إخلاء الآلاف من جنوب كاليفورنيا بسبب "النيران المقدسة"
(بي بي سي):
أجلت السلطات الأمريكية أكثر من 21 ألف شخص من منازلهم بسبب الانتشار السريع لحرائق الغابات في جنوب ولاية كاليفورنيا.
وجاء أمر الإخلاء الإجباري بسبب تهديد الحرائق، المعروفة باسم "النيران المقدسة"، لمنازل المواطنين حول بحيرة إلزنور في مقاطعة أورانجكاونتي.
وقضت الحرائق أكثر من 19 ألف هكتار من الغابات شمالي سان دييغو، وتعد واحدة من بين عدة حرائق في الولاية.
من ناحية أخرى بدأت محاكمة شخص يشتبه في أنه وراء إشعال حرائق "النيران المقدسة"، وظهر في المحكمة بتهمة التسبب في الحرائق في الولاية.
وقالت وسائل إعلام محلية إن المتهم فورست كلارك، انتابته عدة حالات من الاهتياج أثناء جلسة الاستماع في محكمة أورانج كاونتي، كما أنه كان يخفي وجهه.
وقررت المحكمة فرض كفالة على المتهم بقيمة مليون دولار وتأجيل القضية حتى 17 أغسطس، بينما رد المتهم قائلا "أستطيع توفير مليون دولار حالا، وبسهولة".
وألقت الشرطة الأمريكية القبض على كلارك، الثلاثاء الماضي، خارج كوخ كان يقيم فيه بعد مواجهة قصيرة مع رجال الشرطة.
وقالت السلطات إنه بدأ بإشعال الحرائق في الغابة، يوم الاثنين، بعد نزاع طويل مع جيرانه امتد لأكثر من 10 سنوات.
وقال مسؤولو مقاطعة أورانج كاونتي إن كلارك أرسل رسالة إلكترونية لتهديد قائد فرقة مكافحة الحرائق المحلية التطوعية، قائلا "هذا المكان سوف يحترق".
ويقول بيتر بويس، مراسل بي بي سي في لوس أنجليس، إن درجات الحرارة المرتفعة والرياح العاصفة والأحراش الجافة فاقمت من الكارثة في المقاطعة.
وأعاقت التضاريس الوعرة أداء طواقم مكافحة الحرائق لمهام عملها، وتم احتواء نسبة ضئيلة، لا تتجاوز 10 في المائة من حجم الحرائق، يوم الجمعة.
ويحذر الخبراء من أن تدهور الأحوال الجوية، مع توقع العواصف الرعدية، يمكن أن يؤدي إلى "تزايد قوة النيران وامتدادها" خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتقول دائرة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية، إن الدخان الناتج عن أسابيع من حرائق الغابات في كاليفورنيا، وحرائق أخرى في غرب الولايات المتحدة، قد امتدت على مساحة شاسعة مما أثر على جودة الهواء "عبر جبال روكي الشمالية باتجاه الغرب إلى كندا الوسطى وجنوبا عبر السهول الشمالية".
ويكافح أكثر من 600 رجل إطفاء "النيران المقدسة"، والتي هي واحدة من بين 18 حريقا على الأقل، مستعرا عبر كاليفورنيا.
وتم الإعلان عن أن حريق مجمع مقاطعة موندسينو هو الأكبر في تاريخ ولاية كاليفورنيا وقضى حتى اللحظة على أكثر من 290 ألف فدان.
ويقول قادة الإطفاء إنهم يتوقعون استمرار الحرائق لبقية الشهر.
وقد تسبب حريق آخر، في أقصى الشمال، بمقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وتدمير أكثر من 1500 مبنى، وتم الإعلان عن السيطرة على 51 في المائة من مساحته، يوم الجمعة.
وعبر الولاية، يواجه أكثر من 14 ألف رجل إطفاء صعوبات بالغة في احتواء الحرائق المتفشية.
وتم دعم عمليات الإطفاء بقوات من الجيش الأمريكي وكذلك ألف سجين، حيث أخرجت السلطات السجناء، الأقل خطورة، للمساعدة في إطفاء الحرائق بشكل تطوعي، على أن يمنح المتطوع دولارين في اليوم، بالإضافة إلى دولار واحد في الساعة.
كما انضمت لفرق الإطفاء الأمريكية طواقم إطفاء الحرائق من أستراليا ونيوزيلندا، لتبادل خبراتهم في مكافحة حرائق الغابات.
فيديو قد يعجبك: