لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التدين الحق .. دعوة إلى حسن الخلق

د. سامر يوسف

التدين الحق .. دعوة إلى حسن الخلق

د. سامر يوسف
09:00 م السبت 11 مايو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إن التدين الحق فيه خروج بالإنسان عن كل الصفات السلبية إلى الصفات الإيجابية، خروج من الموت إلى الحياة، ومن الظلمات إلى النور.
فقد قال تعالى: "أوَمَن كان مَيْتاً فأحييناهُ وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مَثَلُهُ في الظلماتِ ليس بخارجٍ منها" (الأنعام - ١٢٢).
وقال تعالى: "الر كتابٌ أنزلناهُ إليك لتخرجَ الناسَ من الظلماتِ إلى النورِ بإذنِ ربِّهم إلى صراطِ العزيزِ الحميد" (إبراهيم - ١).

ومن هنا كان ربط الإسلام بين الدين والأخلاق، فليس الإيمان مجرد كلمات تقال أو عبادات تؤدى وحسب، بل هو السمو الروحي إلى مكارم الأخلاق. والعبادات في الإسلام لها تأثير إيجابي كبير على سلوك الإنسان.
فقد قال تعالى: "إنَّ الصلاةَ تنهى عن الفحشاءِ والمنكر" (العنكبوت - ٤٥).
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "من لم يدَع قولَ الزورِ والعملَ بهِ فليس للهِ حاجةٌ في أن يدَع طعامَهُ وشرابه" (صحيح البخاري - كتاب الصوم).

ومن النادر أن ترد في القرآن الكريم آية تدعو إلى الإيمان دون أن تقرن بينه وبين العمل الصالح.
ومن ذلك قوله تعالى: "إنَّ الذين آمنوا وعمِلوا الصالحاتِ وأقاموا الصلاةَ وآتَوا الزكاةَ لهم أجرُهُم عند ربهم ولا خوفٌ عليهِم ولا هُم يحزنون" (البقرة - ٢٧٧).
وقوله تعالى: "يا أيُّها الذين آمنوا اركعوا واسجُدوا واعبدوا ربَّكُم وافعلوا الخيرَ لعلَّكُم تُفلِحون" (الحج - ٧٧).

فالدين الإسلامي العظيم هو دعوة خالصة إلى التحلي بمكارم الأخلاق والترفع عن الصغائر، ليكون الإنسان أهلاً لرسالته العظيمة، ألا وهي خلافة الله في الأرض وإعمارها.
فلقد مدح الله نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى: "وإنك لَعلى خُلُقٍ عظيم" (القلم - ٤).
ووصف عباده بقوله تعالى: "وعبادُ الرحمنِ الذين يمشون على الأرضِ هوناً وإذا خاطبَهُمُ الجاهلونَ قالوا سلاماً" (الفرقان - ٦٣).
وطالب عباده بالإحسان فقال تعالى: "والكاظمينَ الغيظَ والعافينَ عن الناسِ واللهُ يحبُ المُحسِنين" (آل عمران - ١٣٤).
وسُئِل الرسول عليه الصلاة والسلام: أيُّ الأعمالِ أفضل؟ فقال: "حُسنُ الخُلُق" (أخرجه الطبراني في المعجم الكبير).

فإن حدث وصادفنا مسلماً يدعي التدين، ولكن طباعه غليظة وتصرفاته مُنكَرة ومعاملاته التِجارية لا تخلو من الشكوك، فهذا هو التدين الظاهري السلبي الذي لا يزكي نفساً ولا يهذب عقلاً ولا يُحيي ضميراً. فمثل هذا الرجل يمثل عبئاً على الإسلام، ويشوه صورته في أعين غير المسلمين، لأن الإنسان المؤمن صادق الإيمان يجب أن يكون مرآة لعظمة الدين الإسلامي الحنيف.

وفقنا الله تعالى إلى ما يحب ويرضى، وأخذ بنواصينا إلى البر والتقوى، وجعلنا من عباده المحسنين الذين يحبهم ويحبونه.

إعلان