إعلان

كيف أحبطت مصر مخطط إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من غزة؟

07:17 م الأربعاء 08 نوفمبر 2023

نزوح سكان غزة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- أسماء البتاكوشي

دخلت الحرب في قطاع غزة يومها الـ33، منذ هجوم الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، تحاول إسرائيل حشد دعم دولي لا سيما الغربي، من أجل الضغط على القاهرة، لاستقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين في مصر طوال مدة حربها في القطاع، تحت زعم أن تل أبيب تريد تطهير غزة من حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لكن مساعيها تتحطم أمام مصر التي ترفض تصفية القضية الفلسطينية.

صورة1

نقل سكان غزة إلى سيناء

وحسب وثيقة صادرة من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية في الـ13 من أكتوبر الماضي، بعد عملية "طوفان الأقصى" بأيام قليلة، فإنها أوصت بالنقل القسري لسكان قطاع غزة إلى سيناء بشكل دائم، ومحاولة تسخير المجتمع الدولي لهذه الخطوة، فضلًا عن اقتراحها الترويج لحملة مخصصة لسكان غزة من شأنها "تحفيزهم على الموافقة على الخطة".

وتوصي الوثيقة، إسرائيل بالتحرك لإجلاء سكان قطاع غزة إلى سيناء خلال الحرب، من خلال إنشاء "مدن خيام، ومدن جديدة" في شمال سيناء، لتستوعب العدد الكبير للسكان المرحلين، ثم إنشاء منطقة لعدة كيلومترات داخل مصر وعدم السماح للسكان بالعودة أو الإقامة بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

صورة2

وسُربت الوثيقة إلى موقع "نيو لوكال" الإخباري الإسرائيلي، كما أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صحتها، لكنه قال إنها مجرد "ورقة مبدئية"

ووفق مسؤول في وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، فإن الوثيقة مكونة من 10 صفحات تحتوي على شعار وزارة الاستخبارات برئاسة الوزيرة جيلا غامليل، من حزب الليكود بقيادة نتنياهو.

وأكد المسؤول في الاستخبارات الإسرائيلية أن هذه الوثيقة صحيحة، وتم توزيعها على الجهاز الأمني نيابة عن شعبة السياسات في الوزارة، وبحسب وصفه فـ"لم يكن من المفترض أن تصل إلى وسائل الإعلام"، إذ توصي بتنفيذ عملية نقل المدنيين من غزة باعتبارها النتيجة المرجوة من الحرب.

صورة3

وخطة النقل وفق الوثيقة، تنقسم إلى مراحل عدة، أولها "يجب "إجلاء سكان غزة إلى الجنوب"، في حين ستركز ضربات سلاح الجو الإسرائيلي على الجزء الشمالي من القطاع، وفي المرحلة الثانية، سيبدأ الدخول البري إلى غزة، ما سيؤدي إلى احتلال القطاع بأكمله، من الشمال إلى الجنوب، و"تطهير المخابئ تحت الأرض من مقاتلي حماس".

وفي الوقت ذاته، بعدما يُحتل قطاع غزة، يتم نقل مواطني غزة إلى مصر، ويغادرون القطاع، دون السماح بالعودة مجددًا بشكل دائم، "من المهم ترك الممرات باتجاه الجنوب صالحة للاستخدام، للسماح بإجلاء السكان المدنيين باتجاه رفح"، وفقًا للوثيقة الصادرة من الاستخبارات الإسرائيلية.

صورة4

وردًا على هذه الوثيقة قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن "وثيقة وزارة الاستخبارات الإسرائيلية المسربة التي تقترح نقل ملايين الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء في مصر هي اقتراح مثير للسخرية"، موضحًا أنه "لم يتحدث إلى إسرائيل حول الخطة".

وتابع وزير الخارجية المصري، خلال تصريحات صحفية له، أن "مسألة النزوح في حد ذاتها هي مسألة تتعارض مع القانون الإنساني الدولي، لذا أعتقد أن لا أحد سيقوم بنشاط غير قانوني"، مؤكدًا أن الدول ذات سيادة وهي محددة بشكل جيد من خلال حدودها، ومن خلال سكانها.

صورة5

نتنياهو يضغط على مصر

كما كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن نتنياهو، حاول الضغط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لقبول الفلسطينيين من قطاع غزة، إذ أجرى رئيس وزراء الاحتلال محادثات مع زعماء العالم، وطلب منهم محاولة إقناعه، بقبول اللاجئين في سيناء المصرية، لكن هذا المقترح قوبل بالرفض بشكل قاطع ونهائي تحديدا من قبل مصر.

وحسب مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بعنوان "إسرائيل تضغط بهدوء على مصر للسماح باستقبال أعداد كبيرة من سكان غزة"، لباتريك كينجزيلي، مدير مكتب الصحيفة في القدس الشرقية المحتلة، فإن هذه الدول تخشى أن يؤدي مثل هذا التطور إلى زعزعة استقرار مصر، وكذلك إبعاد أعداد كبيرة من الفلسطينيين عن وطنهم، بحسب ما قاله الدبلوماسيون الذين تحدثوا إلى الكاتب دون الكشف عن هُويتهم.

صورة6

موقف مصر من التهجير

ومنذ بداية الحرب في قطاع غزة، أكدت مصر مرارًا رفضها للمخطط الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى سيناء، وتصفية القضية القضية الفلسطينية، أو أن يأتي ذلك على حساب أي من دول المنطقة، إذ قال الرئيس المصري: "تصفية القضية الفلسطينية أمر في غاية الخطورة"، مشيرًا إلى أن ما يحدث في غزة الآن "ليس فقط الحرص على توجيه عمل عسكري ضد حماس، وإنما محاولة لدفع السكان المدنيين إلى اللجوء والهجرة إلى مصر".

وأكد السيسي، أن مصر "دولة ذات سيادة، فكرة نزوح الفلسطينيين من القطاع إلى مصر يعني ببساطة أن يحدث أمر مماثل وهو تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، وبالتالي تصبح فكرة الدولة الفلسطينية غير قابلة للتنفيذ لعدم وجود شعب"، مشيرًا إلى أن "نقل الفلسطينيين من غزة إلى سيناء ببساطة عبارة عن نقل فكرة المقاومة والقتال من قطاع غزة إلى سيناء".

صورة7

وبحسب الرئيس المصري فإن تلك قد تؤدي إلى أن " تصبح سيناء قاعدة للانطلاق بعمليات ضد إسرائيل"، مضيفا: "في هذه الحالة ستقوم إسرائيل بالرد وتوجه ضربات للأراضي المصرية، ومصر دولة كبيرة حرصت على السلام بإخلاص ونحتاج إلى عدم تبديده (السلام)، بفكرة غير قابلة للتنفيذ".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان