إعلان

لا تتركوا أحدًا خلفكم.. كتاب لضابط إسرائيلي يفضح جيش الاحتلال وكذبة "الأكثر أخلاقية"

03:38 م الإثنين 03 فبراير 2025

كتبت- سلمى سمير:

تحت بند "خفايا جيش الميليشيات" نشر عساف حزاني -عقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي- كتابًا حمل اسم "السيف سيفتك بطريقة أو بأخرى" يروي فيه معايشته وشهاداته للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما رآه من تعديات جنود الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.

من جندي يحرق القرآن الكريم أمام الفلسطينيين لقائد كتيبة يمشي بحراسة خاصة وصولًا لارتداء ملابس النساء الداخلية بعد سرقتها من خزانة الملابس، روى ضابط الاحتياط كل ما عايشه في غزة في إطار خدمته للجيش "الأكثر أخلاقية في العالم".

في كتابه، لم يكن حزانى يدافع عن الجيش الإسرائيلي، وإنما فقط يعبر عن قلقه من الإساءة لهذه الصورة بسبب ممارسات العسكريين الإسرائيليين خلال الحرب.

ارتداء ملابس النساء

في الوقت كان الجوع يفتك بأهالي قطاع غزة سواء النازحين في الجنوب أو المحاصرين في الشمال، شغل جنود الجيش الإسرائيلي أمرًا آخر، وهو الملابس الداخلية للنساء الفلسطينيات في القطاع.

بعد قصف المنازل وخروج من فيها، دخل العسكريين الإسرائيليين، ونهبوا الملابس الموضوعة في الخزانات، بحسب حزانى، الذي شهد ارتداء الجنود لملابس النساء الداخلية والتقاط الصور بها بواسطة هواتفهم.

بحسب حزانى، فإن ممارسة مثل تلك الأفعال تضر بصورة إسرائيل، أكثر من أي شيء آخر، مؤكدًا التقارير المتحدثة عن ارتداء الجنود للملابس الداخلية على أسطح الدبابات وإلباس تلك الأوعية لدمى عارية والتقاط الصور معها في وضعيات غير أخلاقية.

وبعيدًا عن التقاط الصور مع الدمى العارية وإلباسها الملابس الداخلية، وإخراج العطور والثياب من الخزانة ووضعها على السرير، تحول جنود الجيش الإسرائيلي إلى مستوى آخر تمامًا، يرفض العودة إلى الحياة المدنية ويطالب بالاستمرار في القتال بقطاع غزة حتى "لا يتركوا أحدًا خلفهم".

جاء ذلك في ورقة كتبها جنود الاحتياط باللواء 55 إلى قائد فرقتهم، يطالبون فيها بالاستمرار بالحرب داخل القطاع حتى تحقيق جميع أهداف الحرب التي لم تتحقق باعتقادهم حتى اللحظة، وهو ما يتعارض مع تعلموه من قيم الجيش الإسرائيلي بعدم ترك حيًا ورائهم.

إحراق المصحف

بعد قصف إسرائيلي، استهدف مسجدًا لم يذكر الكاتب اسمه، لكنه وصف حالته من سقف منهار ونوافذ محطمة وكراسي لم يبق منها أثر، أجبر الجنود الإسرائيليين الفلسطينيين على الجلوس في صفوف بعد أسرهم وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم.

وبينما انتظر الأسرى الفلسطينيين دورهم في الاستجواب، وقف جندي إسرائيلي يحمل بندقية أمامهم وبدأ في تمزيق نسخة من المصحف الشريف، ليقف حزامى دون رد ولا فهم لسبب تصرف الجندي، نظرًا لأن تمزيق القرآن انتهاكًا لقواعد الجيش الإسرائيلي، حسب الكاتب.

بعد انتهائه من تمزيق المصحف، اقترب آساف من الجندي، وسأله عن سبب تصرفه، ليجيب برد تلقائي "أنا أنتقم منهم" دون إعطاء أي مبرر آخر، في خطوة قال عنها الكاتب إنها تفتقر إلى أي معنى منطقي.

يقول حزامى، إن المصحف الذي وقع في يد الجندي بالفعل بفعل القصف، ولكنه لم يفعل شيء سوى المزيد من التمزيق والتخريب للمصحف في سبيل رغبته بعدم ترك أي أثر للمصحف، مضيفًا أن الجندي شعر أن الانتقام كان بالتأكيد عاطفة مشروعة في تلك المرحلة من القتال.

صورة 4

لم يتوقف الأمر حد إحراق المصاحف، بل وصل إلى إشعال النيران في مناطق واسعة داخل قطاع غزة، دون حاجة عملياتية لذلك، بحسب حزانى، الذي قال إن الوحدات القتالية الإسرائيلية، دمرت البنية الأساسية التي يمكن استخدامها لإعادة بناء المنطقة في المستقبل.

قال ضابط الاحتياط، إن هذه الحرائق "الغير ضرورية" قوضت قدرة الوحدات القتالية على تنفيذ المهام المهنية المطلوبة، مشيرًا إلى القيام بها فقط لغاية انتقامية دون إدراجها في الأهداف المعلنة للوحدات، والتي مع ذلك كانت تلفق مبررات بحسب حزانى لإشعال الحرائق في بعض الأوقات.

المشي بحراسة خاصة

سرد ضابط الاحتياط الذي غادر قطاع غزة، بعض التفاصيل الأخرى في كتابه، والتي قال عنها إنها "تكاد تكون غريبة"، وذلك بعد رؤيته مثل قائد إحدى الفرق العسكرية بالجيش فترة بداية الحرب يتنقل في كل مكان برفقة حارسين شخصيين.

لم يذكر الكاتب، اسم قائد الفرقة المذكور، ولكنه قال إنه تنقل كأنه "أحد المشاهير أو رئيس منظمة إجرامية"، في خطوة تشير إلى حالة من عدم الثقة في عسكريين الجيش الإسرائيلي نفسهم، فيحكي حزانى، "أن وجود الحارسين الشخصيين في المقر الرئيسي، عند مدخل غرفة الحرب، كان يثير دهشة البعض. وكان الضباط في المقر الرئيسي يسألون بعضهم البعض عما إذا كان قائد الفرقة لا يثق بهم".

صورة 5_5

إضافة للمشي بحراسة خاصة، عايش حزانى حوادث أخرى، وذلك بعد عودته إلى قطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الأول في نوفمبر 2023، حيث لاحظ وجود مركبة عسكرية عليها لوح تزلج على الأمواج داخل القطاع.

وصف حزانى، المشهد الذي رآه، بأنه "يشبه جو المعسكرات النهارية" قائلًا إن التزلج على الأمواج يبدو أنه أصبح روتين الوحدات القتالية الإسرائيلية في قطاع غزة خلال النهار، وهو المشهد الذي أزعجه لأنه يعكس باعتقاده "انخفاضًا في الوعي العملياتي"، لكن هذا الانزعاج فجر موجة من الضحك حول الضباط من حوله مع عدم مشاركته نفس وجهة النظر.

نيران صديقة

في فصل بعنوان "جيش محترف من الميليشيات"، سرد حزانى ما وقع في جلسة إحاطة حضرها قبيل مغادرة قافلة تابعة للجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة، مع توضيح القائد لهم قبل الذهاب بأنه وارد أن يطلق النيران من خزنة سلاحه الخاص في أي وقت إذا استشعر أي تهديد.

قال حزانى، إن قائد التعليمات أخبرهم نصًا "مع كامل الاحترام، إذا شعرت بتهديد بإطلاق النار، فلن أسأل أحداً"، وهي الجملة التي تبرر بحسب حزانى وقوع حوادث النيران الصديقة، مع إطلاق العسكريين الإسرائيليين النيران للرد على أي تهديد غير محدد المصدر، ولكن وعلى ما يبدو فإن ذلك لم يشكل أزمة بالنسبة لمجموعة من ضباط الفرق الأخرى داخل القطاع.

حالة أخرى، هي عدم امتثال كبار القادة للتوجيهات الأمنية التي كان من المفترض أن يفرضوها على جنودهم، وذلك من خلال قيام الضباط بالتقاط صور سيلفي أثناء القتال، على الرغم من تحذيرهم من أن هذا من شأنه أن يعرض حياتهم للخطر لأن المقاومة قد تستخدم هذه الصور لتحديد مواقعهم بدقة.

سكين لتقطيع اللحم

مشهد آخر ووسط مشاهد الدمار وعلى الركام، جلس جنود الجيش الإسرائيلي، يحتفلون بعيد ميلاد أحد رفاقهم محضرين كعكة "فاخرة" لإتمام طقوس الاحتفال كما لو أنهم في مدينتهم، ليواجهوا عقبة واحدة وهي سكين لتقطيع كعكة العيد ميلاد.

صورة 7_7

وجد أحد الجنود الجالسين حلًا لمشكلتهم بإخراج سكين كوماندوز "مخيفة الشكل" لتقطيع الكعكة، ليرد عليه رفيقه بأن الكعكة مصنوعة من منتجات الألبان، ولا يجوز استخدام هذا السكين فيها، مستندًا في ذلك لقوانين النظام الغذائي اليهودية التي لا يجوز فيها خلط الحليب باللحوم، ما يترك التساؤل عن نوع اللحوم الذي استخدمت فيها السكين داخل القطاع.

أوضح الجندي صاحب السكين، بنبرة جادة، لزملائه، أنهم يمكنهم تقطيع الكعكة لأن السكين لم تستخدم بعد "للأسف" في تقطيع اللحوم، بحسب حزانى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان