هل يعالج لقاح السل مرضى فيروس كورونا؟
كتب - محمد صفوت
تفشي وباء كورونا المستجد المسبب لمرض (كوفيد-19) حاصدًا أرواح أكثر من 30 ألف شخص حوال العالم، وفقًا لأخر إحصاء، فيما يتسابق العلماء الزمن لإيجاد لقاح للفيروس التاجي.
وسلطت "فرانس برس" في نسختها بالإنجليزية، الضوء على دراسة بحثية جديدة، أجراها باحثون وأطباء بمعهد مردوخ لأبحاث الطفل في أستراليا، حول لقاح السل لمكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19) بعدما نجحوا في تجاربه على الفئران، ونشر البحث في 3 صحف علمية من أكبر المجلات العلمية في العالم، وهي: "معهد ماكس بلان، وماج للعلوم، ونيوريساينس نيوز".
وبحسب الدراسة العملية الجديدة، فإن لقاح السل (BCG) المستخدم لمنع عدوى الدرن، أثبت فاعلية كبيرة في تخفيف معاناة مرضى الكورونا في البلدان التي لاتزال تعطي هذا اللقاح، وهو تطعيم يأخذه الأطفال من عمر أيام حتى 6 أشهر، وجاءت الدراسة بعد مقارنة أجراها العلماء بين نسب أعداد المصابين والوفيات والحالات التي تماثلت للشفاء في إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، حيث لاحظوا قلة أعداد الإصابة بمنطقتنا وتماثل الكثير للشفاء مقارنة بالقارة العجوز والولايات المتحدة.
وأعلن الباحثون الإستراليون في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال، الذين يعملون على الدراسة حاليًا ويسعون لإجرائها على البشر، أن اللقاح الذي يستخدم للوقاية من السل يمكن أن يحمي من المرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد.
وقال الباحثون، لـ"فرانس برس" إنهم سيبدأون تجربة لقاح السل، على 4000 شخصًا يعملون في المعامل والمستشفيات بجميع أنحاء أستراليا لتحديد ما إذا كان اللقاح يقلل من أعراض ومعاناة مرضى كورونا المستجد أم لا، بعد نجاحه على الفئران التي خضعت للتجارب.
وأوضحوا أن اللقاح الذي أوقفته العديد من دول أوروبا، ولاتزال دول الشرق الأوسط وإفريقيا تستخدمه لتطعيم ما يقرب من 130 مليون طفل سنويًا يعزز المناعة بشكل عام، ورغم أن اللقاح صنع في الأساس لمحاربة الأمراض البيكتيرية إلا أنه أثبت فاعليه في مواجهة الفيروس التاجي خلال تجربته على الفئران.
وأوضح نايجل كيرتس، رئيس الفريق البحثي، أن التجارب أثبتت فاعلية كبيرة في تقليل أعراض (كوفيد-19) ومن هنا قررنا تطعيم العاملين في مجال الرعاية الصحية في أستراليا به، خوفًا من انتقال العدوى إليهم خلال عملهم، وحتى نتأكد من فاعليته في مواجهة الفيروس التاجي.
وأشارت "فرانس برس" إلى أن هناك فرق بحثية في بريطانيا وهولندا وألمانيا، يجرون تجارب مماثلة بشأن لقاح السل (BCG).
وتابع رئيس الفريق البحثي في أستراليا، أن الأشخاص الذين يخضعون للتطعيم سيتم تسجيلهم في المحاكم خلال الفتر المقبلة في عملية سريعة بموافقة السلطات الصحة الفيدرالية والولائية، مضيفًا: "ليس لدينا الكثير من الوقت".
وتقول كاثرين نورث، مديرة معهد مدروخ لأبحاث الطفل في أستراليا، إن هذه التجربة ربما تثبت فاعلية في علاج مرض (كوفيد-19) الذي يسببه فيروس كورونا التاجي، مضيفة أنه من الممكن أن ينقذ الملايين ويخفف أعراض المرض.
وتابعت: "أن لقاح السل، يقوي جهاز المناعة بشكل عام، ما يتيح الوقت لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد".
فيديو قد يعجبك: