إعلان

عودة الأمل.. هل من الممكن التوصل لصفقة قبل تولي ترامب الحكم؟

06:11 م الأحد 12 يناير 2025

ترامب و بنيامين نتنياهو

كتبت:- سهر عبد الرحيم

عاد الأمل من جديد بشأن إمكانية إبرام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بعد حديث وسائل الإعلام العبرية عن إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين والتي نجحت في سد 90 % من الفجوات.

ويرى الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية خالد سعيد، إن "هناك مؤشرات إيجابية بشأن إمكانية التوصل لصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، فالمفاوضات بين الطرفين تسير بشكل إيجابي مع إبداء الحركة وربما تل أبيب حالة من المرونة".

وأضاف سعيد خلال حديثه مع "مصراوي، أنه كان للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب دورًا في إحراز التقدم في مفاوضات الصفقة، إذ استجاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لضغوطات ترامب ووافق على إرسال رئيس الموساد دايفد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار ومستشاره السياسي وممثل الجيش إلى العاصمة القطرية الدوحة لاستئناف المفاوضات.

1

واعتبر أن زيارة ستيفن ويتكوف مبعوث ترامب الجديد للشرق الأوسط، الجمعة، إلى الدوحة ولقائه برئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن الثاني، ثم لقائه في اليوم التالي نتنياهو، مؤشرًا على رغبة ترامب في إبرام الصفقة قبل توليه الحكم في 20 يناير الجاري.

وأشار الباحث في الشؤون الإسرائيلية، إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب جاء بخريطة جديدة تشمل إنهاء الحرب في قطاع غزة لتحقيق أهداف اقتصادية متمثلة في التطبيع، خاصة مع تأكيد بعض الدول عدم استكمال خطوات التطبيع مع تل أبيب إلا بعد انتهاء حرب غزة، وجاءت الحرب لتوقف موجة التطبيع العربي مع الاحتلال.

وتابع أن نتنياهو يواجه طغوطًا من الداخل الإسرائيلي، إذ تواصل عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة اتهام الحكومة بعرقلة الصفقة مع حماس، فمنذ بداية الحرب تقوم العائلات بالمظاهرات مطالبين بعودة ذويهم.

و شهدت إسرائيل، مساء أمس السبت ، مظاهرات تطالب بإنهاء الحرب في غزة والإفراج عن الأسرى، إذ تظاهر الآلاف في تل أبيب ومدن أخرى، وفي مستوطنة بئيري، قال أور جات شقيق كارمل الذي انتشلت قوات الدفاع الإسرائيلية جثته في القطاع، في إشارة إلى الوفد المفاوض، "لا تعودوا دون التوصل إلى اتفاق".

2

وتابع دكتور خالد سعيد، أن من الأسباب المهمة التي تضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء حرب غزة هى أن الجيش الإسرائيلي يحارب على جبهات مختلفة منها الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وعلى الحدود مع سوريا، كل هذه الجبهات جعلت الجيش منهكًا بشكل كبير يريد إنهاء حرب مستمرة منذ أكثر من عام وتكبد فيها خسائر مادية وفي الأرواح.

ومن جانبه، اعتبر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، اليوم الأحد، أن "هذه أيام حاسمة لإطلاق سراح الأسرى.. وأدعم المشاركين بالمفاوضات وآمل التوصل لاتفاق قريبًا".

إلا أن هناك خلاف بشأن الانتقال من المرحلة الأولى للصفقة إلى المرحلة الثانية. بالرغم من أن معالم المرحلتين من الصفقة المحتملة لا تزال غير معلنة، فإن وسائل إعلام إسرائيلية من بينها هيئة البث الرسمية تقول إن المرحلة الأولى تتضمن الإفراج عن كبار السن والمرضى، في حين أن المرحلة الثانية تتضمن الإفراج عن عسكريين.

ويتفق الخبير في شؤون الشرق الأوسط حسن مرهج مع دكتور خالد سعيد، إذ قال مرهج إن هناك ضغوط داخلية على الحكومة الإسرائيلية، خاصة من عائلات الأسرى والمفقودين، وخارجية خاصة من الدول العربية والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مما يدفع نتنياهو نحو إبرام صفقة مع حركة حماس.

3

وأوضح مرهج خلال حديثه مع "مصراوي"، أنه إذا كانت هذه التقارير تُشير بالفعل إلى تقدم في المفاوضات، فقد يكون ذلك علامة على استعداد الطرفين للوصول إلى اتفاق قبل تولي ترامب الحكم، حيث أن الإدارة الجديدة قد تُغير الديناميكيات الحالية في ما يتعلق بحماس.

وأضاف، أن استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي للمحادثات تنطلق من توجهاته السياسية، فقد يكون نتنياهو مستعدًا لإجراء محادثات مع حركة حماس إذا كان ذلك يخدم مصالحه السياسية فقط، خاصة مع وجود ضغوط لإنهاء الصراع وتحقيق استقرار في المنطقة.

وفي ما يتعلق بزيارة رئيس الموساد للدوحة، أشار مرهج إلى أن هذه الخطوة تشير إلى رغبة إسرائيل في استمرار قنوات التواصل مع حماس، وهذا يعكس الاستعداد للتفاوض وحرص نتنياهو على عدم قطع هذا المسار بما يحقق له غايات سياسية، لكن على أرض الواقع هناك حاجة ضرورية لإتمام هذا الاتفاق بأسرع وقت.

4

ويعتقد الخبير في شؤون الشرق الأوسط أن انسحاب إسرائيل من قطاع غزة قد يأتي كجزء من الاتفاق، وفي حالة التوصل إلى اتفاق شامل، قد يتم التفاوض حول انسحاب جزئي أو كامل من القطاع، ولكن ذلك يعتمد على شروط الصفقة ومدى ضمان إسرائيل لأمنها، حيث أنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق، فإن المخاوف الأمنية ستظل قائمة، مما قد يجعل الانسحاب الكامل من القطاع أمرًا صعبًا.

وذكر مرهج أن توقيت الصفقة يرتبط بالوضع العسكري والسياسي، إذ أدرك الطرفان أن استمرار الحرب لن يؤدي إلى نتائج إيجابية، وبالتالي يفضلون التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي لتجنب المزيد من الخسائر، كما تلعب الفرص الإقليمية دورًا، فقد تكون هناك فرص جديدة للتعاون الإقليمي أو الدعم الدولي تؤثر على توقيت إبرام الصفقة.

وفي النهاية، يرى الخبير في شؤون الشرق الأوسط أنه وفقًا للمعطيات السابقة، فإن التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس قبل تولي ترامب الحكم يبدو "ممكنًا"، خاصة مع وجود ضغوط داخلية وخارجية، واستعداد نتنياهو للمحادثات وفتح قنوات الاتصال، بالرغم من بقاء التحديات الأمنية والسياسية.

اقرأ أيضًا:
"رسالة حماس ومؤشرات إيجابية".. تقدم ملحوظ في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى

إسرائيل وحماس تتوصلان إلى اتفاق بشأن الصفقة ونتنياهو يعقد اجتماعا عاجلا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان