نتانياهو يتفق مع واشنطن على تفاصيل "اليوم التالي"
القاهرة ـ مصراوي:
على رغم فشل بنيامين نتانياهو في الكونجرس الأمريكي في شأن الاتفاق مع إيران، إلا أن إلاعلان السريع عن تعميق العلاقة الأمنية بين أمريكا وإسرائيل جعله يتنفس الصعداء، إذ إن مثل هذا الإعلان- وإن كان غير رسمي- يمنح نتانياهو نقطة لمصلحته، سواء في معركته الداخلية أو في معركته الدولية، في كل ما يتعلق بالحملة التي سبق أن أدارها منذ فترة طويلة، حول الخطر الذي تشكله إيران ليس فقط على المنطقة وإسرائيل، إنما العالم بأسره، بحسب صحيفة الحياة اللندنية.
فخلال المعركة التي أدارها نتانياهو في الكونجرس الأمريكي كان الرئيس باراك أوباما عرض اقتراحين يتضمنان بدء حوار بين الجانبين حول تطوير قدرات الجيش الإسرائيلي استعداداً لما بعد الاتفاق النووي، وحينذاك لم يأت رفض نتانياهو لمضمونَ الاقتراح نفسه، بل ذريعة حاجة تركيز الجهود على محاولة إحباط الاتفاق في الكونجرس.
وفي لقاء في وزارة الخارجية، أجراه نتانياهو مع موظفين كبار في الوزارة بصفته وزير خارجية، تراجع نتانياهو وقال رداً على سؤال وجه إليه، أن إسرائيل ستبدأ محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة بعد التصويت في الكونجرس، ما يعني أن الحوار كان بدأ والتوقعات أنه انطلق خلال زيارة نائب وزير المالية الأميركي لشؤون الاستخبارات والإرهاب والمسؤول عن العقوبات ضد إيران، آدم زوبين.
المحادثات- وكما تم تسريب مضمونها في إسرائيل- لم تقتصر فقط على ما سمّاه الطرفان "اليوم التالي" للاتفاق النووي، إنما أيضاً في مجال التعاون الأمني والسياسي والاستخباري المستقبلي ضد إيران.
وعلم أن زوبين عرض خلال زيارته إسرائيل على المسؤولين في الخارجية وطاقم الأمن القومي في ديوان رئيس الحكومة، وأجهزة الاستخبارات، الأفكار الأمريكية للعقوبات الأخرى التي يمكن تفعيلها ضد إيران في قضايا لا ترتبط بالمشروع النووي.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الضيف الأمريكي أطلع نظراءه في إسرائيل على الخطوات الأولية التي تنوي واشنطن اتخاذها ضد مسؤولين في حماس و حزب الله، المسؤولين عن تحويل الأموال من إيران أو الذين يحافظون على اتصال مع الإيرانيين بهدف الإعداد لعمليات ضد إسرائيل، وهو أمر ترجم على أرض الواقع مع الإعلان الرسمي حول فرض عقوبات على الأسير السابق، سمير قنطار من حزب الله، ورئيس الذراع العسكرية لحماس محمد ضيف وغيرهما.
ويبدو أن التعاون بين الطرفين يتقدم، إذ إن نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، جيرمي يسخاروف، توجه هو الآخر إلى واشنطن للبحث في مختلف القضايا التي تريد واشنطن التعاون فيها مع إسرائيل والحديث، حول المساعدات الأمريكية لتطوير قدرات الجيش الإسرائيلي وضمان تفوقه النوعي على الجيوش الأخرى في الشرق الأوسط.
كا سيتم تكثيف جهود التعاون خلال الفترة المقبلة لتنتقل إلى المستوى السياسي، اذ سيتوجه نتانياهو للمشاركة في الاجتماع العام للجمعة العامة للأمم المتحدة ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية جون كيري بينما سيتوجه وزير الدفاع، موشيه يعالون، إلى واشنطن لإجراء محادثات مع نظيره آشتون كارتر حول صفقة المساعدات الأمنية لإسرائيل.
وستكون كل هذه اللقاءات بمثابة تمهيد للقاء القمة الذي سيجرى في بداية الأسبوع الثاني من نوفمبر بين أوباما ونتانياهو في واشنطن، حيث سيصل نتانياهو إلى هناك في الثامن من نوفمبر لإلقاء خطاب في مؤتمر الكونفيديرالية اليهودية في أميركا الشمالية، كما دعاه أوباما إلى لقائه في البيت الأبيض.
ويذكر أنه قبل حسم المعركة في الكونجرس الأمريكي حول الاتفاق مع إيران، أعلن مسؤولون في تل أبيب أن حكومتهم باتت مستعدة لليوم التالي للاتفاق بدءاً من تركيز أجهزة الاستخبارات على محاولة إثبات أن إيران تخدع وتخرق الاتفاق، وصولاً إلى زيادة موازنة الدفاع لمواجهة أبعاد تعاظم التدخل الإيراني في المنطقة، وبدأ الجيش الإسرائيلي التدريب على غواصة "أحي تنين" الحديثة، ووسائل قتالية أخرى.
فيديو قد يعجبك: