- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
كان ملفتًا ومدهشًا تمامًا حين علق الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وهو يحث الناخبين على التصويت المبكر قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية وأن يشير لعدم اهتمامه بنتائج استطلاعات الرأي رغم أنها كانت تؤشر بوضوح على فوز بايدن مرشح الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له ويدعمه، المدهش ألا يلتفت إليها أوباما وأن يحدث ذلك في مجتمع أسس لاستطلاعات الرأي في العالم وقاد تجربتها ووجهها؛ لتكون عنصرا جوهريا في مجال الحياة العامة بأبعادها السياسية والاقتصادية والمجتمعية المختلفة، وفي المقابل ظل أوباما يؤكد: "ستكون هناك دائمًا أسباب للاعتقاد بأن تصويتك غير مهم، ليس هذا بجديد.. لا تدع مجالا للشك.. ولتصوت مبكرا".
تأتي الدهشة من كون الاستطلاعات جميعها كانت تمنح أسبقية مريحة لبايدن تتضمن الكثير من نقاط السبق له في بعض الولايات المتأرجحة وفق الوصف الإعلامي الذائع، كان المنطق الكامن لتصريحات أوباما يستحضر تجربة خسارة هيلاري كلينتون رغم ما بشرتها به الاستطلاعات من فوز مريح، وهو ربما ما منح دافعا لاسترخاء الناخبين الداعمين لها عن التصويت اعتقادا منهم بأن فوزها شبه محقق وأن غيرهم سيصوتون لها نيابة عنهم وأن ذلك يكفي لفوزها، فتقاعس البعض منهم وفاز دونالد ترامب الذي عمل بدأب وحيوية رافضا نتائج تلك الاستطلاعات ومحققا الفوز في الواقع وعلى عكس ما استحضرته الاستطلاعات بشأنه من نتائج، أنهى أوباما تعليقه المحفز بالكلمة الدالة داعيا لصناعة الفارق في الواقع: "صوتوا"، وهو ما تشير إليه حاليا النتائج الأولية والتي تحسم الكثير منها عملية التصويت المبكر عبر البريد.
فعل ذلك ترامب سابقا ولاحقا وبالتوازي مشككا في الاستطلاعات أيضا حين رفض وندد بها متهما إياها بأنها متحيزة بل وصل لحد وصفها بـ"المزيفة" مضيفا باعتقاد جازم "أن لدي استطلاعاتي الداخلية الخاصة بي" وقد عبرت حظوظه ومعدل تنافسيته في الانتخابات الحالية أيضا عن قدرته على توجيه دفة التصويت بعيدا عما حكمت عليه به استطلاعات الرأي.
فعل الأسلوب التقليدي في حث الناخبين الكثير وأكدت ذلك حملات طرق الأبواب الشخصية والنقاش والتوجيه على السوشيال ميديا وتقديم التوعية التفصيلية لحث الناخبين التي لجأ إليها كلا المرشحين وكلا الحزبين، وعمل فيها الحزب الديمقراطي وبايدن بجدية واهتمام تغلبا على آثار تجربة فشل انتخابية سابقة كرستها حيوية ترامب في الحضور وسط الناخبين وتصريحاته ونشاطه الذي حافظ عليه بقوة وحيوية منذ الانتخابات السابقة، ومثل أيضًا حصول ترامب على ما يقرب من نصف أصوات الناخبين تهديدا كبيرا لدور ومصداقية استطلاعات الرأي مرة أخرى.
ويدور نقاش متسع حاليا في دوائر السياسة وعبر الشاشات والبرامج والصحف الأمريكية عن مدى الحاجة للاعتماد السياسي على استطلاعات الرأي بعد ذلك أو بوضوح ما دورها المستقبلي تحديدا؟، وصل فيه البعض لحد القول بأنه ربما انتهى حقا عصر الزمن الجميل لها على غرار نوستالجيا الأغاني القديمة والأفلام الأبيض والأسود التي يحن لها كبار السن، وذلك في مواجهة تحفظات تقول إن النتائج النهائية عموما تبدو أنها تبرز فوز بايدن متفقة مع نتائج الاستطلاعات، فيكون الرد وماذا عن النقاط المتسعة التي بشرت بها في مختلف الولايات وبعضها تحديدا وذلك الفوز المريح؟.
وماذا عن النتائج التي أظهرت إخفاق الاستطلاعات والتي بشرت بأنه سيكتسح الديمقراطيون مقاعد مجلس الشيوخ، لم يفسح البعض كثيرا مجالا في حمى الانتخابات ونتائجها لحديث هادئ ربما تتسع له الساحات بعد الانتخابات للنظر والتأمل عما تبقى للاستطلاعات من دور وكيف يمكن تفعيله وضمان دقته وهو ما نظن سيتسع له الوقت بعد أن يهدأ غبار المعركة الانتخابية.
وربما يمكننا هنا التعليق بعد متابعات ومقارنات لدور ونتائج استطلاعات الرأي المختلفة في الانتخابات الأمريكية وخلال عدة انتخابات أمريكية رئاسية لنخلص بأنه يمكن تماما أن يكون دور الاستطلاعات مريحًا وغير إشكالي عندما تلعب في مساحة البديهي والمعروف مثلا في منافسة انتخابية تبدو محسومة نسبيا بين مرشحين أحدهما يحظى بكاريزما وحضور شخصي وجماهيري وفي بيئة غير حادة التنافسية، أو بين شخصين يفيض أحدهما بالحيوية وآخر ينتمي لجيل أكبر عمرا وثقافة سياسية أقدم في عصر تحكمه ثقافة الإنترنت ووسائطها، هنا ستعمل في مساحة آمنة ومهما اختلفت النتائج بشكل نسبي عن الواقع فلن يلتفت أحد سوى للقول الفصل، وبأنها منحت حظا وافرا نسبيا لصالح مرشح ما فهي هنا تقرر شيئا بالضرورة ولا يستدعيها جدل النقاش السياسي حيث لن تحث التنافسية وتتعلق النتائج لما بعد اللحظة الأخيرة، بينما في مجال التنافسية المشحون والأيديولوجي وأجواء التعبئة والتقارب النسبي بين مرشحين، والأهم أن يكون أحد المرشحين جدليا من حيث طبيعته وشخصيته ومواقفه وما يدعو إليه، فإن استطلاعات الرأي هنا قد تخطئ حيث لم تتحسب منهجيا للمتغير وعملت بأساليبها التقليدية، ربما لأن مناصري هذا المرشح – حالة ترامب- قد يصمتون في الاستطلاعات وينزوون أو يعلنون غير ما يضمرون كجزء من استراتيجية يظنون أنها تتوافق مع طبيعة المرشح ذاته وطريقته، وسعيهم لإحداث المفاجأة يوم الانتخابات، وهذا ربما ما حدث في استطلاعات الرأي الأمريكية المسبقة بشأن حظوظ كل من بايدن وترامب.
ففي التنافس الحدي تسبق وتنتصر أساليب التعبئة والحشد التقليدي التي تعمل على دفع قطاعات لم تكن تتحمس للتصويت بالذهاب والانتخاب، ولعل نسبة التصويت في هذه الانتخابات الأمريكية من حيث حجم الناخبين (150 مليون)، أو من حيث نسبتهم وهي ما يقرب من 68% من مجموع الناخبين، والتي تصنف باعتبارها الأعلى منذ قرن كامل في الولايات المتحدة، يؤكد هنا على دور حيوي لحملات التعريف والتشجيع والدعم ودور السوشيال ميديا الشخصية بل ودور الأفراد العاديين المتحمسين المتطوعين في بناء مساحات التشجيع والدعم والحث لمرشحيهم، هنا لن يكون مجديا اللجوء لاستطلاعات الرأي عبر التليفون أو لقاءات المنازل المختارة أو عبر التواجد في الشارع ضمن عينة وحيدة، والتي يقوم بها باحثون تقليديون، بل إن قسما جوهريا ومهما في دقة استطلاعات الرأي يجدر أن يتم بالتوازي عبر تقاطع مع عينات من تحليل توجهات الناخبين على السوشيال ميديا وتاريخ الدعم القريب والبعيد للمرشح وحزبه، وحيث صار لكل مواطن في سن الانتخابات حضور وتواجد عبر واحد أو أكثر من مواقع التواصل.
يضاف هنا أنه ومن أجل بناء فهم مستقبلي لمؤشرات التصويت المتوقعة ضرورة إجراء تحليل متعمق لسمات قطاع الناخبين الجدد الذين صوتوا لأول مرة ليس فقط من حيث مرحلتهم العمرية ودخولهم سن التصويت، بل من واقع هؤلاء الذين دفعتهم حدة التنافس وحملات الدعم والحشد للتصويت لأول مرة أو بعد انقطاع عن التصويت، هؤلاء سيشكلون جوهر فهم التغيرات التي حدثت والفروقات بين ما حملته استطلاعات الرأي من مؤشرات وبين ما أظهره واقع الانتخابات وأعلنته اللجان الرسمية من نتائج، بغير ذلك ستواصل استطلاعات الرأي التواجد في هوة مأزقها البحثي والمعرفي وأزمة مصداقيتها التي دخلتها بعمق منذ الانتخابات الأمريكية لعام 2016 وواصلت المكوث فيه في هذه الانتخابات.
أيضا فإن الاكتفاء بمجرد سؤال المواطنين عن تفضيلهم لمرشح ما بمعزل عن السياق الاقتصادي والاجتماعي الذي يؤثر على مسارات حياتهم وقت التصويت سيكون رهانا فاشلا، وهو متغير مهم يجدر ربطه باتجاهات التصويت لدي الناخبين وعبر إجراء منهجي فاحص ومدقق وكاشف للمصداقية من شأنه أن يقلل الخطأ ويمنح المؤشرات ويوفر الدقة المطلوبة، وهو في تقديري الخطوة الأهم والواجبة في مجال عمل وتصحيح مسارات وأخطاء استطلاعات الرأي التي كشفت تجربة الانتخابات الأمريكية أن استمراريتها وعودة ثقة النخب والمؤسسات والجمهور بها مرهون بإجراءات تصحيح ورشادة وانضباط أعلى.
إعلان