دراسة: السيجارة تحوي أكثر من 50 مادة سامة.. والتدخين القاتل الأول في العالم
كتبت - رنا أسامة:
ترتفع احتمالات الوفاة المُبكّرة للمُدخّنين متوسطي الأعمار، الذين يُدخّنون منذ عقود، مرتين إلى ثلاث مرات -على الأرجح- مقارنة بغيرهم من غير المُدخّنين، بحسب ما قالته الدكتورة "كيمبرلي نوبل"- الأستاذ المساعد بجامعة كولومبيا.
وأضافت "نوبل" أن تدخين التبع يقف سببًا رئيسًا وراء الإصابة بمُختلف أنواع السرطان، وحدوث مشكلات في الرئة والقلب والأوعية الدموية، فضلًا عن ارتباطه بمشكلات صحيّة أخرى مثل حدوث مُضاعفات خلال الحمل، انخفاض عدد الحيوانات المنويّة عند الرجال، مشاكل في الفم.
وتعتبر مُنظمة الصحة العالميّة أن تدخين التبغ هو المُسبّب الأول لحدوث الوفيات في العالم، فيما تكشف الإحصائيات الأمريكيّة أن التدخين يُسبّب الكثير من حالات الوفاة كل عام، بمُعدّلات تفوق الناجمة عن الإصابة بمرض الإيدز، تعاطي المخدرات، إدمان الكحول، حوادث الطرق وجرائم القتل مُجتمعة. يُمكن إيجاد ذات النتائج في إحصائيات الصحة البريطانيّة أيضًا.
في الوقت الذي لا يُدرك البعض الآثار الصحيّة الخطيرة التي يتركها التدخين على الجسم، فإن للتبغ آثار تضرب الصحة العقليّة أيضًا، ليُصيب مناطق التعلم والذاكرة في الدماغ على المدى البعيد.
بالرغم من إظهار بعض الدراسات أن مادة النيكوتين في السجائر يُمكنها تحسين التركيز والانتباه (تجعل المُدمِن يقظًا ومنتبهًا)، فإن السجائر تحتوي على ما هو أكثر من النيكوتين. إنها تحتوي على أكثر من 4 آلاف مادة كيماوية- أكثر من 50 منها تُعرف بأنها "سامة في طبيعتها"، منها على سبيل المثال: أول أكسيد الكربون الموجود في عوادم السيارات، الأوكتان، الزرنيخ، الأمونيا، الميثانول الموجود في وقود الصواريخ.
صورة فرعية
ويُعتقد أن هذه المواد الكيميائيّة السامة بداخل السجائر، تُحدِث تلفًا بالدماغ على المدى البعيد، يقود إلى مشكلات في التعلّم والذاكرة، (الذاكرة العامِلة، والمُستقبليّة- المُستخدمة خلال المهام اليوميّة بما في ذلك تذكّر المواعيد أو مواعيد الأدويّة- والوظيفيّة التنفيذيّة التي تساعدنا على تخطيط المهام والانتباه إلى الأنشطة الحاليّة)، وَفقًا لما أوردته مجلة نيوزويك الأمريكيّة.
في دراسة تُعد الأولى من نوعها- بحسب كيمبرلي- وجد فريق الباحثين من جامعة نورثمبريا أن الاشخاص الذين يُدخّنون ويتناولون الكحول بشراهة، يعانون من مشكلات في الذاكرة المُستقبليّة الخاصة بهم، تفوق أولئك غير المُدخّنين الذين لا يتناولون الكحول، ما يرجّح وجود "تأثير مزدوج مُضاعف" في حالات التدخين والشُرب معًا.
وكانت أحدث الدراسات الخاصة بعجز الذاكرة والمشكلات الصحية المرتبطة بالتدخين، قد قامت بتضمين آثار التدخين "السلبي"، الذي ينفذ خلاله دخان التبغ من المُدخّنين إلى غير المُدخّنين، وكشفت عن نتائج خطيرة بعد أن وجدت أن غير المُدخّنين يتعرّضون للمُشكلات الصحية التي تُصيب المُدخّنين جراء "التدخين السلبي"، بذات المُعدّلات، بما في ذلك أمراض الرئة والقلب والشرايين ومشكلات الذاكرة والإدراك.
الأمر الذي يُمكن أن يؤثّر بدوره على المُدخّن السلبي على عدد من الأصعِدة تتعدّى الصعيد الصحي إلى التعليمي والمِهني.
وأوصت الدكتور كيمبرلي بضرورة التوقّف عن التدخين، قائلة إن هذا التوقّف يُمكن أن يُحسّن الصحة ويؤدي إلى تحسّن في الإدراك، رُبما يرتبط ذلك بسُمك قشرة الدماغ- الطبقة الخارجية من الدماغ التي تلعب دورًا محوريًا في مُعالجة المعلومات وأداء الذاكرة.
وعليه فإن التوقّف عن التدخين يُمكن أن يُساعد، بشكل جزئي، على عكس التأثير السلبي للتدخين على القشرة، ولكنّه لن يصل بها إلى المستوى الموجود عليه في غير المُدخّنين.
يُشار إلى أن أحد الطرق التقليديّة المُستخدمة للتوقّف عن التدخين تُركّز على العلاج ببدائل النيكوتين، المعروف باسم (NRT)، كما استخدام علكة النيكوتين، أو بخّاخات الأنف، وهو يستغرق مدة تستغرق من 8 إلى 12 أسبوعًا قبل ظهور أي تحسّن.
فيديو قد يعجبك: