"داخل جحيم متطور لم يهرب منه أحد".. أين سيقضي "إل تشابو" بقية حياته؟ (صور)

كتب - هشام عبد الخالق:

أدان القضاء الأمريكي الثلاثاء زعيم المخدرات المكسيكي المعروف باسم "إل تشابو" خواكين جوزمان، بجميع التهم الفدرالية الجنائية الـ 10 الموجهة إليه، في محاكمة استمرت ثلاثة أشهر، ومن المتوقع أن يقضي البقية من عمره في سجن مشدد الحراسة.

جوزمان، البالغ من العمر 61 عامًا، وتزعم عصابة "سينالوا كارتيل"، نجح في الهروب مرتين من سجنين مكسيكيين شديدي الحراسة قبل القبض عليه في 2016 وتسليمه للولايات المتحدة.

ولم تفصح السلطات الأمريكية بعد عن المؤسسة التي سيسجن فيها جوزمان، ولكن من المتوقع أن يكون سجن "سوبر ماكس" بمدينة فلورنس في ولاية كولورادو، هو مقر إل تشابو الجديد، وهو السجن الذي لم ينجح أحد في الهروب منه منذ افتتاحه عام 1994 ومُعد خصيصًا لاستقبال السجناء الأكثر خطورة في أمريكا، وذلك بحسب وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.

ويقول إل توماس كوتشارسكي أستاذ العدالة الجنائية بجامعة مدينة نيويورك لوكالة "رويترز": "بالنسبة لشخص مثل جوزمان فإن فرصة الهروب من مؤسسة كهذه هي صفر".

لاري ليفين وهو سجين سابق أوضح للوكالة البريطانية، أن هذا السجن "من نوعية السجون المصممة من أجل المجرمين رفيعي المستوى مثل إل تشابو".

ويتابع ليفين أن "الأمر يشبه مساحة مكتفية ذاتيًا داخل مساحة مكتفية ذاتيًا داخل مساحة مكتفية ذاتيًا".

ويُطلق على سجن "سوبر ماكس" لقب "ألكاتراز الروكيز" في إشارة إلى السجن الأشهر في التاريخ الأمريكي "ألكاتراز" والذي يقع بولاية كاليفورنيا، واستقبل رجل العصابات الشهير "آل كابوني" ومجرمين شهيرين آخرين.

ويقول كاميرون ليندسي، مأمور سجون متقاعد: "إن إل تشابو يطابق المواصفات بشكل جيد للغاية، وسأصدم إذا لم يتم إرساله إلى سوبر ماكس".

ويقع سوبر ماكس ضمن مجمع سجون في منطقة نائية تبعد 185 كيلومترًا إلى الجنوب من مدينة دنفر عاصمة ولاية كولورادو.

ومن ضمن المساجين الذين يقبعون الآن في السجن، القاتل المتسلسل البولندي تيد كازينسكي، ورمزي يوسف، العقل المدبر لتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993، وجوهر تسارنييف المدان بتفجير ماراثون بوسطن.

وبحسب الوكالة الأمريكية، يقضي سجناء سجن "سوبر ماكس" سنوات عديدة من مدتهم في الحبس الانفرادي، وقد يقضون أيام دون أن يتحدث إليهم أحد، ووصف أحد السجناء السابقين الوضع داخل السجن بأنه "النسخة الإلكترونية المتطورة من الجحيم، ومصمم بحيث يقضي على جميع المشاعر الحسية".

ويقضي السجناء داخل زنازينهم 22 ساعة أو أكثر في اليوم، لمنعهم من فرص التواصل مع العالم الخارجي.

وعلى الرغم من أن أغلب السجناء في السجن يكون لديهم جهاز تلفزيون خاص بهم، إلا أن رؤيتهم الفعلية للعالم الخارجي تكون فقط عبر نافذة عرضها 10 سنتيمترات، مصممة بحيث تمنعهم حتى من معرفة موقعهم في السجن، ولا يتفاعل السجناء مع بعضهم البعض حيث يأكلون وجباتهم في زنازينهم التي تحتوي على مراحيض خاصة حتى لا يضطروا إلى الخروج من الزنازين.

المؤسسة نفسها محاطة بأسوار ذات أسلاك شائكة، وأبراج حراسة بها مدافع رشاشة، ودوريات تحوم حول المكان بها أفراد مدججين بالسلاح وكلاب مُدربة على الهجوم.