كاتب يهودي يدعي أن زوجته أقنعت السادات بزيارة الكنيست.. وحسين فهمي يكذبه
كتب - أحمد الجزار ورنا أسامة:
نشرت صحيفة الشرق الأوسط، أمس الخميس، أجزاء من مذكرات الكاتب الفرنسي اليهودي الشهير، ماريك هالتير، تناول فيها تفاصيل لقاء جمعه مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات خلال حفل عشاء أُقيم بمنزل الفنان حسين فهمي بالقرب من أهرامات الجيزة.
وفي مذكراته، التي جاءت تحت عنوان "كنت أحلم بتغيير العالم"، قال الكاتب: "إن زوجته كلارا هي من اقترحت على الرئيس السادات زيارة الكنيست في نوفمبر عام 1977، وهو ما مهّد إلى توقيع معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل في العام التالي للزيارة، واصفًا فكرتها بأنها "كانت جنونية في ذلك الوقت".
وذكر الكاتب اليهودي، في مذكراته، أن الواقعة كانت في حضور كل من الكاتب لطفي الخولي وزوجته، وهما يتقنان اللغة الفرنسية، والسفير مراد غالب، سفير مصر لدى موسكو حينها، بالإضافة إلى الممثل حسين فهمي، الذي دار اللقاء في منزله.
وتواصل "مصراوي" مع النجم الكبير حسين فهمي، للتعقيب على ما ورد بمذكرات الكاتب الفرنسي، والذي أكد في تصريحات خاصة، أن ما ذكره الكاتب لا يمت للواقع بصلة. مضيفًا أنه لا يعرف هذا الكاتب، ولم يتقابل معه إطلاقًا، ولفت إلى أنه لم يحدث أن أقام عشاءً في منزله بحضور الكاتب وزوجته إلى جانب الرئيس السادات كما ادعى هالتير في كتابه.
ويُعد ماريك هالتير، اليهودي من أصول بولوني، من الشخصيات النافذة للغاية في الأوساط الفرنسية والعربية والدولية؛ إذ أنه - بحسب وصف الشرق الأوسط - يستطيع أن يهاتف القادة والزعماء والرؤساء على تليفوناتهم الخاصة، ومن بينهم زعماء عرب، ويتحاور معهم كأنه صديق شخصي.
وبحسب مذكرات الكاتب، فإن زوجته كلارا، وجهت حديثها للسادات قائلة: "ماذا لو سافرت إلى إسرائيل؟، فرد عليها السادات: "شكرًا على اقتراحك ليدي كلارا.. سوف أفكر في الموضوع".
وتابع أن السادات عندما سافر لإلقاء خطابه الشهير في الكنيست، تقابل معه وزوجته فور وصوله إلى المطار عندما كانا يقفان خلف موشيه دايان، وزير الدفاع الإسرائيلي حينها، لافتًا إلى أن السادات قال لزوجته: "هكذا تلاحظين مدام كلارا لقد نفذت فكرتك حرفيًا".
ووصف الفنان حسين فهمي الواقعة بالمختلقة والمضللة، قائلًا: "إن ما ذكره الكاتب يشبه أفلام السينما، لأن كل أحداثها خيالية وغير حقيقية، وأنا شخصيًا لم أعرف عنها شئ، كما أن معظم الأسماء التي ذُكرت في هذه القصة قد رحلت جميعها".
وأوضح فهمي، في تصريحاته لمصراوي، "أن هذه الطريقة يجيد استخدامها الإسرائيليون لكي يثبتوا للعالم أنهم أصحاب كل القرارات"، مشيرًا إلى أنهم قد سبق وفعلوا ذلك في قصة أشرف مروان، وحاولوا أن يُثبتوا للعالم أنه كان جاسوسًا لديهم من خلال اختلاق قصة "الملاك" الشهيرة، ولكن الحقيقة هي أنهم قد قتلوه بعد أن خدعهم وضحك عليهم.
وكشف الفنان الكبير، أن الشق الآخر من الرواية يُثبت كذب وادعاء هذا الكاتب، لأن ما ذكره لا يتماشى إطلاقا مع سمات شخصية الرئيس الراحل أنور السادات، الذي كان لديه فكره الخاص، ومستشاريه الذين يثق فيهم، وأنه لن ينتظر الحصول على مثل هذه الفكرة من سيدة يهودية.
وأنهى فهمي حديثه قائلًا: "دولة إسرائيل تجيد لعبة الخداع، ولديها حافز لكتابة التاريخ كما تشاء وكما تراه مناسبًا لها ولأجيالها القادمة، وأنها تستخدم مثل هؤلاء الكُتاب لتزييف الحقائق"، لافتًا إلى أنه سبق له أيضًا قراءة مذكرات كاتب يهودي اَخر تحت عنوان: "وتحطمت الطائرات عند الفجر"، زعم فيها أنه قد بلّغ القيادة في إسرائيل ليلة 25 مايو عزم مصر شن هجوم جوي شامل على مطاراتها وقواعدها العسكرية، وهو ما مكنها من الاستعداد للهجوم والحذر منه.
وتابع الفنان الكبير حديثه: أن كاتب المذكرات باروخ نادل ادعى أنه ظل 12 عامًا مخترقًا لقيادات القوات الجوية المصرية، وأنه تربطه علاقة صداقة حميمة بالفريق صدقي محمود قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، وكذلك زكريا محيي الدين، رئيس الوزراء اَنذاك، والحقيقة إن كل ما ذُكر "هجايص" ليس لها أي علاقة بالواقع.
ووفق كتابه "كنت أحلم بتغيير العالم"، الذي صدر في 17 يناير 2019، فإن هالتير وزوجته وصلا إلى مطار القاهرة حيث استقبلهما الكاتب لطفي الخولي وزوجته، وحجزا لهما غرفة في فندق شيراتون على ضفاف النيل، وبعدها قادهما للعشاء في منزل الممثل حسين فهمي صديق السادات، ثم بعد منتصف الليل فوجئ حسين فهمي بسيارة رسمية تتوقف أمام البيت القريب من الأهرامات. فخرج لمعرفة السبب، فإذا به وجهًا لوجه مع الرئيس السادات شخصيًا.
فيديو قد يعجبك: