لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السودان: ماذا حدث في أول مليونية بعد فضّ اعتصام الخرطوم؟

02:03 م الإثنين 01 يوليو 2019

الاحتجاجات في السودان

كتبت- رنا أسامة:

لم تخلُ "مليونية 30 يونيو" في السودان من المواجهات الدموية، التي أفضت إلى وقوع ما لا يقل عن 7 قتلى ونحو 181 مُصابًا، بينهم مُحتجّون وعناصر من قوات الأمن على حدٍ سواء، حسبما أفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، فيما أطلقت الشرطة الرصاص الحيّ والغاز المُسيّل للدموع لتفريق المُتظاهرين.

وخرج مئات الآلاف من السودانيين، أمس الأحد، في تظاهرات حاشدة جابت أنحاء العاصمة الخرطوم وعددًا من المدن السودانية، مُردّدين هِتافات مثل "مدنية.. مدنية"، و"الدمّ الدمّ"، و"سِلمية سِلمية.. ضد الطلقة النارية"، و"حرية حرية.. ضد السلطة القمعيّة".

يأتي ذلك استجابة لدعوة أطلقتها قِوى الحرية والتغيير (المُعارضة)، للخروج فيما أسمته "مواكب الحِداد على الشهداء"، فيما أطلق عليه تجمّع المهنيين اسم "مليونية مواكب الشهداء وتحقيق السلطة المدنية"، من أجل زيادة الضغط على المجلس العسكري الانتقالي لتسريع تسليم السلطة إلى حكومة مدنية.

ونشر مُغرّدون سودانيون مقاطع فيديو وصورًا لتوثيق "المليونية"، بمُشاركة كافة الأعمار والأطياف، تحت هاشتاجيّ "#مليونيه30يونيو" و"راقبوا_السودان_في_30يونيو".

ورفع أحد المتظاهرين حذاءً مكتوبا عليه "تسقط بس 3"، مُلوحًا بعلامة النصر.

ونشر أحد المُغرّدين صورة لعبارة كُتِبت على الأسفلت بأحد الشوارع في السودان: "لا يزال الأغبياء يتصورون أن الثورة قابلة للهزيمة".

وفيما يبدو أن "المليونية" لم تقتصر على البالغين فقط؛ نشر أحد النشطاء صورة لطفل سوداني يظهر من الخلف، مُلوّحًا بعلامة النصر أمام حشد من المتظاهرين.

ونشرت مواطنة سودانية صورة لأحد المُتظاهرين المُشاركين في "المليونية" رغم إعاقته.

كما نشر آخر صورة لرجل كبير في السن كان من بين المُشاركين في التظاهرات أيضًا.

وأطلقت الشرطة السودانية الغاز المُسيّل للدموع عليهم في 3 أحياء بالخرطوم، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الإصابات بين المتظاهرين أغلبهم من الشباب، وجاءت أغلب الإصابات بطلقات نارية في الرأس والصدر والظهر، وفق بيان لجنة أطباء السودان المركزية- وهي منظمة غير حكومية.

وغرّد أحد السودانيين بمقطع فيديو قال إنه يوثّق إطلاق قوات الدعم السريع للغاز المُسيّل للدموع على المتظاهرين السلميين، ما تسبب في وقوع 4 قتلى بالقرب من المستشفى العسكري في أم درمان.

"تضامن خارجي"

ولم تقتصر "المليونية" على حشد المُتظاهرين في الداخل السوداني فقط؛ إذ نظّمت الجاليات السودانية في عدد من دول العالم تظاهرات داعمة لدعوة الحرية والتغيير، رافعين هِتافات تطالب بحكم مدني وترفض سيطرة المجلس العسكري الانتقالي على مقاليد الحكم.

ففي مانشستر ولندن وهولندا وأستراليا وفنلندا وفرنسا وماليزيا ولبنان وتركيا، خرج متظاهرون سودانيون في مدن رئيسية دعمًا لـ"مليونية 30 يونيو".

كما طالب ممثلون عن الجالية السودانية في ماليزيا المجلس العسكري بتسليم السلطة لإدارة مدنية بالكامل، وإعادة الحريات العامة وإجراء تحقيق دولي في عمليات قتل استهدفت المتظاهرين السلميين ومحاسبة المسؤولين عنها.

واحتشد المئات منهم أمام مكتب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في كوالالمبور، ورفعوا شعارات داعمة للثورة السودانية وإعلان الحرية والتغيير.

"قنّاصة مجهولون"

ورغم توثيق مُتظاهرين وشهود عيان لقيام الشرطة السودانية، وتحديدًا قوات الدعم السريع شبه العسكريين، بإطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين، أكّد نائب رئيس المجلس العسكري أن "قنّاصة مجهولين أطلقوا النار على مدنيين وعناصر من قوات الدعم السريع خلال مظاهرات في العاصمة الخرطوم".

وقال الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، في كلمة على التليفزيون الرسمي، إن "قناصة مجهولين أطلقوا النار على 5 مدنيين على الأقل و3 من قوات الدعم السريع خلال المسيرات بالخرطوم".

وكان دقلو قد استبق "المليونية" بتحذير وجّهه، السبت، من "أعمال تخريب مُحتملة" وأكّد أن المجلس العسكري الحاكِم لن يتساهل معها. وقال دقلو الذي يقود قوات الدعم السريع أيضًا: "هناك مُخرّبون، هناك أُناس عندهم أجندة مدسوسة. نحن لا نريد وقوع مشاكل".

وفي الوقت ذاته، أعرب رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس العسكري، الفريق أول جمال عُمر، عن أسف المجلس "لانحراف هذه المسيرات المحدودة عن مساراتها وأهدافها المعلنة، ومحاولة توجيه المتظاهرين للتحرك صوب الميادين، وتجاوز القوات النظامية لعبور الجسور، للوصول إلى القصر الجمهوري وساحة القيادة العامة".

وقال عمر، في كلمة بثّها التليفزيون السوداني، إن"القوات النظامية التزمت بضبط النفس، إلا أن بعض المتظاهرين ضربوا القوات النظامية بالحجارة وأصابوا بعض أفرادها".

كما اتهم المجلس العسكري، في بيان أصدره في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، قِوى الحرية والتغيير بالإخلال بالتزاماتها التي تعهدت بها قبل انطلاق التظاهرات، مؤكدًا بأنه لن يسمح بالإخلال بالأمن والتعرض لحياة المواطنين وممتلكاتهم.

وتُمثّل هذه "المليونية" أكبر مسيرة احتجاج في السودان بعد العملية الأمنية الدامية التي استهدفت ساحة الاعتصام في الخرطوم في 3 يونيو الماضي، وأوقعت ما لا يقل عن 128 قتيلًا، فيما قدّرت وزارة الصحة السودانية عدد الضحايا بـ61 قتيلًا فقط في أرجاء البلاد.

وتُحمّل "الحرية والتغيير" المجلس العسكري الانتقالي المسؤولية عن سقوط هؤلاء القتلى، فيما ينفي الأخير ذلك.

وأمس الأحد، أعلنت النيابة العامة بالسودان، أن لجنة التحقيق والتحري في فضّ اعتصام الخرطوم استجوبت 25 شخصًا من القوات النظامية والمدنيين كشهود، وفقًا "للأسس المسنودة بالقوانين الوطنية والمعايير الدولية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان