إعلان

بعد خسارة النفوذ الإقليمي.. هل تخطط إيران لشن ضربة مباشرة ضد إسرائيل؟

06:28 م الإثنين 13 يناير 2025

إيران وإسرائيل

كتبت- سلمى سمير:

تُسارع إيران في الآونة الأخيرة بالكشف عن قواعد وأنظمة صاروخية لم يسبق لها الكشف عنها، والتي يزامنها التصريح علانية بتوجيه ضربة مباشرة إلى إسرائيل في المستقبل دون تحديد توقيت ذلك المستقبل، مما يثير المخاوف عن احتمالية استعداد طهران للدخول في مواجهة مباشرة مع تل أبيب.

"تعود لعام 2008" هكذا جاء تصريحات طهران خلال كشف الحرس الثوري الإيراني عن منشأة صاروخية تحت الأرض، قال إنها استخدمت لشن هجمات في الآونة الأخيرة ضد أهداف عسكرية إسرائيلية.

ويشكل الكشف عن الفيديو الذي أظهر استعراض القوى والقواعد الصاروخية الإيرانية تحولًا كبيرًا عن الأيام الأولى لصناعة الصواريخ في يوليو 2008، والذي يأتي بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في الـ8 من ديسمبر الماضي والذي خسرت به إيران ذراعها وقوتها في إسرائيل.

وتضم القاعدة صواريخ استراتيجية تعمل بالوقود السائل، بما في ذلك أنظمة عماد، والقدر، وقيام، على الرغم من أن المسؤولين قالوا إن حوالي 10% فقط من المنشأة تم عرضها على وسائل الإعلام.

هل إيران تستعد لمواجهة مباشرة مع إسرائيل؟

في هذا الشأن تقول عضو الحزب الجمهوري، إيرينا توسكرمان، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، إنه من غير المرجح أن تشن طهران هجومًا مباشرًا على إسرائيل في الوقت الحالي، قائلة إن إيران ستنتظر لتتضح سياسة ترامب الجديدة وترى طبيعة التوافقات بين تل أبيب وواشنطن تجاه طهران.

وتابعت توسكرمان، أن إيران تنظر للوضع في الوقت الحالي، بمبدأ أن التورط في أي مواجهة مباشرة سيجلب أضرارًا بالغة لها في الوقت الحالي، إضافة لرغبتها في إعادة بناء قوتها وتقييم قدرة إسرائيل الاستخباراتية، قائلة إن إيران ستستمر في اختبار مياه خصمها من خلال الوكلاء في المنطقة.

وأوضحت توسكرمان، أنه على الرغم من أن شن هجومًا إيرانيًا ضد إسرائيل في فترة الانتقال بين الإدارات الأمريكية حيث يتولى دونالد ترامب مهامه رسميًا في الـ20 من يناير المقبل، توقيتًا مثاليًا، إلا أن توافق جميع الأطراف المعنية بشأن ضرورة الرد القوي على أي احتمال كهذا، ما قد يجبر إيران على التوقف عن مثل هكذا هجوم.

على جانب آخر، أشارت توسكرمان، إلى أن إسرائيل تواجه وسط كل ذلك معضلة أخرى، وهو التعامل مع جماعة أنصار الله الحوثية الذراع الإيراني في اليمن، والتي يبدو أمرها معقد بسبب المسافات الطويلة والتضاريس الصعبة وحقيقة أن إسرائيل لا تمتلك نفس مستوى الاستخبارات حول الحوثيين كما لديها عن إيران أو حزب الله اللبناني أو حركة المقاومة الإسلامية حماس.

من جانبه، يرى الدكتور محمد خيري، المختص في الشأن الإيراني، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، أن طهران ربما تستعد لرد فعل على الضربة الإسرائيلية السابقة ضد قواعدها العسكرية، قائلًا إن المنطقة ربما تشهد عملية "الوعد الصادق ٣" التي ترغب في تنفيذها ضد إسرائيل ردا على ضرب إسرائيل لأهداف في عمق إيران واستخدام إسرائيل الأجواء الأمريكية في الأراضي العراقية لذلك ردا على عملية الوعد الصادق ٢.

سقوط نظام الأسد

رغم أن إيران اتبعت سياسة التأني في التصريحات وتوجيه الضربات وحتى الكشف عن مقدراتها العسكرية، إلا أنه منذ سقوط نظام بشار الأسد في الـ8 من ديسمبر وتربع هيئة العمليات العسكرية السورية على السلطة، غيرت طهران أوراق لعبتها سريعًا، من مسارعة للكشف عن منظوماتها العسكرية، وفي هذا الشأن تقول توسكرمان، إن سقوط نظام الأسد جعل إيران ضعيفة ومكشوفة في المنطقة.

