لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

متلاعبًا بأردوغان.. كيف يرسم بوتين مستقبل سوريا ويدمر علاقة تركيا بأمريكا؟

04:37 م الأربعاء 04 سبتمبر 2019

أردوغان وبوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

تحولت إدلب مؤخرًا، إلى معركة الرمق الأخير بالنسبة لبعض التنظيمات والفصائل المسلحة في سوريا، خلال الصراع المستمر منذ أكثر من 8 سنوات.

ويبدو أن الفوز في معركة إدلب، لا يعتمد على العتاد والأسلحة وحسب، ولكن يكمن حسمه لمن يمتاز بالحنكة والتعاطي مع الأوضاع بعقلانية شديدة، ولديه طريقة مثلى للتحكم باللاعبين الآخرين في سوريا، وذلك بحسب ما ذكره موقع مجلة "فورين بوليسي".

أوضحت المجلة، أن الصراع بين تركيا والجيش السوري، في إدلب، يتحكم فيه بشكل كامل، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحة أن الأخير، حول رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، إلى "آلة موسيقية"، يتلاعب بها كيفما يشاء.

برغم أن الرئيسين التركي والروسي، حليفين قديمين، إلا أنه –بحسب فورين بوليسي- هناك خلافًا واضحًا بشأن سوريا، فالجيش الروسي ساهم عسكريًا في تدعيم الرئيس السوري بشار الأسد، واستعادة سيطرته على الأراضي من قبضة التنظيمات الإرهابية وفصائل المعارضة.

بينما دعم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان منذ البداية فصائل المعارضة، فضلًا عن تدريب بعض الكتائب والفصائل للقتال بكل ضراوة تحت أمرته في البلد الذي مزقته الحرب.

أوضحت "فورين بوليسي"، أنه ليس غريبًا، أن تستمر الصداقة والتحالف بين روسيا وتركيا، بعد تعرض مراكز مراقبة لأنقرة في إدلب إلى قصف عنيف من الطيران الروسي، نظرًا للسيطرة الكاملة لبوتين على حليفه أردوغان، الذي لا يقوى على "معارضته".

لم يكن بوسع أردوغان إلا أن يطلق بعض الانتقادات "البسيطة"، على قصف ومقتل جنوده في إدلب، ووقف تقدم بلاده في سوريا، وعزله عن بعض مناطق سيطرة المعارضة، فهو –بحسب المجلة الأمريكية- لم يتمكن من اتخاذ موقف حازم ضد روسيا.

تفسر "فورين بوليسي" التراجع التركي أمام بوتين، نظرًا لقدرة الأخير على الرد بشكل فوري وحازم على أنقرة، وهو ما بدا واضحًا عقب إسقاط تركيا مقاتلة روسية في العام 2015، بعد انتهاك حدودها الإقليمية.

لفتت المجلة الأمريكية إلى أن رد فعل بوتين كان شديد اللهجة، حيث حظر استيراد المنتجات الطازجة من تركيا، وقلل عدد السياح الروس الذين يزورون أنقرة، فضلًا عن فرض قيود على سفر الأتراك إلى روسيا وممارسة الأعمال التجارية هناك.

أمام تلك الإجراءات الحاسمة، لم يغير أردوغان وحكومته نهجهما تجاه روسيا، بل "بشكل لا يصدق" –بحسب فورين بوليسي- قدموا اعتذارات متتالية لروسيا لإرضاء بوتين.

أوضحت المجلة الأمريكية، أن تركيا تأمل أن تظل محافظة إدلب جيبًا منفصلاً يعزلها عن نزوح آخر للاجئين السوريين إلا أن ذلك لم ولن يحدث، بل على العكس ازدادت الأوضاع سوءًا، وبدأت بالفعل موجات النازحين لأنقرة.

أوقف بوتين حلم أردوغان حليفه في سوريا، في وقت يسعد فيه الأخير بصداقته بقيصر روسيا، في لفتة فسرتها "فورين بوليسي"، أن رجل موسكو القوي يعرف بوضوح كيف "يتلاعب" بالرئيس التركي.

نجح بوتين –بحسب فورين بوليسي- بالتحكم في جميع أوراق الضغط على أردوغان، والتي كانت أخرها استمالته لشراء صفقة "إس 400" الصاروخية، التي أدت إلى تدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

أكدت "فورين بوليسي"، أن "بوتين يحرك أردوغان بالضبط حيث يريده"، لأنه يعلم أن الأخير لن يجرؤ على انتقاده، ما جعله يتمكن بسهولة من تخريب –تقريبًا- علاقة الرئيس التركي بالولايات المتحدة.

وأضافت أنه لا عجب أن يسارع أردوغان لاقتناء صواريخ الدفاع الجوي "إس 400" من روسيا، والتي بإمكانها تعريض أمن برنامج الطائرات المقاتلة الأمريكية "إف 35" إلى الخطر، لافتة إلى أنه من المفارقات أن أنقرة لم تكن مجرد متلقي مستقبلي لما يزيد عن 100 مقاتلة "إف 35"، بل أيضًا مصنعة مشاركة لها.

نجح بوتين في إدارة الصراعات بكل نجاح، فهو الآن يحصل على مليارات الدولارات من جميع الجهات، وفي الوقت ذاته يشعل فتيل الأزمة بين اثنين من أقدم الحلفاء، والعضوين الرئيسين في الناتو، الولايات المتحدة وتركيا.

فيديو قد يعجبك: