لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ذكرى البطلة.. "مها أبوقريع"

حسين عبدالقادر

ذكرى البطلة.. "مها أبوقريع"

حسين عبد القادر
07:11 م الخميس 02 يوليو 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

منذ أيام كانت الذكرى الثانية لاستشهاد بطلة سيناء "مها إبراهيم سالم أبوقريع" أول سيدة كانت ضحية الإرهاب بسيناء وتحديدًا في رفح على أيدي الأنجاس كلاب بيت المقدس...

"مها أبوقريع" اسم من ذهب ونور. هي أول شهيدة بسيناء قتلها الأوغاد انتقامًا منها وعقابًا لها على وطنيتها ودعمها الميداني والعملي لجيش بلادها، اكتشفوا إخلاصها لوطنها فهددوها بالويل والثبور، لكنها لم تمتنع أو تتراجع ولم تهتز؛ لتهديدهم واستمرت بقناعاتها الشديدة بأنها تؤدي واجبًا وطنيًا كلفها به دينها وولاؤها للوطن .

قصة استشهاد" مها"

كان استشهادها سببًا في انتفاضة قبائل شمال سيناء وتوحدهم في مواجهة الإرهاب، قصتها لا بد أن تسطرها صفحات البطولات، ويجب أن تكون ضمن مناهج الدراسة المقررة لطلاب وتلاميذ المدارس؛ ليشعروا بالفخر أن هناك أبطالاً مثل "مها" لم يهتزوا أو يقلقهم تهديد يمنعهم من حماية ودعم الوطن... ما هي قصة "مها" حتى يعرفها من لم يسمع بها؟.

"مها" زوجة شابة لم يتجاوز عمرها الثانية والثلاثين، تقيم في قرية "طويل الأمير" التابعة لمدينة رفح بشمال سيناء متزوجة، لها من الأطفال خمسة، وبعد تطهير رفح من عصابات الإرهاب السوداء التي كانت تقيم وتسيطر على كل قرى رفح والشيخ زويد، ولم يبقَ منها إلا الفلول التي تختبئ في أوكارها، وهي مطاردة من الجيش الذي تتمركز قواته هناك؛ لتأمين الأهالي من شرهم، كان لـ"مها " دور كبير في مساعدة الجيش بإمداده بالمعلومات عن خلايا إرهابية، ولكن رصدتها عيون الإرهاب بعد أن شكوا في أمرها فأنذروها بألا تساعد قوات الجيش بأي شكل من الأشكال، فلم تمتثل لتحذيراتهم فخطفوا ابنها الأكبر، والذي أخضعوه للتعذيب، ثم ألقوا به في مقابر القرية في حالة يرثي، وقد حملوه رسالة؛ لينقلها لأمه، إن ما حدث له ليس سوي الإنذار الأخير لها، ورغم حالة الابن التي ينخلع لها قلب أي أم فإن ما حدث لابنها لم يزدها سوي إصرارٍ على احتقارهم، والاستمرار في تقديم ما يمليه عليها ضميرها الوطني.

كانت تقدم كل ما تستطيع جمعه من معلومات حول عناصر الإرهاب وكيفية تحركاتهم، وأماكن اختفائهم، وهنا أكدت عملية رصد "مها" أنها لم تهتز أو تلين وأنها أصبحت أكثر تمسكًا وإصرارًا بنشاطها، وكان القرار الهمجي، للانتقام منها بإسكات صوتها للأبد، راقبوا مداخل القرية ومنزلها حتى تأكدوا أنها مع أسرتها، فاقتحموه بكل خسة ونذالة، ووثقوا الزوج والأولاد، ثم اختطفوها واصطحبوها معهم، وتصادف حضور بعض الأقارب لمنزلها فاكتشفوا ما تعرضت له الأسرة ففكوا وثاقهم، ثم خرجوا للبحث عن الأم والزوجة "مها" في كل مكان دون جدوى، في اليوم الثاني عثروا على جثتها، وقد أصيبت بعدة رصاصات في الرأس والساق اليسرى، وكان واضحًا من وجهها أنها تعرضت للتعذيب بوحشية قبل الإجهاز عليها بطلقات الرصاص، أي نخوة وأي بطولة هم يبررون بها ما قاموا به، في نفس اليوم خرج جميع أهل قريتها والقرى المجاورة؛ لتشييع جنازتها، وكما كانت "مها" في حياتها بطلًا بألف رجلٍ وهي تساعد جيش بلادها، كان المقابل الذي تحصل عليه هي مراتب من الوطنية والفداء، فكان استشهادها ملهمًا للجميع، فقد توحدت، حينئذٍ كلمة القبائل في مواجهة الإرهاب، وأعلنوا موقفهم صراحة وظهر ذلك في البيان الذي أصدره مشايخ القبائل وهم يتوعدون كل إرهابي من أعضاء هذه التنظيمات بعدما تمادوا في غيهم، وخرجوا عن كل النواميس والأعراف وقيم أهل البادية، طبتِ حيةً شهيدةً عندالله في جناته يا "مها".

إعلان