إعلان

حينما تغيب الألف باء

سامي عبدالعزيز

حينما تغيب الألف باء

د.سامي عبد العزيز
07:00 م السبت 27 فبراير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

يعز علي وعلى أى مواطن سواء كان عادياً أو متخصصاً ألا نتعلم من الدروس.. فها هى قضية التصالح مع المخالفين فى البناء لا تزال عالقة فى الأذهان حينما غابت حروف الألف باء ولولا الحكمة والتدخل السريع من سيادة الرئيس لكانت تبعاتها ستظل مستمرة.

وفى 48 ساعة غابت الألف باء وإذا بموضوع قرار معدل، وليس بقانون يصبح قضية، وقد تتحول إلى أزمة موضوع تسجيل العقار ورسومه وضرائبه. الألف باء هى ما نسميه بالونة الاختبار، ثم نرصد ردود الأفعال ونحللها، ومن ثم تأتي الخطوة التالية: إما ننفي الموضوع تماماً إذا ما كان يمثل صدمه للرأي العام، أو نواصل تقديم أبعاد وأهداف وعوائد مسودة القرار وفتح الحوار حوله مع كل الاتجاهات وعلى كل المستويات وبأساليب مخاطبة مختلفة ومتنوعة بتنوع الفئات التى نخاطبها.

وفى أعقاب ذلك نقيس الاتجاهات، ونحللها، ومن ثم نحدد مساحات الاختلاف والاتفاق وأيضاً قد يسفر هذا الحوار الممتد عن أن للقرار جدواه ومبرراته، ولكن الاختلاف قد يكون على التوقيت، وهكذا تضع الحكومات القرارات، وهكذا يشعر الرأى العام أن اتجاهاته وآراءه محل احترام واهتمام من صانع القرار، وقد يصبح شريكاً في صناعة القرار حتى وإن لم يكن يحظى بالإجماع أو بالأغلبية المطلقة.

هكذا تعلمنا، وهكذا علمتنا دروس ومواقف سابقة.. ومن بين مكونات الألف باء مهارات وقدرات الممثل للهيئة أو المؤسسة ذات الصلة أو المعنية بالقرار.. فنرى أشخاصا يتحدثون بألفاظ ومصطلحات غير مفهومة أو مهضومة، بل أحياناً تؤدى إلى تفاقم المشكلة؛ لأنها تترك مساحة للتفسير والتأويل، بل التحريف، وهذا حدث بالفعل.

أضف إلى ذلك التلعثم وعدم فهم طبيعة الوسيلة التى يتحدث لها؛ فالفرق كبير بين التحدث للتلفزيون والتحدث لحوار صحفي.

غياب الألف باء يضر بصورة حكومة لا أحد ينكر نجاحاتها السابقة والمتواصلة. يضر، ويشوه صورة إنجازات حقيقية تتحقق كل يوم.. ولا أبالغ إذا قلت إنها أحياناً تبدو كأن من وضعها يستهدف ضرب هذا الانطلاق فى كل اتجاهات التنمية والبناء، كل ذلك لغياب الألف باء في العلاقة بين الحكومة والرأي العام. وبالمناسبة لا عيب على الإطلاق أن تتراجع الجهة التي تصدت لهذا القرار إذا ما تبين لها أن الرأى العام غير راضٍ.

أما عن القرار ككل أو بعض عناصره، أو توقيته، فأسأل وبصدق وموضوعية وبعيداً عن الشخصنة أو ركوب موجة:

أين وزير الإعلام، وهو رجل يعرف ويقدر قيمة الرأي العام.

وكلمة حق أقولها إن بعض البرامج التلفزيونية في الإعلام المصري كان لديها من الشجاعة أن تناقش القضية كممثل للرأي العام، وهذا أمر يقدر لها، بل إن مبادرتها بالنقاش وطلب المراجعة أغلق بعض المساحات في قنوات تصطاد في الماء العكر لكي تعكر صفو الرأي العام المصري.

أرجوكم أرجوكم، تذكروا كلمة صدق للرئيس السيسي حينما قال: "نعم لا تزال درجة عدم الرضا بداخل المواطن المصري من تبعات 2011 وما تلاها". أرجوكم اتبعوا الألف باء، وإلا يكون الأداء عكس الذكاء.

إعلان