لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

 إدارة الأزمة في الخليج بديلاً عن حلها!

سليمان جودة

إدارة الأزمة في الخليج بديلاً عن حلها!

سليمان جودة
09:01 م الأحد 26 مايو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يلفت الانتباه أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مستمر في حشد قوات من بلاده في الخليج، رغم أن مؤشرات كثيرة تقول إن الحرب بينه وبين حكومة الملالي في إيران مستبعدة، وليست واردة؛ فهذه الحكومة نفسها كانت قد سارعت منذ بدء التصعيد بينها وبين إدارة ترامب إلى الإعلان الواضح من جانبها عن أنها لا تريد حرباً مباشرة ولا حرباً بالوكالة، مع الولايات المتحدة الأمريكية !

وكان يوسف بن علوي، وزير الخارجية العماني، قد قال إن بلاده تقوم بالتواصل مع أطراف عديدة لم يشأ أن يذكرها، لمنع نشوب حرب في المنطقة، وكان من أجل هذا الهدف قد زار العاصمة الإيرانية؛ حيث التقى بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف!

ورغم ذلك، أعلن ترامب، ولا يزال يعلن أنه في سبيله إلى إرسال قوات إضافية إلى الخليج، ستشمل ١٥٠٠ جندي وبطاريات صواريخ باتريوت، وطائرة استطلاع!

وكانت حاملة الطائرات الأمريكية إبراهام لنكولن قد سبقت إلى هناك عند بدء الأزمة التي لا تزال تتصاعد يوماً، وتهدأ يوماً آخر!

وفي عز الأزمة، سربت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية خبراً يقول إن إدارة ترامب في طريقها إلى إتمام صفقة سلاح للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية، وإن قيمة الصفقة سبعة مليارات دولار، وإن إتمامها سيجري عبر تجاوز الكونجرس الذي لا بد من موافقته عليها، وإنها صفقة معلقة منذ فترة، وإن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يحاول مع مسئولين أمريكيين غيره، إقناع ترامب باللجوء إلى بند طوارئ في قانون السلاح، يبيح له إتمام الصفقة، دون أن يكون مضطراً للعودة إلى الكونجرس!

وفي هذه الأثناء كلها، وبينما طبول الحرب تدق في كل الأرجاء، كان الرئيس ترامب لا يتوقف عن الحديث عن أنه في انتظار اتصال من الإيرانيين للجلوس حول مائدة التفاوض معهم من جديد، تماماً، كما فعل معهم الرئيس السابق، باراك أوباما، غير أن التفاوض هذه المرة سيكون بشروط جديدة طبعاً!

والمتابع للقصة بين الطرفين من أولها، وبالتحديد منذ دخل ترامب البيت الأبيض في العشرين من يناير ٢٠١٧، يعرف أن الخلاف المستحكم بينهما هو على شيئين اثنين، أولهما الملف النووي الإيراني الذي تريد إدارة ترامب ألا تصل فيه إيران إلى الحد الذي يجعلها قادرة على إنتاج قنبلة نووية، وثانيهما أن تتوقف طهران عن ممارسة كل نشاط إقليمي لها يضر بالدول المجاورة!

والحقيقة أن النظام الحاكم في إيران يستمد شرعية وجوده في الأساس من هذين الشيئين على وجه التحديد، منذ قامت ثورة الخميني في فبراير ١٩٧٩، وبالتالي فإنه سوف يسقط في الغالب، لو أنه قرر التوقف عن تخصيب اليورانيوم الذي يعطيه القدرة على إنتاج سلاح نووي، ولو أنه سحب دعمه الذي لا يخفيه لأذرع عسكرية تتحرك، وهي تحمل اسمه في أربع دول عربية!

والمشكلة أن كل هذا الصخب الحاصل أمريكياً يبدو أنه لن يمنع إيران في النهاية مما تمارسه في الدول الأربع، ولا مما تذهب إليه في ملفها النووي!

فما تفعله واشنطن مع إيران من أيام الرئيس السابق باراك أوباما، وليس فقط منذ مجيء ترامب هو بالضبط ما يفعله كل مبعوث من الأمم المتحدة في كل دولة يذهب إليها، ودون استثناء.

وإذا شئت الدليل، فليس عليك إلا أن تتأمل ما يقوم به غسان سلامة، منذ أن وصل ليبيا مبعوثاً أممياً، لترى أنه يدير الأزمة، ولا يحلها، وهكذا كان يفعل كل مبعوث أممي سابق عليه، وكذلك يفعل مارتن جريفيث، منذ وصوله مبعوثاً في اليمن، ويفعل الشيء نفسه جير بيدرسون، منذ وصوله مبعوثاً في دمشق!

الولايات المتحدة الأمريكية تدير الأزمة بين إيران من جانب، وبين دول الخليج بالذات من جانب آخر، ولا تعمل على حلها، وإذا كان هناك مَنْ يرى العكس، فإنني أدعوه إلى تقديم الدليل.

إعلان