لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بكار في #صباحك_ومطرحك

د. إيمان رجب

بكار في #صباحك_ومطرحك

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 20 مايو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

انتابني شعور كبير بالسعادة اليوم، حين بثت إذاعة 9090 في برنامج #صباحك_ومطرحك أغنية التتر الخاصة بمسلسل الأطفال الكرتوني بكار، لا أعلم سبب الفرحة العارمة التي شعرت بها، ولكن قد تكون الحالة الرمضانية التي استدعاها سماعي لهذه الأغنية هي السبب.

كان مسلسل بكار يجسّد أول شخصية مصرية كرتونية حقيقية يعبر عنها الطفل الأسواني بكار، وبث في شهر رمضان منذ 1998 وحتى 2006، ثم استؤنف عرضه بعد ذلك بصورة متقطعة حتى الآن.

اهتم هذا الكرتون بحلقاته المتعددة ومواسمه الرمضانية المتنوعة بالتركيز على عدد من القيم الإنسانية وتوصيلها للأطفال- الذين كانوا الفئة المستهدفة الأولى له- وللكبار أيضا بصورة سلسة ليس بها أي قدر من التكلف، وأثّر في جيل التسعينيات بصورة رئيسية، والذي هو الآن في العشرينيات من العمر.

ورغم الشعبية الكبيرة التي تمتع بها هذا المسلسل الكرتوني بين جيل التسعينيات بصورة رئيسية، ظل البعض ينظر له على أنه عنصري، من حيث اختياره الشخصية الأسوانية ببشرتها السمراء دون غيرها لتجسيد شخصية البطل بكار. وربما كان رأي هؤلاء سببًا في تراجع شعبية هذا المسلسل الكرتوني تدريجيا بين فئات معينة، فضلا عن تحول هذه الشخصية لرمز للتهكم وأحيانا التنمر بين الأطفال.

أهمية هذا النقاش مرتبطة بتزايد شعبية بعض البرامج الرمضانية بين الأطفال والتي تبث قيمًا سلبية بينهم تحت ستار من الفكاهة، ومن أكثرها شهرة سلسلة برامج الفنان رامز، والذي يطل كل عام بنسخة مختلفة من برنامجه الذي لا يخلو من أعمال العنف، التي يمارسها رامز تجاه الشخصيات التي يستضيفها، وأيضا التي تمارسها تلك الشخصيات اتجاه رامز نفسه، فضلا عما يصاحب المشاهد المختلفة من مظاهر متعددة للتنمر والتهكم على ضيوف البرنامج.

ومن الملاحظ أن هذا البرنامج نجح في أن يكسب شعبية تتزايد كل عام، مقارنة بالشعبية التي أصبح يتمتع بها مسلسل بكار، خاصة بين الأطفال وصغار السن، ولا سيما في ظل محدودية الموارد المالية المخصصة لتطوير مسلسل بكار وغيره على نحو يحتفظ بنقاط قوته وعناصر جذبه للأطفال، مقارنة بالتمويل الضخم الموجه لبرنامج الفنان رامز.

من المهم أن تهتم الجهات الرقابية المعنية بنوعية القيم التي تبثها برامج رمضان، ولاسيما التي تجتذب الأطفال، فالرقابة لا ينبغي أن تكون على الأفلام والمسلسلات فقط، بل أيضا على ذلك النوع من البرامج.

إعلان