لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مشيرة خطاب واحترافية الخطاب

د. سامي عبد العزيز

مشيرة خطاب واحترافية الخطاب

د.سامي عبد العزيز
06:59 م السبت 05 فبراير 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أعرفها منذ كانت مرشحة لليونسكو.. كانت مؤمنة بأهمية البحث والتحليل لوضع خطتها للترشح، ولكن التحيزات الدولية لم تمكنها من الفوز المستحق.. واختفت لفترة وعادت مكرمة من بلدها وقيادتها السياسية لتولي أخطر وأهم وأكثر القضايا جدلاً عالمياً وهو ملف حقوق الإنسان، وذلك برئاستها للمجلس القومى لحقوق الإنسان. إنها السفيرة مشيرة خطاب.. تابعت حواراتها القليلة خلال الفترة القريبة الماضية. ومن حوارها تأكد أن اختيارها كان محسوباً ومرتكزاً لمعايير سياسية ومهنية وخبرة حقيقية في التعامل مع الإعلام عامة والدولي خاصة.. تحدثت خطاب بكل احتراف لفن الخطاب ليس كلغة أو ألفاظ وإنما كأفكار ومعان ورسائل ومضامين محسوبة وواعية.. تحدثت خطاب وتوقفت أمام نقاط عديدة تدعو للاحترام والتقدير والاقرار بذكاء وحرفية مشيرة خطاب.. جاءت أحاديثها مترجمة لخبرتها في فهم طبيعة القضية وحساسيتها. وفهم طبيعة الجمهور المستهدف من خلال احتكاكها بالعالم ومؤسساته.. توقفت أمام محاور غاية في الأهمية والحرفية.. توقفت أمام استخدامها لمفهوم الحقوق المدنية كمظلة أوسع من مفهوم حقوق الإنسان التي تسعى بعض الدول والاتجاهات إلى ربطه المباشر بالحرية السياسية وحرية الرأي.. توقفت أمام إقرارها أن مبدأ الإنكار والاستنكار يشعل النار ويفقد الخطاب في هذا المجال مصداقيته. وكم كانت ذكية وواعية وهي تقول لا توجد دولة في العالم يستطيع أن تدعي أنها دولة مثالية في تعاملها مع ملف حقوق الإنسان بكل أبعاده.. توقفت أمام عدم كفاية وحرفية خطابنا في الحوار مع العالم إلى حد قولها إننا نتحدث كثيراً مع العالم كما لو كنا نتحدث مع أنفسنا في الداخل مما يفقد خطابنا الإعلامي الدولي الكثير من مقومات التأثير والفعالية. توقفت أمام أننا حتى الآن لم نستطع أن نسوّق مقومات عديدة وأساسية على طريق تمتع المواطن المصري بحقوقه في الحياة الكريمة تعليماً، وصحة، وأمان، وسلام، وعيشه خالية من التهديد والإرهاب.. توقفت أمام استيعابها وإقرارها أن مفهوم الجمهورية الجديدة وعناصره لم يسوق بكفاءة حتى الآن، خاصة على المستوى العالمي. توقفت أمام العديد من نقاط القوة والاحتراف والتميز في الأداء الإعلامي للسفيرة مشيرة خطاب والتي أتصور أنها تملك مفاتيح الأداء المحترف ولكن من المؤكد أنها تحتاج إلى دعم متعدد الأبعاد، بشرياً، ومالياً، فالمهمة التي تتولاها هذه السياسية المحترفة كبيرة وتحتاج إلى مساندة من كل الجهات.. خلاصة القول تحدثت مشيرة خطاب فأجادت احترافية الخطاب.. وفقها الله..

إعلان