الحمد الله.. رجل الوفاق الفلسطيني الناجي من الاغتيال (بروفايل)
كتبت – إيمان محمود:
"فجّروا فينا 3 سيارات لدى دخولنا غزة .. هذا سيزيد من إصرارنا على تحقيق المصالحة" .. بهذه الكلمات رد رئيس حكومة الوفاق الفلسطينية رامي الحمد الله، على محاولة مجهولون اغتياله صباح اليوم الثلاثاء، لدى وصوله لقطاع غزة للاجتماع بقيادات حركة حماس من أجل بحث المصالحة الفلسطينية.
مُستهدفو الموكب فجروا ثلاث سيارات مفخخة، ثم شرعوا بإطلاق النار باتجاه الموكب واشتبكوا مع الحراس؛ مما أسفر عن إصابة قرابة 10 أشخاص من مرافقيهم، وأغلب الإصابات للحراس وهي إصابات طفيفة.
على مدى 5 سنوات، سعى الحمد الله، وهو رجل أكاديمي تكنوقراط، لتحقيق المصالحة الفلسطينية.. الهدف نفسه من زيارته اليوم إلى غزة، والذي لم تنجح محاولة الاغتيال في إفشاله.
الرجل الفلسطيني الأكاديمي، وصفته سلطات الاحتلال بأنه شخص "معتدل" و"براجماتي"، وذلك بعد أن كلفه الرئيس محمود عباس "أبو مازن" في 3 يونيو 2013، بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة خلفًا لسلام فياض.
ورحبت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها بتكليفه آنذاك، معربة عن الأمل في التعاون معه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وبعد أقل من تأديته اليمين الدستورية، قدم الحمد الله استقالته مرجعا السبب إلى "التعدي على صلاحياته من قبل أعضاء في الحكومة"، ولكن أبو مازن أعاد تكليفه بتشكيل الحكومة مرة أخرى في 19 سبتمبر 2013.
وفي 23 مايو 2014؛ التقى وفدا فتح وحماس في مخيم الشاطئ والذي عرف لاحقًا باتفاق الشاطئ ضمن محاولات عديدة لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام بعد الانقسام الفلسطيني المستمر منذ 2007.
وكان من بين نقاط الاتفاق كان تشكيل حكومة وطنية حيث كلف بها رسميًا الحمد الله في 29 مايو، وأعلن عن تشكيلها بشكل رسمي في 2 يونيو 2014 وضمت 17 وزيرًا.
مضى رامي الحمد الله في طريق إنهاء الخلاف الفلسطيني، وسمي في 23 إبريل 2017 رئيسا لحكومة الوفاق الوطنية المكلفة بوضح حد للانقسام بين حركتي فتح وحماس. واليوم كان سيلتقي بقيادات حماس لبحث المصالحة، إلا أن هناك من سعى لإجهاض ذلك باغتياله.
الإصرار على تحقيق المصالحة، ليس غريبا على رامي حمد الله، فالأكاديمي الذي ولد في 10 أغسطس عام 1958 في بلدة عنبتا الواقعة بالضفة الغربية، منتميًا لأسرة ميسورة الحال تمتلك مساحات شاسعة من أراضي شمالي الضفة، خاض مشوارا طويلا ليصل إلى منصبه الحالي.
فقد تخرج الحمد الله في الجامعة الأردنية عام 1980، وبعد عامين بدأ مشواره المهني فحاز درجة الماجستير في اللغويات التطبيقية من جامعة مانشستر البريطانية عام 1982، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة لانكستر عام 1988، وتدرج في الوظائف بجامعة النجاح الفلسطينية حتى أصبح رئيسا للجامعة عام 1998.
وشغل رئيس الوزراء الفلسطيني عضوية اللجنة التوجيهية لصندوق إقراض الطلبة في مؤسسات التعليم العالي، واللجنة التوجيهية المشرفة على برنامج دعم الجامعات والمؤسسات التعليمية في فلسطين لدى الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
كذلك شغل حمد الله عضوية مجلس إدارة اتحاد الجامعات الأوروبية-العربية، والمجلس التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية، واللجنة التنفيذية لبرنامج التعاون الأوروبي-الفلسطيني في مجال تربية.
وتولى رئاسة برنامج التعاون الأوروبي-الأمريكي-الفلسطيني في المجالات الأكاديمية، ورئاسة مجلس إدارة بورصة فلسطين، كما شغل منصب الأمين العام للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية منذ عام 2002.
فيديو قد يعجبك: