إعلان

في سي إن إن: غرور بوتين وحد الغرب ضده

08:16 م الثلاثاء 27 مارس 2018

فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبدالخالق:

نشرت شبكة سي إن إن الأمريكية، مقالًا للكاتب شاشانك جوشي، حول طرد الدبلوماسيين الروس مؤخرًا من عدة دول أوروبية والولايات المتحدة والناتو.

وقال الكاتب في بداية المقال: "الطرد المنظم لأكثر من 100 دبلوماسي روسي من عدة دول أوروبية والناتو والولايات المتحدة، في رد على محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته، هو بمثابة انقلاب دبلوماسي لبريطانيا".

ولا يُعد هذا مجرد أكبر طرد أمريكي للدبلوماسيين خلال 30 عامًا، ولكنه أيضًا أكبر طرد جماعي في تاريخ المخابرات.

وفي الوقت الذي اعتقدت فيه بريطانيا أن حلفاءها فقط من سيتبعون خطاها في طرد الدبلوماسيين الروس، إلا أنها لم تتصور أبدًا أن دولًا لا تمت لحلف الناتو بصلة مثل فنلندا، أو أعضاء بالاتحاد الأوروبي مثل ألبانيا، ودول لها صلات قوية بروسيا مثل المجر، سوف تشترك في عملية الطرد هذه.

وتابع الكاتب، يأتي الطرد الأمريكي للدبلوماسيين الروس بمثابة مفاجأة سارة، بالنظر إلى رفض الرئيس دونالد ترامب انتقاد نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ويرجع نجاح بريطانيا في بناء هذا التحالف القوي ضد روسيا إلى عدد من العوامل.

وفسّر الكاتب ما يقصده قائلًا، أول هذه العوامل الطبيعة الاستفزازية، والتي أشار إليها الاتحاد الأوروبي في بيان، حيث مثّلت الحادثة أول استخدام للأسلحة الكيماوية على أرض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

ويبدو أن دور روسيا في تمكين حليفها السوري بشار الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية في السنوات الماضية، ومن ثم التستُّر عليه، كان حاضرًا بقوة في عقول القادة الغربيين عند اتخاذهم هذه القرارات ضد روسيا.

وجاء هذا الرد القوي أيضًا كتوصية من المحققين البريطانيين، الذين كانوا قادرين على تقديم أدلة تكفي لإقناع أكثر شركاءهم تشككًا، وفي الوقت الذي دعت فيه بريطانيا منظمة منع انتشار الأسلحة الكيميائية للتحقيق في القضية لدعم مصداقيتها، ردّت روسيا بإنكار شديد للواقعة، ونظريات المؤامرة، ومحاولات للوم دولًا أخرى مثل السويد والتشيك.

ولكن - كما يقول الكاتب - كانت بريطانيا محظوظة أيضًا، حيث استطاعت جمع هذا العدد من ردود الفعل الدولية ليس بسبب استخدام الأسلحة الكيميائية أو التحقيقات التي أجرتها، بل كان بسبب أن روسيا أثارت غضب الغرب عدة مرات واختبرت صبرهم.

وكان سكريبال القشة التي قصمت ظهر البعير، فعلى الرغم من العقوبات الأوروبية ضد روسيا - والتي فُرضت بعد الغزو والاحتلال غير المشروع لأوكرانيا عام 2014 - إلا أن سلوك روسيا العدواني أدى لعزلتها عن الغرب، وفكّ هذا الوضع - مثل رفع العقوبات والانضمام مرة أخرى إلى مجموعة الدول الصناعية السبع وإعادة العلاقات مع أوروبا - سوف يستغرق سنوات.

ويضيف الكاتب، الهدف من وراء طرد الدبلوماسيين يتمثل في شيئين: الأول إرسال رسالة ردع لإظهار أن مثل تلك الهجمات لن تمر مرور الكرام، وأن الدولة الروسية ستدفع الثمن، و الثاني، تصعيب الأمور على روسيا في استخدام أجهزة مخابراتها للتدخل في شؤون الدول الغربية وتخويفها.

وتابع الكاتب، سيكون من الصعب الآن على روسيا أن تسد النقص في أجهزة الاستخبارات لديها، لأن الحلفاء الغربيين في الغالب سيشاركون المعلومات سويًا عن ضباط الاستخبارات المحتملين على الأراضي الأوروبية، وبشكل أوسع مما سبق.

وقال الكاتب في ختام مقاله: "كان هذا أسوا أسبوع واجهته المخابرات الروسية منذ عقود، ويمثل انهيارًا في علاقة موسكو مع الغرب، والسؤال هنا إذا ما كانت هذه الضربة بمثابة رسالة تحذيرية لروسيا في تعاملها مع خصومها، أم سيهاجم بوتين - الذي أعيد انتخابه مؤخرًا - خصومه بدون أي ضابط نفسي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان