إعلان

لن نذهب إلى مصيدة دولية وحدنا !

محمد حسن الألفي

لن نذهب إلى مصيدة دولية وحدنا !

محمد حسن الألفي
07:04 م الثلاثاء 14 يوليو 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يتصاعد المشهد الإقليمي في حوض المتوسط الشرقي والجنوبي، بسرعة تتجاوز صبر الأطراف العاقلة، والأطراف المنذرة، والأطراف المتفرجة!

وفي الحقيقة فإن الكلام عن الإقليم هو في جوهره كلام عن مصر وجنوب أوروبا، ثم قلبها، وأما الأطراف العاقلة الرشدة فهي مصر في الأساس، والإمارات، والسعودية، أما الأطراف المنذرة فهي فرنسا واليونان وقبرص وألمانيا، وعلى الجملة الاتحاد الأوروبي. ونقول منذرة؛ لأن ما صدر عن فرنسا قبل اجتماع الأمس الثالث عشر من يوليو للاتحاد الأوروبي لبحث العلاقات بين الاتحاد والدولة التركية، ليس سوى مقترحات بعقوبات، وما صدر عن وزير الخارجية الفرنسي ومن قبله الرئيس ماكرون، ومن بعدهما وزيرة الدفاع الفرنسية، فرفض وشجب وتهديد بعقوبات، ليس إلا.

أما الأطراف المتفرجة فتضم إيطاليا، والولايات المتحدة، وموسكو. تبدو مساهمتها سياحية، بروتوكولية، راصدة، مترقبة.

هؤلاء جميعًا في حالة كلام... وأردوغان في حالة فعل.

بل تفيد مصادر أوروبية نقلت عنها قناة العربية أن تركيا تعيد استخدام أموال الاتحاد الأوروبي المخصصة لرعاية وإعاشة اللاجئين السوريين، وثمنا؛ لمنع تدفقهم إلى القارة الأوروبية، في جلب آلاف المرتزقة السوريين من التركمان والموالين لأنقرة، فضلاً عن توريد كميات هائلة من الأسلحة.

تمويل تدفق الإرهابيين إلى ليبيا، إذن يأتي من الأوروبيين المتذمرين المستاءين من سياسات أردوغان شرقي المتوسط، حيث حوض الغاز الكبير وجنوبه حيث ليبيا الممزقة.

وحتى يكشف الأوروبيون عن العقوبات المقررة على تركيا وكبح جماح رغبتها في التقدم نحو سرت والجفرة؛ لاستفزاز الجيش المصري للرد والانخراط والصد، فإن الموقف في أوروبا يبقى مجرد لغو، يضاف إلى موقف الأطراف المتفرجة رصدًا أو متابعة.

معنى ما سبق كله، أن الفعل الوحيد المؤكد المنتظر، منوط بالجيش المصري. وبالأمس أصدر البرلمان الليبي بيانًا دعا فيه جيش مصر إلى التدخل المباشر؛ لإنقاذ الشعب الليبي، ومنذ ليلة أمس ومن بعد البيان بات استراتيجيو الفيس وتويتر يعلنون توقعاتهم بأن الحرب قاب قوسين أو أدنى.

تحميل الجيش المصري تحرير ليبيا عبء إعلامي ينبغي ترشيده. المحور الاستراتيجي الغربي هو حدود مصر مع ليبيا، وعقيدتنا القتالية هي الدفاع. وبالمناسبة فإن المسافة من سرت إلى السلوم ألف كيلو متر، كما هي بالضبط المسافة من الإسكندرية إلى خط الحدود مع السودان.

معنى ما سبق أيضًا، أن للقرار السياسي رؤيته الشاملة الكاملة، ولن يتأثر برؤية محللين أو مهرجين أو مراهقي حروب. أو وعود دولية براقة خادعة... لن تتحول إلى فعل على الأرض.

ونتصور، كمواطن مصري عاش حروب بلاده جميعًا، حربًا حربًا، منذ غارات ١٩٥٦على المنصورة، إلى غارات يونيو الهزيمة، إلى غارات حرب الاستنزاف، إلى غارات النصر في موقعة المنصورة الجوية، وأداء الخدمة الوطنية العسكرية بشرف منذ ١٤كتوبر ١٩٧٣، حتى عام ١٩٧٦، أتصور أن مصر القوية في عصرها الذهبي الحالي لن تتحرك عسكريًا إلا في إطار جهد عسكري دولي شرعي، بالضبط كما جرت حرب تحرير الكويت. جمع جورج بوش الأب جيوش ٧٣ دولة، وكان الجيش المصري، بل والجيش السوري، في الصفوف الأولى.

شيء من الصبر... لا ينقصنا... وكثير من الثقة.. يملؤنا في عقلانية ومهارة ودهاء القيادات السياسية والعسكرية والمعلوماتية.

لن نذهب إلى مصيدة دولية... وحدنا.

إعلان

إعلان

إعلان