إعلان

كيف يرى المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية فوز ترامب فرصة للتوسع أكثر؟

11:30 ص السبت 11 يناير 2025

إسرائيل تواصل بناء المستوطنات في الضفة الغربية

بي بي سي

في يوم صافٍ، يمكن رؤية ناطحات السحاب في تل أبيب من التل فوق كارني شومرون، وهي مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت سوندرا باراس، التي عاشت في كارني شومرون لمدة 40 عامًا تقريبًا: "أشعر أنني مختلفة عن تل أبيب. أنا أعيش في مكان عاش فيه أسلافي منذ آلاف السنين. أنا لا أعيش في أرض محتلة، بل أعيش في يهودا والسامرة التوراتية".

وبالنسبة للعديد من المستوطنين هنا، فقد تم محو الخط الفاصل بين دولة إسرائيل والأراضي التي استولت عليها من الأردن في حرب 1967، من روايتهم.

ويصف الدليل الصوتي للزوار عند نقطة المراقبة أعلى التل، الضفة الغربية بأنها "إقليم إسرائيل"، ومدينة نابلس الفلسطينية باعتبارها المكان الذي وعد الله فيه اليهود بالأرض.

لكن الضم الرسمي لهذه المنطقة ظل حتى الآن حلمًا للمستوطنين مثل سوندرا، حتى في حين كانت المستوطنات، التي تعتبرها المحكمة العليا للأمم المتحدة ومعظم البلدان الأخرى غير قانونية، تتكاثر عامًا بعد عام.

والآن يرى كثيرون فرصة للتوسع، مع انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.

وقالت لي سوندرا: "لقد شعرت بسعادة غامرة لفوز ترامب. وأرغب بشدة في توسيع السيادة في يهودا والسامرة. وأشعر أن هذا شيء يمكن لترامب أن يدعمه".

تعيش زعيمة المستوطنين سوندرا باراس في الضفة الغربية منذ ما يقرب أربعة عقود

وهناك دلائل تشير إلى أن البعض في إدارته القادمة قد يتفقون معها.

وأعرب مايك هاكابي، الذي رشحه ترامب سفيرًا جديدًا لإسرائيل، عن دعمه للمطالبات الإسرائيلية بالضفة الغربية في مقابلة أجريت معه العام الماضي.

وقال: "عندما يستخدم الناس مصطلح "محتلة"، أقول: "نعم، تحتل إسرائيل الأرض، لكنها تحتل أرضًا أعطاها الله لهم قبل 3500 عام، إنها أرضهم".

ويقول يسرائيل غانتس، رئيس مجلس الاستيطان الإقليمي الذي يشرف على كارني شومرون، إنه لاحظ بالفعل تغييرًا في نبرة إدارة ترامب القادمة نتيجة لهجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أشعلت فتيل الحرب على غزة.

وأخبرني: "هنا في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، يفهمون أنه يجب علينا تطبيق السيادة هنا. إنها عملية. لا أستطيع أن أخبرك أنها ستكون غدًا، لكنني أعتقد أن حلم حل الدولتين قد مات".

ولقد حافظ الرئيس الأمريكي جو بايدن دائمًا على موقف الولايات المتحدة الداعم لدولة فلسطينية مستقبلية إلى جانب إسرائيل. وعندما سُئل عمّا إذا كان يسمع شيئًا مختلفًا من إدارة ترامب القادمة، أجاب غانتس: "بالطبع، نعم".

لكن هناك أيضًا دلائل على أن الإسرائيليين الذين يضغطون من أجل ضم الضفة الغربية، بعضهم في مناصب وزارية، قد يشعرون بخيبة أمل من قرارات ترامب.

وقد غذت آمالهم ذكريات ولايته الأولى كرئيس، والتي خالف خلالها عقودًا من السياسة الأمريكية والإجماع الدولي، من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة، التي تم الاستيلاء عليها من سوريا في عام 1967.

مايك هاكابي، الذي شوهد مع دونالد ترامب في الحملة الانتخابية العام الماضي، هو مرشح الرئيس المنتخب لمنصب السفير الأمريكي لدى إسرائيل

لكن دعم ضم الضفة الغربية سيكون قضية أكبر وأكثر تعقيدًا بالنسبة لترامب.

ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تنفير حليف واشنطن الرئيسي الآخر، المملكة العربية السعودية، مما يعقد فرص ترامب في التوصل إلى اتفاق إقليمي أوسع.

كما قد يؤدي إلى تنفير بعض الجمهوريين المعتدلين في الكونغرس الأمريكي، الذين يشعرون بالقلق إزاء التأثير على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ووضعهم المستقبلي تحت الحكم الإسرائيلي.

وأخبرتني زعيمة المستوطنين سوندرا باراس أن الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين لا يريدون العيش في إسرائيل يمكنهم "الذهاب إلى أي مكان يريدون".

وعندما سئلت عن سبب وجوب مغادرتهم لوطنهم، قالت: "أنا لا أطردهم، لكن الأمور تتغير. كم عدد الحروب التي بدأوها؟ وخسروا".

واستمرت قائلة: "إذا كان من المقرر أن تمضي السيادة قدما، فسيكون هناك الكثير من الصراخ بالتأكيد. لكن في مرحلة ما، يخلق هذا حقيقة لا رجعة فيها".

وبعد وقت قصير من فوز ترامب في الانتخابات في نوفمبر الماضي، دعا وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، علنًا إلى ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

وقال سموتريتش: "يجب أن يكون عام 2025 عام السيادة في يهودا والسامرة".

رحب العديد من الإسرائيليين بفوز دونالد ترامب في الانتخابات في نوفمبرتشرين الثاني

وسواء وافق الرئيس الأمريكي الجديد أم لا، يقول العديد من الفلسطينيين إن مناقشة الضم الرسمي تتجاهل النقطة الأساسية، وهي أن إسرائيل، في الممارسة العملية، تضم بالفعل أراضي هنا.

وأحدهم هو مهيب سلامة، يقودني عبر أنقاض منزل عائلته، الذي بني على أرض فلسطينية خاصة، على مشارف نابلس. حكمت محكمة إسرائيلية العام الماضي بأن المبنى غير قانوني وهدمته.

وتتمتع إسرائيل بالسيطرة الكاملة على الأمن والتخطيط في 60 % من الضفة الغربية على أساس مؤقت، كما هو موضح في اتفاقيات أوسلو للسلام قبل ثلاثة عقود.

وبينما تتوسع المستوطنات، فإن التصاريح لبناء المنازل الفلسطينية لا تُمنح أبدًا تقريبًا. ويقول المحامون إن عمليات الهدم مثل هذه تتزايد.

تم هدم منزل مهيب سلامة على مشارف نابلس

يقول مهيب: "كل هذا جزء من سياسات لإجبارنا على الرحيل. إنها سياسة هجرة قسرية. ما الفرق بالنسبة لهم، أي الإسرائيليين، إذا قمت بالبناء هنا أم لا؟ نحن لا نشكل أي تهديد لهم".

كما يتم إجبار الفلسطينيين بشكل متزايد على مغادرة أراضيهم من قبل المستوطنين الإسرائيليين العنيفين، الذين فرضت عليهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عقوبات، لكن المحاكم الإسرائيلية في الداخل تركتهم دون أي اعتراض

يقول مهيب سلامة إن منزله الذي تم هدمه الآن لم يشكل أي تهديد للإسرائيليين

ويقول ناشطون إن أكثر من عشرين تجمعًا فلسطينيًا في الضفة الغربية طُردوا على مدى السنوات القليلة الماضية بسبب هجمات عنيفة على نحو متزايد، وأن المستوطنين يتعدون الآن على مناطق جديدة خارج السيطرة المدنية المؤقتة لإسرائيل.

وأخبرني مهيب أنه لم يسبق لأي رئيس أمريكي أن حمى الفلسطينيين، وأنه لا يعتقد أن دونالد ترامب سيفعل ذلك أيضًا.

ويُنظَر إلى الرئيس الأمريكي القادم على نطاق واسع باعتباره صديقًا لإسرائيل. لكنه أيضًا رجل يحب إبرام الصفقات ــ وتجنب الصراعات.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان