الحياة: "فتح" تزيد التوترات بين العلاقات الفلسطينية المصرية
القاهرة-(مصراوي):
ذكرت صحيفة الحياة اللندنية أن العلاقات الفلسطينية المصرية تشهد توترا جديدا سببه المباشر مؤتمر ينظمه المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط في القاهرة، لكن جوهره يعود إلى ما تصفه السلطة بـ"التدخل المصري في الشئون الفلسطينية" عبر رعاية القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان.
وتشير الصحيفة إلى أن توجيه المركز القومي للدراسات، والذي تقول السلطات الفلسطينية إنه تابع لجهاز المخابرات العامة المصرية، دعوات إلى شخصيات فلسطينية بينها أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح، بمن فيهم دحلان، وشخصيات أكاديمية وإعلامية وممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني، للمشاركة في مؤتمر يعقده تحت عنوان "مصر والقضية الفلسطينية".
بحسب الصحيفة السعودية، فإن الدعوات أثارت غضبا كبيرا في الرئاسة الفلسطينية التي طلبت من قيادات فتح، واعضائها عدم المشاركة، وقالت المصادر في معبر رفح الذي تديره حركة "حماس" إن سلطة المعبر تلقت من مصر أسماء 130 شخصية من قطاع غزة لتسهيل مرورها للمشاركة في المؤتمر.
وأضافت أن 61 شخصية فقط لبت الدعوة، مشيرة إلى أن المتبقين اعتذروا عن عدم المشاركة، وأكدت مصادر في فتح توجيه تعليمات لجميع أعضائها وقياداتها بعدم المشاركة في المؤتمر.
يُذكر، أن التوتر زاد في العلاقة بين السلطة الفلسطينية والقاهرة عقب مطالبة مصر بإعادة دحلان الذي فصله الرئيس محمود عباس، إلى موقعه القيادي في "فتح".
ويرى كثير من المراقبين أن مصر عقدت المؤتمر بهدف توجيه رسالة إلى القيادة الفلسطينية رداً على التصريحات التي شككت بالتدخل المصري في الشؤون الفلسطينية، وقال أحد المسؤولين السابقين في السلطة إن مشاركة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في المؤتمر هدف، في ما يبدو، إلى التلويح للسلطة بأن القيادة الفلسطينية حصلت على شرعيتها من الجامعة العربية الموجودة في مصر.
وأصدرت "فتح" بيانات حادة ضد المؤتمر الذي بدأ أعماله أمس في أحد فنادق القاهرة، منها بيان صدر عن أمناء سرها في الضفة الغربية ونشر على موقع وكالة الأنباء الرسمية للسلطة "وفا"، استنكروا فيه ما اعتبروه تجاوزاً سافراً وخطيراً للشرعية الفلسطينية، وتدخلاً مخجلاً في الشأن الفلسطيني الداخلي، ومحاولة للقفز عن الشرعية الفلسطينية عبر المؤتمر الذي حمل اسم "عين السخنة"، وقالت في بيانها "إن شعبنا في الوطن والشتات، الذي خاض معارك طويلة وقاسية في سبيل الحفاظ على استقلالية القرار الوطني، ودفع خيرة أبنائه حياتهم ثمناً لتكريس الهوية الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، سيسقط بكل تأكيد كل المؤامرات الهادفة إلى النيل من مشروعه".
واصدر الناطق باسم "فتح" أسامة القواسمي بياناً أعلن فيه رفض الحركة للمؤتمر، معتبراً ذلك تدخلاً في شؤوننا الداخلية، وأضاف "ما ينتج عنه -المؤتمر- باطل وغير شرعي لأننا في فتح لم نخوّل أحداً الحديث نيابة عنا. وتابع قوله "أي لقاءات أو مؤتمرات يراد منه مناقشة القضية الفلسطينية يجب الترتيب له مع المؤسسات الرسمية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية".
فيديو قد يعجبك: