لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

٥ يونيو و٢٨ سبتمبر و٦ أكتوبر

محمد حسن الألفي

٥ يونيو و٢٨ سبتمبر و٦ أكتوبر

محمد حسن الألفي
07:00 م الثلاثاء 05 أكتوبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

مفارقة فرضتها التواريخ بين الثامن والعشرين من سبتمبر والسادس من أكتوبر . ذكرى فاتت، وذكري ستجيئ. اليومان يرتبطان بزعيمين وطنيين عظيمين، لا خلاف على وطنيتهما وحبهما لمصر ولا حبنا لهما معا.. الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الشهيد أنور السادات. الأول هزم بقرار وافق عليه، أن ينضرب. والثاني خطط وانتصر بقرار لأصر عليه: أن يضرب أولا.

وهكذا فإنه بعد ساعات سوف نستعيد بكل الفخر والإعزاز أياما خالدة من شهر أكتوبر عام ١٩٧٣، انتصر فيها الجيش بالشعب على العدو الاسرائيلي، وحرك السادات القضية التي كانت تحولت إلى جثة هامدة على المذبح الدولي باتفاق القوتين الأعظم وقتها، أمريكا والاتحاد السوفيتي، فيما عرف بالوفاق ونتج عنها حالة اللاحرب واللاسلم. بالتخطيط، والاستعداد، كان القرار بالضربة الأولى، لأهداف محددة في عمق سيناء، وعلى الدشم الحصينة، وخط بارليف، وعبور القناة.

ننظر بكل الاحترام لمشاعر الشغف والولع لمن استحضروا هذا العام وبقوة ملفتة، مبالغ فيها روح وجنازة ناصر المليونية.. لكن ... التاريخ هو التاريخ... يفرض علينا الأداء الرجولي المسؤول لقادة حرب أكتوبر العظام أن يعرف الأبناء من الأجيال الجديدة كيف وقعت مصيبة حرب يونيو. كيف تلقينا الهزيمة بموافقتنا. كيف وافقنا علي استقبال أن تضربنا اسرائيل أولا!

أقرأ من جديد، كتاب سامي شرف رجل معلومات عبد الناصر ومدير مكتبه وسكرتيره المتابع والراصد والعارف بكل دبة نملة علي ارض مصر ... الكتاب بعنوان: "سامي شرف رجل المعلومات الذي صمت طويلا يتحدث لـ عبد الله إمام : عبد الناصر كيف حكم مصر؟" طبعة عام ١٩٩٦ الناشر مدبولي الصغير ... سلسلة حوارات عميقة ذكية صبورة فاحصة، أجراها الكاتب الناصري الكبير الراحل عبد الله إمام مدير تحرير روزاليوسف الأسبق...

بينا أقرأ ... صرخ عقلي ... هل وافق ناصر فعلا على تلقي الضربة الأولى ... أنقل إليكم بكل الأمانة المهنية والأخلاقية ما اعترف به السيد سامي شرف ، منشورا بالصفحة رقم (١٠٨) :

"أقول إن القيادة العامة للقوات المسلحة قالت انها مستعدة لتنفيذ أي مهام توكل إليها، أنا لم أقل حربا. ومنذ عام ٥٢ حتى عام ٦٧ مصر لم تبدأ أية عمليات حربية ضد إسرائيل، أي أن جمال عبد الناصر لم يبادر ويهاجم عسكريا إسرائيل، هي التي كانت تهاجم باستمرار، ومصر كانت في موقف الدفاع، وهذا ما وقع في ٦٧ ، سواء كان صوابا أو خطأ وهذا ليس مجال التقييم ولكنى أقول حقائق، وفى ٦٧ كان هدف جمال عبد الناصر أن نتلقى الضربة الأولى بناء على نصائح قدمت من القوتين العظميين ومن فرنسا، هناك رسائل كانت متبادلة مع الرئيس، وقال ديجول مثلا إن فرنسا لن تكون مع البادئ في الحرب بل ستقف ضده، وهذا كان أيضا موقف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، طلبوا جميعا من مصر أن تتحلى بالصبر، كلمة التحلي بالصبر تعنى ألا تبدأ بالحرب ....".

انتهى الاقتطاف .

هل اعترض أحد على المستوى السياسي في اجتماع بحث القرار؟ ولا سياسي واحد اعترض . على المستوى العسكري اعترض الفريق صدقي محمود قائد القوات الجوية الذي قال إنه يفضل أن يبدأ هو الضربة ضد اسرائيل.

ومن عجب أن ناصر حدد موعد تلقي الضربة التي كسحتنا وأذلتنا... قال لهم الحرب ستكون يوم الاثنين الخامس من يونيو ... من واقع تحليله لقرار تعيين موشي ديان وزيرا لجيش الدفاع الاسرائيلي... قال ناصر: "استعدوا وخذوا كل الاحتياطات لحماية المعدات والقوات من احتمال توجيه ضربة" حدد القائد الأعلى للقوات المسلحة موعد تلقي الضربة الإسرائيلية في غضون ٤٨ ساعة من تعيين موشي ديان... فهل صدقه المشير عبد الحكيم عامر ... أم سخر من تنبؤات ناصر... وهل هو مكشوف عنه الحجاب؟

وفاجأ عامر القيادة السياسية باللامعقول... وبالجنون...

نتابع...

إعلان

إعلان

إعلان