وقالت توسكرمان، إن خسائر إيران الإقليمية، جعلها ترغب في إظهار قوتها العسكرية المحدودة على الأقل في المنطقة، والتي يكون أفضل وسيلة للقيام بذلك في الوقت الراهن من خلال إظهار أنها تمتلك قدرات أكثر جدية، ومستعدة لاستخدامها إذا تم دفعها إلى الزاوية، داعية في الوقت ذاته إلى أخذ التهديدات الضمنية لإيران بحذر.

وأوضحت توسكرمان، أن الكثير من تلك الأسلحة التي تستعرضها إيران لم يتم اختبار قوتها بعد، مشيرة إلى أن طهران ستخاطر إيران بشكل كبير إذا قررت أن تتجاوز مجرد العروض الاستعراضية، وهو ما ستحتاج فيه إلى لاعبين أكثر جدية رجحت فيه أن تكون الصين ذلك اللاعب وفق احتمالات نظرية لا تستند إلى سيناريو واقعي بعد.

كما تحدثت إيرينا توسكرمان، أن من أسباب التصريحات الإيرانية الأخيرة، التكهنات بشأن احتمالية انهيار النظام الإيراني بعد الأسد، وتوجه الحلفاء مثل الصين وغيرها إلى التعاون مع الإدارة السورية الجديدة في رحلة البحث عن مصالحهم الخاصة، مثل التفاوض على صفقات منفصلة مع هيئة تحرير الشام للحفاظ على الوصول إلى الأراضي أو الممرات المائية الرئيسية حول سوريا، أو الحصول على عقود إعادة إعمار مربحة.

من جانبه يرى خيري، أن إيران تحاول أن تبرز قدراتها الصاروخية لأمرين الأول رسالة لإسرائيل بقدرتها على الرد على أية عملية إسرائيلية في عمق إيران بشكل مباشر وبدون تدخل من حلفائها في الإقليم، وثانيًا هي رسالة للداخل الإيراني بأن البلاد في حالة حرب وتتجهز عسكريا لمواجهة قوة عدوانية هي إسرائيل المدعومة من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.

حجم التواجد الإيراني في سوريا

بعد سقوط نظام الأسد، أعلنت إيران سحب معظم قواتها في الأراضي والتي أرسلتها قبل سنوات لدعم نظام حزب "البعث"، وفي هذا الشأن يقول مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، جوست هيلترمان، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، إن إيران خسرت بشكل تام كل قوتها في سوريا، قائلًا إن حجم التواجد الإيراني في سوريا أصبح "صفر".

من جانبها، ترى توسكرمان، أن إيران فقدت سوريا بشكل أساسي، متابعة أنه مع ذلك لا تزال هناك بقايا للطائفة العلوية التي يندرج منها النظام السابق في مناطق رئيسية.

ورجحت، وجود قوات متجذرة موالية لإيران بشكل محدود وعدد قليل من الوكلاء في سوريا، إلا أنهم سيؤثرون تجنب المواجهة حاليًا نظرًا لحملات التمشيط التي تشنها هيئة العمليات العسكرية السورية.

وأكدت توسكرمان، أن إيران لن تتخلى عن سوريا بسبب أهميتها الاستراتيجية، وهو ما ستسعى في سبيله لإبرام اتفاق رسمي أو غير رسمي مع تركيا وهيئة تحرير الشام لضمان تلك المصالح، قائلة إن إحدى الطرق للقيام بذلك هي من خلال حليفها قطر.

وتحدثت توسكرمان، أنه من أسباب التمسك الإيراني، بسوريا، هو الفائدة التي ستعود عليها، مشيرة إلى حقل الغاز التي تشارك طهران فيه الدوحة وهي جزء من تكتل غاز مع قطر وروسيا، وهو الخط التي تسعى قطر لبنائه عبر سوريا إلى تركيا، وهو ما سيعود على إيران بمنافع اقتصادية كبيرة، وهو ما يدفعها بالعودة لتوطيد علاقتها مع السوريين.

ويرى دكتور، خيري، أن إيران خسرت نفوذها في سوريا بشكل كامل، لافتًا إلى ضرورة الانتباه إلى تصريحات محسن رضائي عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام بأن المقاومة في سوريا سيتم إحيائها مرة اخرى، إضافة إلى أن النظام الإيراني ينشط في مناطق النزاعات وقد أصبحت الساحة السورية ساحة نشطة يمكن لأي فصيل سياسي أو قوة إقليمية أن تشكل لها تموضعا هناك، بحسب خيري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان