إعلان

الحرب بأوكرانيا.. كيف وضع ترامب كييف بين خياري السلام أو الهزيمة؟

07:23 م السبت 15 فبراير 2025

دونالد ترامب

واشنطن – (أ ش أ)

رأى موقع "ذا ناشونال إنترست" الأمريكي أن الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الجديدة أنهت الحرب في أوكرانيا فعليًا، وأوقفت توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأفاد الموقع الأمريكي - في مقال تحليلي اليوم السبت - بأن إدارة ترامب حسمت الأمر وبدأت مفاوضات لإنهاء الحرب دون مشاركة أوكرانيا، وكييف، التي اعتادت على الدعم غير المشروط من البيت الأبيض في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، مضطرة الآن لقبول ما يتفق عليه الزعيمان الأمريكي والروسي.

وتصريحات المسؤولين في إدارة ترامب، أكدت أن أوكرانيا يجب أن تستعد لتقديم تنازلات إقليمية، مع ضمان عدم انضمامها إلى حلف الناتو أبدًا.

وأشار الموقع إلى أن الاعتماد الأوكراني الكامل على المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو يجعل من غير المنطقي توقع أن يكون لكييف دور رئيسي في المفاوضات، فبعد أن تبعت التوجيهات الأمريكية في ساحة المعركة، ترفض الآن الانصياع للدبلوماسية الأمريكية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أوضح أن الحرب لن تنتهي إلا إذا تمت معالجة الأسباب التي دفعته إلى الهجوم على أوكرانيا وأبرزها الخوف من انضمام أوكرانيا إلى الناتو وتحولها إلى قاعدة عسكرية غربية تهدد الأمن الروسي، وبدأت إدارة ترامب بالفعل في تهدئة هذه المخاوف من خلال إعلان قاطع بأن أوكرانيا لن تكون جزءًا من حلف الناتو.

ومن الناحية القانونية، لم تكن أوكرانيا مؤهلة للانضمام إلى حلف الناتو بسبب النزاعات الإقليمية القائمة، إذ تمنع لوائح الحلف قبول دول تخوض نزاعات مسلحة، لأن ذلك سيجبره على التدخل مباشرة وفقًا للمادة الخامسة من ميثاقه، ورغم ذلك، قدّم الناتو دعمًا غير مسبوق لكييف على مدى ثلاث سنوات، لكن هذه الجهود لم تؤتِ ثمارها.

ومن المرجح أن تضطر أوكرانيا إلى التخلي عما يصل إلى 20% من أراضيها لصالح روسيا.

وفي سياق الجهود الدبلوماسية، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمدة 90 دقيقة عبر الهاتف، واتفقا مبدئيًا على لقاء في الرياض دون تحديد موعد رسمي حتى الآن، كما ناقشا إمكانية عقد قمتين إضافيتين، إحداهما في روسيا والأخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يُخفِ ترامب رغبته في إنهاء الحرب، حتى أنه ألمح في مقابلة صحفية إلى أن أوكرانيا قد تصبح يومًا ما جزءًا من روسيا، وهو ما يعكس طموحات القوميين الروس.

ويشير الواقع إلى أن الحرب في أوكرانيا انتهت فعليًا: فلم يعلن ترامب ذلك صراحة، لكنه اتخذ خطوات تضمن عدم استمرارها، فلقد هزمت روسيا أوكرانيا، وبذلك، هزمت الناتو أيضًا، وهذه هي الرواية التي ستقدمها موسكو للعالم، والتي قد يقتنع بها كثيرون بناءً على مجريات الصراع، وأمام أوكرانيا خياران: إما القبول بتسوية مذلة تتضمن التنازل عن الأراضي المحتلة، أو مواجهة هزيمة كاملة على يد الجيش الروسي، وذلك وفق ما أفاد به الموقع الأمريكي.

وفي تطور آخر، يبدو أن ترامب قد اتخذ خطوة غير مباشرة لإضعاف حلف الناتو، فخلال اجتماع مع قادة الحلف، أكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أن على الأوروبيين تحمل مسؤولية دفاعهم بدلًا من الاعتماد على الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن أوروبا، رغم قوتها الاقتصادية والتكنولوجية، لا تزال غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها العسكرية، ورسالة الإدارة الأمريكية كانت واضحة: واشنطن لن تكون "الطرف المغفل" بعد الآن.

ولم تكن الرسالة موجهة فقط بشأن أوكرانيا، بل حملت إشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد لا تتدخل في أي صراع مستقبلي ضد روسيا، رغم التزاماتها الدفاعية داخل الحلف.

وبهذا النهج يبقى السؤال الأهم: هل ستكتفي روسيا بما حصلت عليه، أم ستواصل التقدم نحو العمق الأوروبي؟ والأهم من ذلك، هل ستكون أوروبا قادرة على مواجهة أي تهديد مستقبلي دون المظلة الأمريكية؟.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان