صحف إماراتية تهتم بسياسات الولايات المتحدة في المنطقة وخاصة مصر
أبوظبي – (أ ش أ):
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بسياسة الإدارة الأمريكية في المنطقة العربية وخاصة تجاه مصر الثورة ، إضافة إلى الأمن العربي في ظروف إقليمية ودولية غير مسبوقة لجهة تعدد بؤر التوتر والشحن الطائفي المذهبي والعرقي بجانب العوامل الاقتصادية والاجتماعية وما ينتج عنها من غياب التنمية وانتشار الفقر والأمية.
وتحت عنوان " مصر والابتزاز الأمريكي " قالت صحيفة "الخليج" إن الإدارة الأمريكية تمارس سياسة خطرة في المنطقة وتحديدا تجاه مصر الثورة مستخدمة شتى الوسائل والأساليب وخصوصا التهديد بالقوة والضغوطات السياسية والاقتصادية لعلها تستطيع احتواء دول المنطقة ووضعها تحت هيمنتها بما يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل بالدرجة الأولى.
ورأت الصحيفة أن سياسة الابتزاز ضد مصر ما بعد الإخوان والتهديد بقطع المساعدات المالية والعسكرية دليل على خوف واشنطن من انهيار استراتيجيتها التي قامت على أساس اعتبار مصر بمثابة قاعدة ارتكاز لسياساتها ، واعتبار اتفاقية كامب ديفيد مرتكزا يمكن البناء عليه لتعميم السلام مع إسرائيل بما يتوافق مع أمنها ومصالحها، وذلك انطلاقا من اعتبار مصر ضمانة لتحقيق ذلك نظرا لموقعها ودورها وإمكاناتها وبما تمثله من تحديد مستقبل المنطقة سلما أو حربا.
وأضافت أن انفجار ثورة 30 يونيو ، ومن ثم المظاهرات المليونية يوم 26 يوليو التي كانت في توجهاتها وشعاراتها مناهضة للتدخل الأمريكي والابتزاز الذي تمارسه واشنطن ضد الثورة .. وضع إدارة أوباما في حالة من الارتباك مما جعل مواقفها تبدو متناقضة لكن الثابت أنها بدأت تستشعر الخوف والقلق من سياسات مستقبلية قد تنتهجها مصر تتعارض مع توجهاتها.
وأوضحت أن ملامح هذا التحول بدأت من خلال الحملات الشعبية الواسعة في مصر والتي تدعو للاستغناء عن المساعدات الأمريكية لئلا تبقى سيفا مسلطا على رقاب الشعب المصري وقيدا على قراره المستقل، وكذلك من خلال المواقف التي أعلنها الرئيس المؤقت ورئيس الوزراء والتي تصب في المجرى نفسه.
وأكدت "الخليج" أن الولايات المتحدة لن تستطيع تطويع الشعب المصري الذي خرج على الطوق ولن يخضع للتهديد والابتزاز من أي كان، حتى من جانب القوة العظمى التي تعمل على تخريب وتدمير المنطقة.
من جهتها وتحت عنوان "الأمن العربي المشترك " قالت صحيفة "البيان" الإماراتية إنه منذ أكثر من عامين والأمن العربي يتعرض لهزات عديدة وكبيرة أثرت فيه وزادته ضعفا ميزه على مدى عقد التسعينيات والعقد الأول من الألفية الجديدة فما حصل ويحصل في عدد من الدول العربية يؤثر في كل منظومة الأمن البينية حيث تنشغل كل دولة بملفاتها الداخلية ما يؤخرها عن لعب دورها المؤمل ويعطل مسيرتها التنموية.
وأضافت أنه إذا كان وجود إسرائيل في قلب المنطقة هو العامل الأساسي للتأزيم وعدم الاستقرار على الدوام فإن تحديات داخلية جمة باتت تفرض نفسها وتضع الدول العربية أمام مهمة عسيرة وهي استعادة ذلك الحد الأدنى من التضامن في ظل ظروف إقليمية ودولية حساسة وغير مسبوقة لجهة تعدد بؤر التوتر والشحن الطائفي المذهبي والعرقي في غير مكان فضلا عن العوامل الاقتصادية والاجتماعية شبه المزمنة وما ينتج عنها من غياب التنمية وانتشار الفقر والأمية.
ولفتت الصحيفة إلى أن ما يفتح نافذة جديدة للأمل في هذا الصدد هو ما حصل في مصر في الآونة الأخيرة من تطورات استعاد فيها الشعب المصري إرادته وحيويته وهذا من دون شك سيسهم في إنهاء حالة العبث والفوضى في المنطقة العربية على اعتبار أن مصر مرتكز أساس للأمن العربي والإسلامي وأمنها مرتبط ارتباطا مباشرا بأمن المنطقة ككل .
وأكدت أن طي مصر لصفحة معتمة من تاريخها يعني بكل المقاييس ضرب المشاريع المشبوهة التي سعت إلى إبعاد القاهرة عن عمقها الاستراتيجي وعملت على سلبها دورها التاريخي في لم شم العرب وإلهاء عواصم صنع القرار العربي بقضايا داخلية لكي لا تمارس حقها في الوقوف إلى جانب أشقائها أو العكس .
وقالت إن ما شهدته مصر من تحول استراتيجي وما نتج عنه من مواقف عربية تضامنية قادتها دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية لا شك سيغير خريطة المستقبل السياسي والاقتصادي في المنطقة وسيفتح أمامها آفاقا أرحب للتنمية الوطنية وتعزيز الأمن العربي المشترك ما يجعل الدول العربية التي تعرضت لهزات سياسية أو أمنية تستطيع إعادة رسم سياساتها بما يحقق رفاهية شعوبها داخليا ويعزز أمن وسلامة أشقائها في عملها الدبلوماسي وسياساتها الخارجية
فيديو قد يعجبك: