صحيفة إسرائيلية تصف تصويت الأمم المتحدة بـ"الهزيمة": "فشلت تهديدات واشنطن"
كتبت - هدى الشيمي:
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن لهجة المسؤولين الإسرائيليين تغيرت كثيرًا، وشهدت أكثر من تحول، قبل "الهزيمة" التي وقعت أمس الخميس في الجمعية العام للأمم المتحدة.
وصوّت أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة لصالح مشروع قرار يحث واشنطن على سحب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وجاء التصويت بموافقة 128 دولة في مقابل رفض 9، وامتناع 35 عن التصويت.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، أن إسرائيل حاولت في البداية اقناع البلاد للتصويت ضد مشروع القرار، وعندما لم تثمر تهديدات واشنطن بقطع المساعدات للدول التي تصوّت لصالح مشروع القرار، غيرت تل أبيب من لهجتها وركزت جهدها على اقناع قادة الدول الكبرى بالامتناع أو تأجيل إعلان موقفهم لحين الانتهاء من عطلة نهاية العام، وإذا لم ينجح الأمر، فمن الممكن أن يقللوا من حدتهم خلال المناقشات.
وبعد التصويت، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته داني دانون إن إسرائيل ترفض مشروع القرار، وتشعر بالرضا من عدد الدول "الكبير" التي لم تصوت بالإيجاب على القرار الذين يدين الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فإن خيبة الأمل الرئيسية لإسرائيل كانت بسبب تلك الدول التي عززت العلاقات الثنائية بتل أبيب في السنوات الأخيرة، لاسيّما الدول التي تتقاسم وجهات النظر ذاتها مع حكومة نتنياهو. وهناك الهند على سبيل المثال، والتي زار رئيس وزرائها، ناريندرا مودي، الأراضي المحتلة في يوليو الماضي، في جولة اشتهرت بصورة جمعت الزعيمين وهما يقفان في البحر يتجاذبان أطراف الحديث. وعقب الزيارة، وصف نتنياهو نظيره الهندي بـ"الروح الطيبة"، وأثنى على جهوده المبذولة في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن خيبات أمل مماثلة جاءت من اليونان وقبرص، لاسيما أن هناك علاقات قوية بينهم، وتربط بينهم أنابيب غاز طبيعي وكابلات كهرباء، وروسيا والصين، واللتان طالما يُشيد بهما ترامب لقوة العلاقات بينهما، إلا أنهما أدارا له ظهرهما ووقفا إلى جانب فلسطين.
ويرى دبلوماسي إسرائيلي أن التصويت لصالح مشروع القرار في الجمعية العام يعتبر "درسا في الانسانية".
وذكرت الصحيفة أن تصريحات نتنياهو العديدة على مدى العامين الماضيين كانت حول التغيير الجذري المزعوم في موقف العالم تجاه إسرائيل، إلا أن هذا يبدو غير صحيح، على الأقل الآن، لاسيّما بعد تصويت 128 دولة لصالح مشروع القرار الذي يطالب أمريكا بالتخلي عن قرارها بشأن القدس.
وفي المقابل، كان هناك تعويض إلى إسرائيل إلى حد ما، إذ امتنعت ستة دول أوروبية عن التصويت، وهي المجر، والتشيك الذي ضغط عليه نتنياهو قبل التصويت، وبولندا، والتي أصبح موقفها ضعيفا بعد التصويت، وكذلك كرواتيا، ولاتفيا ورومانيا. وصوتت كل من النمسا وليتوانيا، اللاتي تعتبران حلفيتان مقربتان لإسرائيل لصالح مشروع القرار.
فيديو قد يعجبك: