لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جيروزاليم بوست: لماذا أعلنت السعودية تجميد علاقاتها مع كندا؟

12:41 م الثلاثاء 07 أغسطس 2018

الملك سلمان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستجمد التعاملات التجارية مع كندا، وكذلك الصفقات الاستثمارية بين الدولتين، ولكن ما الذي دفع السعودية لمثل هذا الاتجاه؟

تستخدم كندا نادرًا مثل هذه الوصف "نعبر عن قلقنا" مثلما فعلت مع الرياض، ففي الأربع سنوات الماضية، لم تستخدم أوتاوا هذا الوصف سوى بضع مرات لوصف الأوضاع في سوريا، جنوب السودان، السودان، والتدخل الروسي في أوكرانيا.

تقول صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، في تقرير لها: "السياق الأوسع لنقد كندا الشديد للمملكة، هو أن السعودية فقدت بعضًا من بريقها في الغرب. عندما تُوفي الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في 2015، وُصف بأنه أحد أعظم قادة العالم، ووصفه رئيس وزراء كندا في ذلك الوقت ستيفن هاربر بأنه (أحد المؤيدين الواعدين للسلام في الشرق الأوسط).

وتضيف الصحيفة "ألغى الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما رحلة للهند ليحضر جنازته، كما وصفته مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، بـ (القائد العظيم) الذي قام بإصلاحات كبيرة وأنه "ممثل جيد للنساء"، وكان هذا في وقت لم تستطع فيه النساء القيادة حتى بل وتطلب الأمر الحصول على تصريح من قريب ذكر ليسافرن خارج البلاد".

وتابعت "كانت التقارير التي تأتي من السعودية جزءًا من إجماع الرأي الغربي في وسائل الإعلام والدوائر الحكومية، حيث وصفت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها عام 2009 الممكلة بأنها (أرضًا واعدة للإصلاح)، فيما وصفت مورين داود في مجلة فانيتي فير الأمريكية عام 2010 المملكة بأنها (تغازل السياحة).

وعلى الرغم من أن المملكة خففت من سياساتها الصارمة عام 2018، بالسماح للنساء بقيادة السيارات، إلا أنها تلقت – بحسب الصحيفة الإسرائيلية - انتقادات واسعة من الغرب، حيث هاجمت وسائل الإعلام ولي العهد محمد بن سلمان لحبسه رجال أعمال مؤثرين اقتصاديًا فيما عُرف بحملة "مكافحة الفساد"، كما أدى لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع السعوديين، في القمة الإسلامية العربية الأمريكية في مايو الماضي، لتوجيه بعض الانتقادات لترامب ليكون أكثر انتقادًا للرياض.

ففي مارس الماضي، هاجمت وسائل الإعلام، رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، لعقده صفقات أسلحة مع السعودية، وركزت صحيفة الجارديان البريطانية وموقع "CBC" الكندي على صفقة تمت عام 2014، وقالت الجارديان عنها إن قيمتها بلغت 15 مليار دولار، ووصفتها بـ "المبهمة"، وذكر ترودو أن الصفقة أبرمتها حكومة هاربر وليس حكومته.

وتقول الصحيفة، إن "عدم الاتفاق في الرأي هذا يرجع في الغالب إلى إعادة توجيه السياسات في الخليج وفي الغرب أيضًا".

عندما قطعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر في يونيو 2017، انقسمت الدول الخليجية إلى قسمين، وأغلب الدول الخليجية حلفاء مقربين للغرب، وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن "هذا يعتمد في الأساس على التجارة وليس المبادئ، ولكن قطر أنفقت أموالًا طائلة في الولايات المتحدة محاولة لاستجداء واشنطن وتشجيع التعاطف الغربي معها".

وفي الوقت نفسه، كانت السعودية وحلفاؤها ينتقدون رغبة أوباما في إبرام الاتفاق النووي مع إيران، ما جعل المملكة - بحسب وصف جيروزاليم بوست - في "حالة من الجدال مع الاتحاد الأوروبي الذي يحاول الحفاظ على الاتفاق، وبذلك تم تسييس العلاقات مع الرياض لأول مرة".

وتابعت الصحيفة "حدث هذا تقريبًا بعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة، ووجد تقرير مفوضية أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن نسبة السعوديين المجندين في مخيمات التدريب الخاصة بتنظيم القاعدة هي الأكبر".

ولكن بحسب الصحيفة فإن المملكة أثبتت أنها حليف قوي في لدحض مخاوف الإرهاب، وأخيرا نجحت محاولات السعودية في التخلص من التطرف وصلت إلى حد عدم وجود أيا من السعوديين في مخيمات القاعدة بعد سنوات من الهجمات على أهداف أجنبية في المملكة.

تقول جيروزاليم بوست "ما يثير القلق حول السعودية الآن، هو سجلها في حقوق الإنسان، والمثير للدهشة هنا هو أن ما وصفتهم الصحيفة بأعداء المملكة (إيران وقطر) لا تملكان سجلًا ناصع البياض في حقوق الإنسان أيضًا".

وتضيف "كان التردد السابق في انتقاد المملكة، هو أنها موطنًا لمقدسات الإسلام والحج، وسيكون انتقادها بمثابة تأكيد لرهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا)، ولكن مع محاولة أنقرة وطهران إظهار أنفسيهما كممثلين للتقوى الإسلامية، أصبح انتقاد الرياض ممكنًا بشكل كبير" – بحسب الصحيفة.

ترى الصحيفة الإسرائيلية أن "المملكة تريد إظهار أن هناك حدود لمثل هذا الانتقاد، ويتماشى هذا مع طابعها المتغير وسياستها الخارجية الأكثر قوة، التي تسعى للحديث علنًا ضد إيران وقطر وتركيا ودول أخرى تظهرها بشكل سلبيّ".

تعتقد الرياض أن تدخل إيران في اليمن ولبنان والعراق وسوريا يمثل خطرًا على المنطقة، والخطر الحقيقي موجود في اليمن لأن الحوثيين يطلقون صواريخًا باليستية ضد الرياض، وترى المملكة أيضًا أن محاولات قطر وتركيا التدخل في الشؤون المصرية لدعم تنظيم الإخوان الإرهابي، على أنها تقليل للدور الذي تقوم به المملكة في المنطقة.

في مثل هذه المرحلة، يتعين على صانعي السياسات الغربيين اختيار أحد الجانبين، فعندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان لدى المملكة الكثير من الحالات المسجلة التي من الممكن أن يتم انتقادها بسببها، ولكن أي محاولة من الدول الغربية "للتعبير عن القلق" مما يحدث في الرياض، يأتي في سياق أجندة أكبر لإلقاء الضوء على ما تنظر إليه السعودية على أنه "تركيز منافق" على شؤونها الداخلية، حسبما تقول الصحيفة.

وتقول الصحيفة في ختام تقريرها: "أرسلت السعودية رسالة لأوتاوا والدول الغربية الأخرى مفادها أن هناك خطوطًا حمراء لمثل هذه الانتقادات".

فيديو قد يعجبك: