إعلان

مع الرئيس على طريق الحرير

سامي عبد العزيز

مع الرئيس على طريق الحرير

د.سامي عبد العزيز
07:00 م السبت 06 مارس 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

الكل يشهد أن رئيسنا يدخل بمصر إلى التحالفات الدولية ويفتح كل الطرق والمحاور التي تجعل مصر شريكاً في الاقتصاد ‏والتجارة العالميين.

وكم سعدنا جميعاً حينما دعا السيد الرئيس منذ أيام إلى اجتماع لتحريك مشروع محور قناة السويس، والكل ‏متفائل بأننا سنسمع ونرى خطوات كبيرة وعملية في هذا المشروع الكبير والواعد.

ولعل أهم التحالفات التي يحرص السيد ‏الرئيس عليها هو التحالف والتكامل والتشارك في أفريقيا، ولو استعدنا الذاكرة سنجد أن الرئيس، أثناء توليه رئاسة اتحاد الدول ‏الأفريقية وحتى بعد أن سلمها، تقدم بعدة مبادرات وأفكار حركت، وعمقت العلاقات الاقتصادية بين مصر وأفريقيا من جانب، ‏وبين الدول الأفريقية من جانب آخر.

وقد تابعنا توجيهات سيادته للهيئة العربية للتصنيع لإعطاء الأولوية للإنتاج أو التدريب ‏للدول الأفريقية، وهو الأمر الذي يتحقق ويتزايد يوماً بعد يوم.

من هذا المنطلق، ولإيماني ببعد نظر القيادة السياسية، فإنني أسأل ‏عن ملف واحد من أهم المشروعات الكونية دون مبالغة، ملف "طريق الحرير العملاق"، ويضم طريق الحزام الاقتصادي ‏البري وطريق الحرير البحري.

وقد اتسعت مبادرة الحزام التي أطلقتها الصين خلال الخمس سنوات الماضية، حيث زاد عدد ‏الدول المشاركة في المبادرة- من خلال توقيع اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم مع الصين- من 60 دولة إلى 125 دولة ‏و29 منظمة إقليمية ودولية، وبذلك تتسع المبادرة لتلقي روافدها في أمريكا اللاتينية وأفريقيا.

تحتل منطقة الشرق الأوسط أهمية ‏لوجيستية للصين تحديداً، بدرجة أكبر من أهميتها لمبادرة الحزام والطريق‎،BRI ‎ فلا يقع إقليم الشرق الأوسط داخل أي من ‏المسارات الست الرئيسية لمبادرة الحزام والطريق، ولكنه يلعب دوراً لوجيستياً في نقل الطاقة إلى شرق آسيا وأوروبا، كما ‏يلعب دوراً في نقل البضائع ما بين آسيا وأفريقيا‎.‎

ولذلك تطمح الصين في دمج الخليج العربي ومصر بطريق الحرير البحري‎ MSR. ‎وهو ما دفع الصين إلى طرح مبادرات ‏لتطوير سلسلة من مجمعات الموانئ الصناعية المشتركة التي تربط الصين بالخليج وبحر العرب والبحر الأحمر وحوض ‏البحر الأبيض المتوسط.

في المقابل أولت الدول العربية اهتماماً متزايداً لمبادرة الحزام والطريق BRI ‎ وأعلنت مراراً عن ‏ترحيبها وسعيها للاندماج في المبادرة.

وقد وقعت جامعة الدول العربية مع الصين- في 10 يوليو 2018- الإعلان التنفيذي ‏الخاص ببناء الحزام والطريق، والذي شمل في مبادئه عدة أوجه للتعاون بين الجانبين في مجالات اقتصادية وسياسية وثقافية‎.‎

وقد وقعت 9 دول عربية، وهم (المملكة العربية السعودية، السودان، العراق، عُمان، قطر، الكويت، لبنان، مصر، والمغرب)، ‏على وثائق تعاون في إطار "الحزام والطريق".

وها هي أفريقيا تدخل إلى بداية طريق الحرير، وأتصور أن مصر بثقلها وإمكاناتها ستكون سباقة للمشاركة في هذا الطريق ‏المستقبلي.

وقد يسأل سائل: أين الشرق الأوسط من مبادرة الحزام والطريق؟ ومن التتبع وجدنا أن مصر وقعت، من بين 9 ‏دول عربية، إتفاقية تعاون في إطار الحزام والطريق.

هذه مجرد إشارات تدل على أن مصر واعية ومدركة لأهمية التواجد في ‏كل الاتفاقات والمبادرات التي تصب في النهاية في صالح الاقتصاد المصري والسياسة المصرية ومن قبلها المواطن المصري‎‎.‎

إعلان