية من حلفائها كجزء من أي تسوية.

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن أقل من 20% من الموارد المعدنية في البلاد، بما في ذلك نحو نصف مخزونها من العناصر النادرة، توجد في الأراضي التي تحتلها روسيا، محذرًا من أن تقدم موسكو هذه الموارد لدول مثل كوريا الشمالية وإيران.

وأضاف، "قدم الأمريكيون المساعدة أكثر من غيرهم، وبالتالي يجب أن يكسب الأمريكيون أكثر من غيرهم. يجب أن تكون هذه الأولوية لهم، وستكون لهم. أود أيضًا التحدث عن هذا مع الرئيس ترامب".

وفي هذا الشأن، يقول الدكتور رامي أبو شمسية عضو حزب الوطني الأوكراني، برغم إبداء كييف استعدادها لتنفيذ طلب ترامب، إلا إنه سيكون بالشروط الأوكرانية والتي تتمثل في انسحاب القوات الروسية من الأراضي التي احتلتها، فضلًا عن ضمان دخول أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لافتًا إلى أن وروسيا لن تقبل بهذه الشروط.

وأضاف أبو شمسية خلال حديثه لـ"مصراوي"، ترامب، الذي يستغل أوكرانيا اقتصاديًا، يعتبر أن زيلينسكي "عقبة" للحصول على مطالبه بسبب الشروط التي وضعها مقابل تنفيذ تلك المطالب، لذلك يطالب الرئيس الأمريكي بإجراء انتخابات في أوكرانيا بحلول نهاية العام.

دونالد ترامب وفولوديمير زيلنسكي

وينبع اهتمام الولايات المتحدة بمعادن أوكرانيا، بسبب اشتهار كييف باحتياطياتها الكبيرة عالية الجودة من خام الحديد والمنغنيز، والتي مكون مهم لإنتاج الصلب الأخضر، ففي عام 2021 قدمت أوكرانيا 43% من واردات الاتحاد الأوروبي من ألواح الصلب، كما يعد الزركونيوم و الأباتيت من المعادن الحيوية للتطبيقات النووية والطبية.

كما تمتلك أوكرانيا 5% من إجمالي الموارد المعدنية على مستوى العالم، وذلك بفضل تنوع تضاريسها الجيولوجية، وتقدر قيمة احتياطياتها من المعادن النادرة والليثيوم، بما يتراوح بين 3 تريليونات و11.5 تريليون دولار، وفقًا لتقرير لـ"المنتدى الاقتصادي العالمي".

ويُشار إلى أن طلب ترامب لم يكن بعيدًا عن تصورات أوكرانيا نفسها، فقد سبق للرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن اقترح في أكتوبر الماضي، شراكة استراتيجية مع الدول الأوروبية الحليفة لاستغلال ثروات بلاده المعدنية في إطار الخطة التي قدمها وأطلق عليها "خطة النصر".

وفيما يتعلق بالمساعدات الأمريكية، أعلن ترامب، الأسبوع الماضي، تعليق برامج المساعدات الأمريكية الخارجية، بما في ذلك تلك الممنوحة لأوكرانيا، باستثناء المساعدات العسكرية لمصر وإسرائيل.

وذكرت صحيفة "بوليتيكو"، أن وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، أعطى توجيهات بتعليق تمويل كافة البرامج للمساعدات تقريبا لمدة 90 يوما، بما في ذلك الخاصة بأوكرانيا.

خطة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

بوتين وترامبوبخصوص الحرب الروسية الأوكرانية، كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه قادر على إنهاء الحرب بين موسكو وكييف كما لديه الخطة اللازمة لتحقيق ذلك، مؤكدًا أن هذا الصراع لم يكن ليحدث إذا كان رئيسًا لأمريكا وقتها.

و قال ترامب " لو كنت رئيسًا لما بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب على أوكرانيا ولما وقع هجوم الـ7 من أكتوبر"، مشيرًا إلى أنه ربما سيلتقى زيلينسكى الأسبوع المقبل، كما سيتحدث مع بوتين لوضع نهاية للحرب.

وكشف الرئيس ترامب عن تواصله هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، دون أن يفصح عن عدد المحادثات التي جرت بينهما، مكتفيًا بالقول: "من الأفضل ألا أقول"، خلال حديثه لصحيفة "نيويورك بوست".

وأكد ترامب، خلال حديثه للصحيفة الأمريكية، أن الرئيس الروسي يسعى إلى وضع حد لإراقة الدماء، مشددًا على أن لديه "خطة ملموسة" لإنهاء الحرب، لكنه رفض الكشف عن تفاصيلها.

وتعليقًا على تصريحات الرئيس الأمريكي، يقول دكتور رامي أبو شمسية إن الجميع يعلم أن ترامب رئيس متهور وما يقوله هو "للاستهلاك الإعلامي"، فهو مجرد كلام طالما لا يوجد خطوات حقيقية على الأرض ولم يتم التفاوض بشأن الحرب.

وأضاف أن خطة ترامب لإنهاء الحرب تتمثل في تخلي أوكرانيا عن الأراضي التي احتلتها روسيا في الشرق، فضلًا عن تخفيف العقوبات المفروضة على موسكو، الأمر الذي لن تقبل به كييف.

لكن في المقابل، روسيا التي لن تنهي بسهولة الحرب التي خسرت فيها أكثر من مليون جندي ومعدات ودفعت ثمنًا باهظًا، إلا أن هذه الخطة مربحة لها وستخلصها من أزمتها، حسب عضو حزب الوطني الأوكراني أبو شمسية.

الجيش الروسي

كما صرحت مصادر لشبكة "بلومبرج" أن المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا وروسيا، كيث كيلوج، سيقدم الخطة الأمريكية خلال مؤتمر سيُعقد في مدينة ميونيخ الألمانية في الفترة من 14 إلى 16 فبراير الجاري.

وأكدت المصادر أن الخطة ستشمل تجميد الصراع مؤقتًا وترك الأراضي التي تحتلها القوات الروسية دون حسم واضح، مقابل ضمانات أمنية لأوكرانيا بشأن عدم شن موسكو هجمات جديدة.

كما تشير الخطة المقترحة إلى إمكانية تأجيل انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) لأجل غير مسمى، لكن سيتم بحث انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي كبديل دبلوماسي، وفرض عقوبات قاسية على روسيا في حال رفضها الانخراط في المفاوضات.

ومن جانبه، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتفاوض المباشر مع روسيا، قائلًا إنه إذ كان هذا الإطار الوحيد الذي يمكنه عبره جلب السلام لمواطني أوكرانيا؛ فسيقوم بذلك.

وفي المقابل، أكد المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف، أمس الجمعة، أن روسيا والولايات المتحدة لم تبدأ بعد مناقشة لقاء محتمل بين بوتين وترامب.

وقال بيسكوف: "لم تكن هناك اتصالات أولية بينهما لمناقشة ما إذا كان ينبغي لهما الاجتماع أم لا، وإذا كان الأمر كذلك، فمتى وكيف؟، يجب عدم التسرع"، خلال حديثه لشبكة "سي إن إن".

وفي 4 فبراير الجاري، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة تجري مفاوضات بناءة للغاية مع روسيا وأوكرانيا بشأن حل الحرب بينهما، كما وصف تقدم المحادثات بـ"الإيجابي"، معربًا عن أمله في أن تتجاوز المناقشات المحتملة كل التوقعات.

وفي فبراير 2022، أعلنت روسيا بدء العملية العسكرية على أوكرانيا، بعدما حاولت الأخيرة الانضمام لحلف الناتو؛ الأمر الذي اعتبرته موسكو تهديدًا لأمنها وحدودها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان