لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بداية جديدة / الانسحاب أم المواجهة (2)

فاطمة مصطفى

بداية جديدة / الانسحاب أم المواجهة (2)

فاطمة مصطفى

أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

07:00 م الإثنين 14 فبراير 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تحدثت في المقال السابق عن الانسحاب وشرحت معناه تفصيليا وتركت الإيجابيات مفتوحة لك أنت عزيزي القارئ وأوضحت السبب (نظرا لاختلاف طبيعة البشر ونظرتهم للأمور) وأوضحت أيضا نتيجة حرية الاختيار في الحالتين، وهنا سوف أكمل الجزء الثاني وهو المواجهة ما هي أسبابها ؟؟؟؟ والهدف منها وما النتائج المترتبة عليها ؟؟؟؟

تحدث المواجهة عندما نقع في خلافات مع الأطراف المحيطين بنا أياً كان نوع العلاقات سواء على المستوى المهني (العمل) أو المستوى الشخصي (علاقات أسرية، أصدقاء) ويكون كل طرف قادرا معنويا على الحديث فيما مر به وتكون متوفرة في أي علاقة أركانها الأساسية وهي (الأمان – الاحترام – الثقة) ويبدأ كل طرف في سرد ما يراه من وجهة نظره وتحليله ومدى الأضرار النفسية التي وقعت عليه نتيجة هذا الحدث وتتم المواجهة في هدوء بعد اجتياز الموقف وتلاشي مشاعر الغضب وليس الحزن لأن الفرق كبير حيث أن مشاعر الحزن سوف تستمر أثناء المواجهة وتتلاشى على فترات بعدها .

ونستطيع أن نقول هنا إن المواجهة تكون صحية على المستوى الإنساني والمعنوي نظرا لتبادل الطرفين وجهات النظر واستماع كل طرف للآخر وترتيب الأفكار والأفعال وردود الأفعال أيضا حيث إن لكل فرد منهم شخصية مختلفة وأنماطاً ومستوى فكرياً وثقافياً واجتماعياً أيضا مختلفاً، كل هذا يؤثر على ردود الأفعال وبالتالي نتائجها .

المواجهة يكون لها مردود صحي وتقدير أيضا من كلا الطرفين عندما يكون الأساس سليما والأخطاء التي حدثت تكون غير مقصودة ولا يوجد أي سوء نية ويوجد احترام متبادل وليس المقصود أبدا التقليل من شأن طرف على حساب الآخر، أو إهانته أو الإضرار به وإلحاق أذى نفسي به حيث إذا لم يستطع كلا الطرفين اجتياز هذا الأذى فتصبح المواجهة مضرة وليست صحية حيث أنها تقل أكثر وأكثر من قيمة الطرف الذي وقع عليه الأذى .

المواجهة من الممكن والأكيد أن تكون من ضمن فعاليات تعاملك في عملك محيط أسرتك بين أصدقائك عليك أن تتحلى بفن التعامل الذكي وأن تكون على وعي وحكمة ...ان تكون انت من يدير ذراع المواجهة ويوجهها في الاتجاه السليم ويستهدف النقاط الهامة منها ويستخلص النتيجة التي تكون في صالحه لكي لا يتكرر هذا الحدث مرة أخرى .

وهنا أتوقف قليلا وأوجه لك سؤالا بسيطا عزيزي القارئ: هل انت راض الآن ؟؟؟؟ هل مشاعر الحزن تلاشت تدريجيا ؟؟؟؟ هل ما قمت به أفرغ من داخلك كل الطاقة السلبية أم أنك غير راض وزاد الأمر سوءا ؟؟؟ هل كانت المواجهة نتائجها سلبية أم ايجابية وهل كانت أفضل من الانسحاب أم لا ؟؟؟؟ انت وحدك من سيقوم بالإجابة على هذه الأسئلة وليس انا ..... كل دوري المهني والإنساني أن اقوم بتوجيهك الاتجاه الصحيح وألقي الضوء على مفردات كل مصطلح منها، وأن أكون أمينة في سرد المعلومات بطريقة صحيحة وبسيطة، ولكن في نفس الوقت لابد أن أكون على انحياز وليس أنا الذي يختار بل أنت وحدك صاحب القرار منفردا وعليك أن تعي تماما أنه أياً كان اختيارك فأنت وحدك من سوف يتحمل المسؤولية كاملة وهذا سوف يؤثر تأثيرا إيجابيا أو سلبيا على مدى صحتك النفسية وحكمك على الأمور.

ومن هنا نصل إلى بداية جديدة ونقطة هامة في نظرتنا للأمور المصيرية في حياتنا لكي نصل إلى السلام النفسي والاستقرار الداخلي حتى نستطيع أن نستمر في جو صحي نسعد به....

بداية جديدة ....

إعلان