إعلان

كيف استخدمت مصر الدبلوماسية في حشد الدعم لغزة؟

05:31 م الأربعاء 12 فبراير 2025

الرئيس عبدالفتاح السيسي

كتبت- سهر عبد الرحيم:

كانت مصر ولا زالت في مقدمة الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية والمدافعة عنها منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وقد برز الدور المصري الحيوي في حرب غزة الأخيرة من خلال تقديم المساعدات والقيام بدور الوسيط لإنهاء تلك الحرب، فضلًا عن رفضها القاطع لمخططات تهجير سكانها.

وأكدت مصر مرارًا في مختلف اللقاءات دعمها الثابت للشعب الفلسطيني في أرضه، وأن الحل الدائم والعادل لقضيته هو "حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967"، ردًا على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة" إلى مصر والأردن.

وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاءات مختلفة مع قادة عرب وأوروبيين على رفض مصر القاطع للتهجير وعدم تصفية القضية الفلسطينية، قائلاً: "إنه ظلم لا يمكن أن نشارك فيه ولا يمكن أبدًا التنازل عن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية"، كما أكد أن مصر عازمة على تقديم تصور لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها.

1

وتستعد مصر لاستضافة قمة عربية طارئة في 27 فبراير الجاري لبحث التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية، حسبما أعلنت الخارجية، كما أجرى وزير الخارجية بدر عبد العاطي اتصالات مكثفة مع عدد من نظرائه العرب في 11 دولة، شملت اتصالات مع وزراء خارجية السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين والأردن والعراق والجزائر وتونس وموريتانيا والسودان.

وفي الوقت الذي كان يتواجد فيه وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي في العاصمة الأمريكية واشنطن للقاء مسؤولين أمريكيين، وجهت مصر رسائل تحذيرية بلهجة قوية ضد المقترح الأمريكي والإسرائيلي الذي يدعو لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

ومنذ بداية التصريحات الأمريكية المثيرة للجدل التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة لإحلال السلام في المنطقة وشراء غزة وامتلاكها، وصولًا لمنع عودة الفلسطينيين إلى أرضهم بعد خروجهم منها، كان لمصر موقف واضح منذ البداية تجاه حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه.

وتتابعت بيانات وزارة الخارجية تعليقًا على مستجدات الوضع في قطاع غزة وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإحلال السلام في الشرق الأوسط القائم على حل الدولتين، مع الإسراع في إعادة إعمار القطاع الفلسطيني وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية له وفقًا لبنود الاتفاق.

ونشرت الخارجية بيانًا الإثنين أكدت فيه تمسك مصر بموقفها الرافض للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق تقرير المصير والبقاء على الأرض والاستقلال، كما تتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك وطنهم، وذلك بما يتسق مع القيم الإنسانية ومع مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية جنيف الرابعة.

2

وأثناء لقاء وزير الخارجية بدر عبد العاطي نظيره الأمريكي ماركو ريبو خلال زيارته الرسمية بواشنطن، شدد عبد العاطي على ثوابت الموقف المصري والعربي والإسلامي بشأن القضية الفلسطينية وأهمية تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، معربًا عن تطلع مصر للتنسيق مع الإدارة الأمريكية من أجل العمل على تحقيق السلام العادل المنشود في الشرق الأوسط، وبما يستجيب للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة.

كما كرر عبد العاطي خلال لقاءاته مستجدات الأوضاع في غزة، حيث استعرض الجهود المكثفة التي تبذلها مصر لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث، وتبادل الأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية بوتيرة مكثفة ومتسارعة، مشددًا على ضرورة إيجاد مسار سياسي للصراع الفلسطيني–الإسرائيلي يُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة استنادًا إلى حل الدولتين.

وبخصوص تصريحات إسرائيل – الحليف الأساسي للولايات المتحدة في المنطقة – استنكرت مصر حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي عن السعودية، حيث قال: "يمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية في المملكة العربية السعودية، فلديهم الكثير من الأراضي هناك."

وأعلنت الخارجية في بيان: "تدين جمهورية مصر العربية بأشد العبارات التصريحات الإسرائيلية غير المسؤولة والمتهورة والمرفوضة جملة وتفصيلاً، والتي تحرض ضد المملكة العربية السعودية الشقيقة وتمس سيادتها"، مؤكدة أن أمن المملكة واحترام سيادتها هو "خط أحمر" لن تسمح مصر بالمساس به.

3

كما أعربت مصر، الأحد، عن استهجانها لتصريحات نتنياهو لإحدى القنوات الإعلامية الأمريكية يوم السبت، والتي ادعى فيها أنه وراء حصار الفلسطينيين في قطاع غزة، وأنه يرفض خروجهم من غزة عبر معبر رفح إلى جهة أخرى يريدها.

وأوضحت الخارجية أن تلك الادعاءات تضليل متعمد ومرفوض يتنافى مع الجهود التي بذلتها وتبذلها مصر منذ بدء العدوان على غزة، حيث قامت بإدخال مساعدات إنسانية عاجلة للشعب الفلسطيني، وآخرها أكثر من 5000 شاحنة منذ وقف إطلاق النار، مع تسهيل عبور الجرحى والمصابين ومزدوجي الجنسية.

4

وأكدت أن تلك التصريحات تهدف إلى تغطية وتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين وتدمير المنشآت الحيوية، من مستشفيات ومؤسسات تعليمية ومحطات كهرباء ومياه الشرب، فضلًا عن استخدامها الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين.

وكان لمصر دور إنساني بارز منذ بداية حرب غزة في أكتوبر 2023، إذ فتحت معبر رفح لعبور المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة لتخفيف حدة الحصار الإسرائيلي عليه؛ إذ بلغ عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع عبر المعابر المصرية 35 ألف شاحنة مساعدات متنوعة تزن 750 ألف طن، حسبما أفاد به المستشار أيمن ولاش، مدير عام المركز الصحافي بالهيئة العامة للاستعلامات.

وأضاف ولاش أن مطار العريش استقبل حوالي 700 طائرة بحمولات تبلغ 18 ألف طن من أنواع المساعدات المختلفة من 50 دولة عربية وأجنبية ومنظمات دولية، موضحًا أن ميناء العريش البحري استقبل حوالي 25 سفينة مساعدات من دول عربية وأجنبية مختلفة، بحمولات تزيد عن 36 ألف طن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان