واشنطن بوست: كيف تتفوق بيونج يانج على واشنطن في اللقاء المنتظر؟
كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تحيليلًا لرئيسة مكتبها في اليابان آنا فيفيلد، حول اللقاء المتوقع بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة: "سيعطي اللقاء الذي سيجمع بين دونالد ترامب وكيم جونج أون، ما يرغب فيه الأخير بشدة، وهو الشرعية، لأنه يريد أن تعامله الدول الكبرى كمثيل لهم، وسوف تساعده الصورة التي ستجمعه بأقوى رئيس في العالم على تحقيق ذلك".
وقال فان جاكسون، مسؤول سابق في البنتاجون ، والذي يدرس الآن في جامعة فيكتوريا بنيوزيلندا: "هذا ما أراده والده وجدّه من قبله، أن يكونوا في نفس مرتبة أقوى دولة في العالم، لذلك أريد أن أحييه - على مضض - لكونه لعب دور الدولة الضعيفة ببراعة ليصل إلى ذلك".
وتتابع الصحيفة، منذ أن ورث العرش من والده في نهاية 2011، عندما كان يبلغ من العمر 27 عامًا فقط، بذل كيم جونج أون كل شيء ليتم الاعتراف به الوريث الشرعي لآخر سلالة شيوعية في العالم.
لعب كيم على مبدأ أنه الوريث الشرعي للعرش طبقًا لتسلسل القيادة في الدولة المنعزلة، وكذلك تباهى بالقوة التي وصلت إليها كوريا الشمالية تحت قيادته عن طريق تلك الاختبارات والتجارب النووية.
والآن، في خلال أشهر، سيستطيع الإعلام الكوري الشمالي أن يملء الصفحات الأولى من مطبوعاتهم بأخبار اللقاء الذي جمع بين الزعيمين، بوصفهما أقوى قائدين في العالم.
وقالت ديون كيم، عضو قديم بمنتدى "مستقبل شبه الجزيرة الكورية" في سيول: "يريد كيم إظهار نفسه كقائد شجاع محب للسلام، والذي يمكنه أن يقابل الرئيس الأمريكي كمساوٍ له".
ووافق ترامب على دعوة كيم لإجراء مباحثات بشكل سريع، لدرجة أنه كان أسرع من موافقة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن على إجراء مباحثات مع كوريا الشمالية، ويتم الإعداد الآن للمقابلة المحتملة بين الزعيمين قبل نهاية مايو، والتي من المقرر إجرائها في أعقاب مباحثات بين الكوريتين التي من المنتظر عقدها في أبريل القادم في المنطقة منزوعة السلاح.
سيكون اللقاء بين ترامب وكيم، أشبه بمعركة بين زعيمين غير تقليديين وزئبقين، ويقول رالف كوسا، رئيس خلية تفكير "منتدى المحيط الهادئ" والذي مقره هونولولو: "الشيء المشترك بين الزعيمين هو أن كلًا منهما يعتقد أن بإمكانه التفوق على الآخر في الذكاء، ولكن نحن سننتظر لنرى من الفائز".
سوف يدخل الكوريون الشماليون المفاوضات بعدة مزايا، فهم - على سبيل المثال - يعرفون الكثير عن ترامب، أكثر مما تعرفه الولايات المتحدة عن كيم.
ويتابع كوسا، واثق للغاية من أن الكوريين الشماليين قاموا بتشخيصاتهم النفسية لدونالد ترامب، مثلما قامت المخابرات المركزية الأمريكية بتشخيص كيم، ولكن المختلف هنا أن كيم جونج أون أصعب في التكهن بأفعاله من دونالد ترامب، بسبب كون الأخير أكثر وضوحًا للعالم، لذلك سيكون لديهم فكرة أوضح عن كيفية التلاعب بترامب.
الميزة الثانية التي تراها المحللة لصالح كوريا الشمالية هي: أن الإدارة الأمريكية ليس بها العديد من الأشخاص ذوي الخبرة في التعامل مع نظام كيم جونج أون، في حين أن النظام الكوري الشمالي به العديد من الخبراء في التعامل مع القضايا الأمريكية، مثل ري يونج هو، وزير خارجية كوريا الشمالية، كان من ضمن المحادثات التي نتج عنها اتفاق نزع السلاح النووي المتفق عليه مع الولايات المتحدة عام 1994.
شو سون هوي، كان مديرًا للرؤية الأمريكية في وزارة خارجية كوريا الشمالية، والآن يشغل منصب نائب الوزير، كان مترجمًا فوريًا ومساعدًا مقربًا في المفاوضات التي تمت بقيادة كيم جي جوان، خلال عام 2000.
ويقول المحللون إن حقيقة استعداد الزعيم الكوري الشمالي لحضور قمتين - الأولى مع رئيس كوريا الجنوبية في أبريل والأخرى في مايو مع ترامب - في الوقت الذي تجري فيه سول تدريبات عسكرية مشتركة، أمر مريح بعض الشيء.
ويقول ريو كيل جاي، وزير وحدة كوري جنوبي سابق: "ما يريده كيم جونج أون واضح للغاية، فإلغاء العقوبات المفروضة أحد أهدافه".
وتضيف الصحيفة، قاد ترامب حملة دولية للضفط على كوريا الشمالية وإجبارها على المحادثات، وهذه العقوبات سواء كانت مباشرة أو من خلال الأمم المتحدة، تؤلم نظام بيونج يانج، ولكن تخفيف العقوبات جزء من هدفه الأكبر: ضمان أمن نظامه.
أصرت بيونج يانج من قبل، على أن أسلحتها النووية هي من توفر لها الأمن الآن، وأنها ليست قابلة للتفاوض، في الوقت الذي صرّحت واشنطن بأن نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية هو الهدف الأكبر.
ولكن الآن، يبدو أن كيم طرح جانبًا كل الحديث حول الخيارات العسكرية و"الأنف الدموية" التي لطالما هدد ترامب بتنفيذ ضربة عسكرية عن طريقها.
ويقول جاكسون في ختام التحليل: "يؤجل كيم جونج أون الحرب المباشرة بين بلاده والولايات المتحدة لخلق بيئة آمنة مستقرة، كما أنه يظهر نفسه كشخص رمزيّ، وكل ذلك بدون أن يضطر للتخلي عن أي شيء".
فيديو قد يعجبك: