لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار- أول سفير مصري لدى فلسطين: الانتفاضة ستعيد القضية للصدارة العربية

05:18 م الخميس 17 مايو 2018

السفير محمود كريم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – إيمان محمود ومحمد نصار

قال السفير محمود كريم، أول سفير مصري لدى فلسطين، إن التظاهرات الفلسطينية الحالية على الشريط الحدودي لغزة مع إسرائيل، ستعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العربي، مستنكرًا مواقف بعض الدول العربية التي لم تتصد لـ"قتل الفلسطينيين ولو حتى ببيان إدانة".

وأشاد كريم –في حوار أجراه مع مصراوي- بدور مصر في المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح حماس، مطالبًا السلطات المصرية بفتح معبر رفح بشكل دائم، قائلاً: "المعبر سيدخل لمصر 4 مليارات دولار في السنة".

وانتقد السفير المصري اعتقادات البعض بأن الفلسطينيين يوافقون على ترك أرضهم واستيطان سيناء، قائلاً: الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أراد إعطاء الفلسطينيين حق اللجوء في سيناء.

- هل تعيد التظاهرات الحالية القضية الفلسطينية إلى الصدارة العربية؟

الانتفاضة الحالية ستعيد القضية الفلسطينية إلى الصدارة، وستُحرج كل الدول العربية التي تتغافل عن الدفاع عن الفلسطينيين.

هناك دول عربية لم تُعلّق على ما يحدث من قتل الفلسطينيين السلميين ولو حتى ببيان إدانة وشجب، وهم لا يستطيعون التحدث إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذه القضية وعلى رأسهم السعودية.

- ما رأيك في موقف الجامعة العربية تجاه القضية الفلسطينية؟

أحمد أبوالغيط، "مواقفه باهته"، وهو معذور لأنه وسط 22 دولة يكرهون بعضهم البعض، وبينهم ما صنع الحداد.

- كيف ترى سياسة أبومازن في المباحثات مع إسرائيل؟

أبو مازن صلب، لدرجة أنهم قالوا إنه أكثر صلابة وخطورة من أبوعمار، لأنه أكثر دبلوماسية.

ما لا تفهمه حماس وغيرها ممن يرفضون المفاوضات، أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع العزوف عن المفاوضات ورفضها، رغم أنهم يعلمون أن المفاوضات لن تأتي بنتيجة، لكن البديل عنها هو الحل العسكري، وهم لا يملكون القوة لهذا الحل.

- ما رأيك اتهامات البعض لأبومازن بأنه فرّط في أراضي فلسطين لإسرائيل؟

أبومازن لم يتنازل رسميًا عن ذرة تراب واحدة من أرض فلسطين للاحتلال، وبالنسبة للمستوطنات الواقعة في الضفة الغربية، فهو لن يستطيع أن يمنع وجودها.

إسرائيل خلقت أمرًا واقعًا في الضفة الغربية عن طريق 700 ألف مستوطن يعيشون داخلها، وهم كانوا وقت اتفاق أوسلو 20 ألف مستوطن، ورغم أنهم ليس لهم وجود طبقًا للاتفاق، إلا أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع أن تمنع وجودهم.

وفي اجتماع الجزائر عام 1988، المجلس الوطني الفلسطيني أعلن إقامة دولة قومية فلسطينية على أي جزء يتحرر من الأرض.

- لماذا لم تنجح الجهود المصرية في إتمام المصالحة الفلسطينية حتى الآن؟

تدخل مصر من أجل المصالحة شيء عظيم، وهي تبذل فيه مجهودًا جبارًا، لكن خطوة التدخل بين فتح وحماس تأخرت كثيرًا.

وسواء تحققت المصالحة أم لا فتُحسب لمصر جهودها، وعلى أي حال الانقسام بين الطرفين كان له إيجابيات أيضًا، فلولا الانقسام، ما استطاعت حماس أن تفعل ما تفعله الآن على حدود غزة مع إسرائيل، ولانتهت القضية الفلسطينية.

- وما السبب في عرقلة إتمام المصالحة من الطرفين الفلسطينيين؟

هناك عدة أسباب في مقدمتها الاختلاف بين فتح وحماس، وهو ليس اختلافًا على جوهر القضية الفلسطينية وإنما على الوسيلة، فحماس تريد مقاومة مسلحة دفاعية، من أجل مقاومة إسرائيل إذا حاولت دخول قطاع غزة، في حين أن فتح تتمسك بالمفاوضات وجهود السلام.

كما أن أبومازن قرر وقف جميع مرتبات الموظفين في غزة 20 ألف مدني و20 ألف عسكري، وأوقف مرتبات الشهداء والأسرى، وهو ما يشعل الأزمة بين الطرفين.

لكن في المُجمل حماس مصلحتها تسليم إدارة القطاع، لأن الأوضاع المعيشية في ظل الحصار المفروض تفاقمت، وفي الوقت ذاته هي لا تستطيع أن تسلم سلاح المقاومة.

- كيف ينهي حلّ الدولتين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

حل الدولتين سيكون حلاً إذا وافق الطرفان على هذا الحل وإذا تم تطبيقه بالعدل، لكن المطروح الآن ينتج دولة فلسطينية دون سيادة؛ لا تملك حقًا في مياهها الجوفية ولا في الملاحة وليس لها جيش، بمعنى أنها دولة بلا دولة.

كما أن إسرائيل ترفض هذا الحل وأيضًا ترفض الدولة الواحدة المشتركة؛ فما الذي يجعل إسرائيل تتنازل وتقبل حل الدولتين أو دولة واحدة، وهي صاحبة الموقف القوي على الأرض.

- هل سيعود فتح المعبر بأي استفادة سياسية أو اقتصادية على مصر؟

ليس على المستوى السياسي حرفيًا. لكن على المستوى الاقتصادي، فتح المعبر يمكن أن يوفر لمصر 4 مليارات دولار سنويًا، فأهالي غزة لا ينتجون شيئًا ولا يزرعون سوى الموالح والفراولة وبقية المحاصيل من قمح وأرز وغيرها مستوردة، بالإضافة إلى الخدمات التعليمية والصحية التي يمكن أن تقدمها مصر للفلسطينيين.

- هل ساءت علاقة مصر بالفلسطينيين في فترة من الفترات؟

العلاقة ساءت مع الفلسطينيين منذ أن رفضوا اتفاق الإطار، في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ورغم أنه من حقهم رفض الاتفاق إلا أن مصر وقتها انقلبت على الفلسطينيين.

- ولماذا رفض الفلسطينيون اتفاق الإطار؟

في اتفاقية كامب ديفيد؛ عقد الرئيس الراحل أنور السادات إطارين للعلاقات بين مصر وإسرائيل، وبين فلسطين وإسرائيل، فالسادات أراد ألا يقولوا إنه بحث فقط عن مصلحة مصر واشترى وجود سيناء منقوصة السيادة، ودمر القضية الفلسطينية.

لكن الفلسطينيين رفضوا الاتفاق، ولم يفوضوا السادات ليتحدث باسمهم، وعندما جلس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت مناحم بيجن، رفض أن يسمع منه أي كلمة عن القضية الفلسطينية وقال له "أنت لا تملك تفويضا من الفلسطينيين حتى تتحدث باسمهم".

للأمانة وللتاريخ، الإطار الذي لم يحز على رضا الفلسطينيين، عرفوا فيما بعد أنه كان الأفضل، وذلك عندما دخلوا اتفاقية أوسلو فيما بعد ووجدوا أنهم لن يحصلوا فيها على امتيازات مثيلة لما كانت منصوص عليها في كامب ديفيد.

- قبل كامب ديفيد .. هل عرض جمال عبدالناصر على الفلسطينيين توطينهم في سيناء؟

جمال عبدالناصر لم يعرض على الفلسطينيين "التوطين"، لكنه عرض عليهم حق اللجوء في سيناء وتوفير خدمات لهم من تعليم وعلاج وخلافه.

عبدالناصر كان أكثر الرؤساء إيمانًا بالقضية الفلسطينية، وقام بثورة 23 يوليو من أجل فلسطين، وفي عهده استطاع أن يجعل الفلسطينيين يحبون مصر.

- وهل يوافق الفلسطينيون على فكرة الاستيطان ذاتها؟

بالطبع لا؛ فقد مرّت على الفلسطينيين ثلاث حروب ساحقة، ومع ذلك لم يفكر مواطن فلسطيني واحد في الخروج من أرضه.

- إلى متى تستمر نكبة فلسطين؟

حكام العرب لديهم أوراق ضغط كثيرة لاستعادة فلسطين، لكنهم لا يريدون استخدامها حتى لا يخسرون أمريكا.

ولذلك؛ النكبة ستستمر إلى أن يخرج من حكام العرب رجل مثل جمال عبدالناصر، وإلى أن تنفد حقول النفط لدى الدول العربية.

فيديو قد يعجبك: