واشنطن بوست: داعش سحبت البساط من تحت أقدام القاعدة
كتبت -هبة محفوظ:
رأت صحيفة ''واشنطن بوست الأمريكية'' أن حرب أمريكا على الإرهاب، والتي شنتها على العراق في2003، وكل ما تطلبته هذه الحرب من أموال، وتسليح، وجنود، وعلاقات دبلوماسية متضررة، لم تستطع ردع قوة القاعدة و''خطرها''، في حين قد تستطيع داعش الأن، وهي حركة جهادية محلية لا تملك نفس قوة أمريكا العسكرية والاستخباراتية، حسب تقدير الصحيفة، أن تصد خطر نفوذ القاعدة بالمنطقة.
أردفت الصحيفة أن قرار داعش باختيار قائد ذو كاريزما عالية، وينتمي لحركة جهادية، مثل أبو بكر البغدادي ''الخليفة الجديد للمسلمين''، يسحب البساط من تحت أرجل القاعدة، ويثبت استطاعة وجود كيان جهادي موازي للقاعدة، قادر على الوجود بذاته دون الحاجة لتبعيته للقاعدة.
وحسبما أوضحت الصحيفة، نادت داعش مسلمي العالم أجمع بمبايعة الخليفة الجديد، أبو بكر البغدادي، في محاولة للسيطرة عليهم، وكسب مناصرين جدد للحركة بجميع أرجاء العالم، وليس فقط في المناطق التي نجحت في السيطرة عليها بسوريا والعراق، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه ''أجرأ ما أقدمت عليه الحركة حتى الأن''.
وبالرغم من اشتراك القاعدة وداعش في الكثير من الأهداف، إلا أن القاعدة لم تكن عندها ''الشجاعة الكافية'' لإعلان خليفة للمسلمين حتى الأن، في حين أعلنت داعش خليفة حاليا، وهو ما يهدد القاعدة، ويهز صورتها أمام الحركات الجهادية الأخرى التابعة لها، حسب تعبير الصحيفة.
أضافت الصحيفة أن إعلان داعش لخليفة جديد يجعل من أبو بكر البغدادي، خليفة داعش، منافس لزعيم القاعدة الحالي، ويهدد من نفوذه، وشرعيته كرئيس لأكبر حركة جهادية منظمة بالعالم.
وذكرت الصحيفة أن قدرة القاعدة حاليا على تجنيد المجاهدين لينضموا لصفوفها أصبحت ضعيفة للغاية، عكس ما كانت عليه ب2001 قبل تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، في تعقيب منها ''على قوة القاعدة المتناقصة بالزمن''، والتي لم تستطع أمريكا صدها آنذاك، ولكن تستطيع داعش تدميرها حالياً.
وعن داعش وإعلانها لخليفة جديد، ذكرت الصحيفة أن داعش الأن ''ترى أنها الحركة الشرعية الوحيدة لتمثيل المسلمين، وتطلب منهم أن ينصاعوا لأوامرها، لا لأوامر القاعدة''، وهو تهديد صريح للقاعدة، حسب تقدير الصحيفة.
وتوقعت الصحيفة أن ينصاغ الكثيرين بالفعل لأوامر داعش، متخلين عن القاعدة، حيث أن هدف معظم الجهاديين بهذه الحركات غالباً ما يكون ''إعادة إحياء الخلافة''، وهو ما نجحت داعش في فعله، على عكس القاعدة.
ووصفت الصحيفة الخليفة الحالي، وقائد القاعدة ببلاد الرافدين ب2010، أبو بكر البغدادي، بأنه يمثل خليط بين ثقافة وتعليم وثروة بن لادن، ودموية وتشدد الزرقاوي، وكلاهما قياديان سابقان بالقاعدة، مثل البغدادي. وأوضحت الصحيفة أن البغدادي ''رجل متعلم، ولكن لديه خبرة بساحات الحرب ولا يمانع دمويتها''.
كان قرار البغدادي ''بالانفصال عن القاعدة، والانضمام لداعش، ''لينفذ أوامر الله''، حسب تعبيره، سبباً في انفصال الكثيرين عن القاعدة أيضاً. أضافت الصحيفة ان انضماما الكثير من أبناء الشعوب العربية، والغربية، وصفوف القاعدة أيضاً، لداعش يضعف من موقف القاعدة ونفوذها الأن. فمع نجاح داعش في فرض سيطرتها على كثير من المناطق بسوريا والعراق، رأت الصحيفة أن القاعدة أصبحت مهددة الأن من قبل داعش التي تحاربها على نفوذها، أكثر من الجيوش الغربية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: