الأمم المتحدة: أعمال عنف جنسية "مروعة" ضد النساء في جنوب السودان
كيب تاون- (د ب أ):
ذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة اليوم الجمعة أن النساء والبنات في جنوب السودان، لا زلن يتعرضن لمستويات مرتفعة من العنف الجنسي المتعلق بالصراع الدائر في هذه الدولة، على الرغم من توقيع الأطراف المتحاربة اتفاق سلام.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والبعثة الأممية في دولة جنوب السودان (يونميس) في تقرير، إن 134 امرأة وفتاة صغيرة ، على الأقل، تعرضن للاغتصاب، وعانت 41 أخريات من أشكال أخرى من العنف الجنسي والبدني في إقليم الوحدة الشمالي، وذلك خلال الفترة بين أيلول/سبتمبر وديسمبر الماضيين.
وأشار التقرير إلى أن عمر بعض الضحايا كان صغيرا، ويصل إلى ثمان سنوات، بينما تعرضت نساء حوامل وأمهات مرضعات للعنف الجنسي.
وأضافت الأمم المتحدة إنها تقدر أن المعدلات الحالية من العنف الجنسي "أعلى إلى حد كبير من عدد الحالات التي تم تسجيلها".
وأوضح التقرير أنه على الرغم من تراجع عدد الهجمات ضد المدنيين بشكل ملحوظ منذ توقيع اتفاق السلام في 12 سبتمبر الماضي، فإن أعمال العنف الجنسي المرتبطة بالصراع استمرت في إطار من "إفلات متفش من العقوبة، مما أسهم في جعل العنف ضد النساء والبنات أمرا عاديا".
وتابع التقرير إن قرابة 90% من النساء والبنات اللاتي تم إجراء مقابلات معهن تعرضن للاغتصاب من جانب أكثر من معتد، وغالبا ما كان يتم ذلك على مدار عدة ساعات، وتعرضت الكثيرات منهن للضرب الوحشي على يد المعتدين.
وأشار التقرير إلى أنه في حادث واحد وقع في 17 ديسمبر الماضي تم اغتصاب خمس نساء بشكل جماعي في قرية لانج بمقاطعة كوش، بينهن أربع نساء حوامل.
ونتيجة تدمير سبل المعيشة والنزوح الإجباري وانعدام الأمن الغذائي بعد سنوات من الحرب الأهلية، اضطرت نساء وبنات كثيرات في دولة جنوب السودان إلى الرحيل لمسافات طويلة عبر مناطق عالية الخطورة، بحثا عن الطعام والمياه وخشب الوقود مما جعلهن معرضات للعنف الجنسي.
وقالت ميشيل باشيليت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إن "تدهور الوضع في جنوب السودان، إلى جانب غياب المحاسبة على ارتكاب الانتهاكات والاعتداءات التي تقترف في أنحاء إقليم الوحدة، من المرجح أن يدفع المسلحين إلى الاعتقاد بأنه يمكنهم الإفلات بجرائم الاغتصاب والأشكال الفظيعة الأخرى من العنف الجنسي".
وتعد دولة جنوب السودان التي تأسست في عام 2011 أحدث دولة في العالم، وأدى الانقسام الذي حدث عام 2013 بين الرئيس سالفا كير ونائبه السابق ريك ماشار إلى اندلاع حرب أهلية أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 5ر2 مليون شخص.
ووقعت الأطراف المتحاربة اتفاق سلام في سبتمبر 2018 استمر حتى الآن، رغم أن جماعات مختلفة خرقت اتفاق وقف النار.
فيديو قد يعجبك: