لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خواطر إلى صديق عزيز

د. أحمد عمر

خواطر إلى صديق عزيز

د. أحمد عبدالعال عمر
07:00 م الأحد 21 فبراير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

- كن يا صديقي مثل البحر الذي يطبع كل الماء الذي يدخل إليه بطابع روحه، ويمتزج به، ويترك فيه أثرًا، ولا تقبل أن تكون عابرًا في رحلة أحدهم، وجودك في حياته مثل عدمه.

- كل شيء يمضي يا صديقي، لكن يظل البحث عن ما يبقى في ظل طوفان العابر حولنا، هو ما يُعطي للحياة معنى، وما يبقى هو أمر معنوي يَزيد في ثراء الروح والقلب والعقل والذكريات ولا شأن له بالمكتسبات المادية.

- يجهل البشر يا صديقي في الجغرافيا القاسية والباطلة التي ولدنا فيها فن عيش الحياة والاستمتاع بها، وهم سجناء على أصعدة متعددة في سجون بلا أسوار.

- فارق كبير يا صديقي بين أن تحيا وأن تعيش وتشعر بتيار الحياة يتدفق بداخلك، وهذا لا يكون إلا بحضور شخص ما بقربك، شخص ينقذك من طوفان الرتابة، وتعرف معه أن القلب ليس مجرد عضلة.

- كن أنت يا صديقي، عش كما تريد، وقل بشجاعة ما تراه وتؤمن به، فهذا العالم أصبح فقيرًا وخانقًا، ومتخمًا بالمدعين والزائفين.

- يتجلى اللطف الإلهي يا صديقي في حياة البشر، بجعل الإنسان يُدرك في بداية طريقه ما يريد حقًا أن يفعله، وما يود أن يكون عليه في مستقبل أيامه، دون أي تشوش يأتيه من الداخل أو الخارج، ودون أن يبدد أفضل سنوات عمره في متاهة الحياة والناس والأحلام المُضللة.

- تكمن قوة الإنسان يا صديقي في قدرته على الاستغناء، ولكنها تظهر على أوضح ما يكون في لحظات معينة في قدرته على الاعتراف بشجاعة باحتياجه للآخرين.

- عندما تملك يا صديقي رأس مال معنوي، وتعرف قيمته، سوف يثري وجودك، ويحقق ذاتك، ويجنبك كل أشكال الابتذال في القول والعمل، وسوف يمنعك من هدر طاقتك وعمرك في معارك صفرية، وسياقات لا تنتمي إليها، وفي البحث عن مكتسبات لن تُضيف لوجودك قيمة، يراها غيرك غاية وجوده.

- السعادة يا صديقي حلم راود الإنسان في كل زمان ومكان، شغلت الفلاسفة بالبحث عن سبلها، وعن تعريف يُلخص كل أبعادها، ولكنها تكمن في ظني في محبة الإنسان لخياراته في الحياة وعمله فيها، وفي رضاه عن دروب رحلته وحصادها، وفي محبته وامتنانه لرفقاء تلك الرحلة.

- الحياة غير عادلة يا صديقي، ولكن عليك أن تتجنب كل صور رثاء الذات والعمر والأحلام، لتعيش الحياة بنبل وشرف وبطولة روحية، وبالثقة التي تليق بمن اقترب ورأى وعرف، وأراد أن يُعطي لحياته معنى، ولوجوده العابر قيمة.

- في النهاية، انتبه يا صديقي، إن أقدر الناس على كسرك، هو الإنسان الذي أنت أحرص الناس على جبر كسره.

إعلان