لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في محبة السودان وأهل السودان

د. أحمد عمر

في محبة السودان وأهل السودان

د. أحمد عبدالعال عمر
07:13 م الخميس 05 نوفمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لدينا في مصر تعبير عبقري يُستخدم في وصف ومناداة السوداني الذي نجهل اسمه ولا تربطنا به علاقة شخصية وهو تعبير "أخو النيل"، الذي يعني أن هذا السوداني شقيقي في الانتساب لأبوة نهر النيل الذي يجمع بيننا ويسير في أرضنا مثل الدم في الشريان، فيهب لهم ولنا الخير والحياة.

وللأسف الشديد فقد سارت في مياه نهر النيل بين مصر والسودان في العقود الماضية - بسبب حماقة بعض الخيارات السياسية المصرية والسودانية - رواسب وملوثات سياسية وفكرية وثقافية وإنسانية أثرت بالسلب على تلك الأخوة، وصنعت فجوة بين الشعبين الشقيقين، ورسخت لصورة ذهنية سلبية غير حقيقية ترسخت في وعي ووجدان كل منهما عن الآخر، وأدت إلى تردي وانحسار العلاقات المصرية السودانية.

ولا بد من إصلاح تلك العلاقة، وإزالة تلك الرواسب والملوثات بسياسات وخيارات جديدة، تتأسس على القناعة التامة والمتبادلة بأن تاريخنا ومصيرنا مشترك، وأن التنسيق السياسي والأمني والاقتصادي والتبادل الثقافي بين مصر والسودان اليوم ضرورة حياة للبلدين، وطريق لتحقيق الاستقرار والازدهار، وضمان حقوقهما التاريخية في مياه نهر النيل في مواجهة التعنت والطمع الإثيوبي.

وأول خطوات السير في طريق إصلاح العلاقات المصرية السودانية، هي الاعتراف -بعد ممارسة أكبر قدر من النقد الذاتي- أن المؤسسات العلمية والثقافية والإعلامية في مصر قصرت كثيرًا في العقود الماضية في متابعة الشأن السوداني، وفي رصد ومعرفة وفهم إنسان وثقافة وفكر السودان، والتواصل مع أهله ونخبته الفكرية والثقافية والسياسية، رغم أهمية مصر للسودان وأهمية السودان لمصر.

أما الخطوة الثانية فتتثمل في توفر الإرادة السياسية والثقافية لإصلاح هذا الخطأ، واستعادة العلاقة الأخوية بين البلدين، وإدراك أن تلك "العلاقة تحتاج إلى الاهتمام القائم على الحب، والمعرفة الدقيقة، والاحترام المتبادل، والحب قبل المعرفة؛ لكي لا يكون المصريون هم الأقرب من السودان جغرافيا والأبعد عنه ثقافيًا ونفسيًا واجتماعيًا" كما قال الأستاذ حيدر إبراهيم في مقدمته لكتاب "السودان وأهل السودان.. أسرار السياسة وخفايا المجتمع" للراحل الأستاذ يوسف الشريف.

وهو الكتاب الجدير بالقراءة من كل مصري محب لوطنه، ويرغب في معرفة وفهم السودان وأهل السودان، ودراسة شخصية السودان والمجتمع السوداني والإنسان السوداني.

إعلان