لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أحمد الشيخ يكتب.. "أردوغان .. نابليون هذا العصر"

أحمد الشيخ

أحمد الشيخ يكتب.. "أردوغان .. نابليون هذا العصر"

أحمد الشيخ *
09:01 م الجمعة 11 أكتوبر 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

قبل معركة واترلو .. Battle of Waterloo

سأل جندي فرنسي نابليون بونابرت: هل الله معنا نحن الكاثوليك أم مع الإنجليز البروتستانت؟!

أجاب نابليون: الله مع من يملك المدفع الأكبر!

وعندما احتل العثمانيون مصر لمدة 300 عام؛ ثلاثة قرون كاملة، من النهب والاستعباد، وكما قال المؤرخ "ابن إياس" الذي عاصر سقوط مصر في أيدي العثمانيين بقوله: "نوحوا على مصر لأمر قد جرى... من حادث عمت مصيبته الورى".

فما بين نابليون الذي غزا مصر عام 1798 وحفيد العثمانيين الذي يتفاخر ليل نهار بعرقه، لا يوجد فرق سوى المدفع الأكبر.. هما وجهان لنفس العملة.

لا أستعجب من أفعال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" من قراراته الحربية على شمال سوريا، في حربه على "الأكراد"، ولا أستعجب أيضًا من متاجرته باللاجئين الذين لا حولا لهم ولا قوة، والذين يستخدمهم كورقة ضغط على معارضي حربه، دون النظر لمعاناتهم الإنسانية، لكنني أستعجب كثيرًا من الذين يؤيدونه في تلك الحرب الوقحة، من المسلمين السنة، وعلى وجه الخصوص (المسلمين السنة المصريين) المُستترين تحت ظله.

لماذا!؟ أعلم لماذا، وأنتم أيضًا تعلمون، فالحياة في رغد السلطان، مليئة بفتات النعم.

كيف!؟ هذا ما لا أعلمه حقًا، كيف تؤيدون قتل أبرياء "سنة".. عفوًا! ألا تعلمون أن الأكراد سنة؟!، إن لم تعلموا ذلك، فتلك مصيبةً، وإن كنتم تعلمون فتلك مصيبةً أعظم.. نعم! هم من السنة، وبالمناسبة هم أحفاد "صلاح الدين الأيوبي"، صلاح الدين الذي تنادونه ليل نهار لتحرير الأقصى المحتل.

اليوم وباسم السلطان، ووراء حلمه الزائف، حلم الخلافة العثمانية، وإن شئت فقل "الغزو العثماني" ذلك وفق ما نراه الآن! أنتم تؤيدون الحرب والقتل، بل وتدعون في المساجد جهرًا لتوفيق السلطان وتسديده في غزوه على من؟! أحفاد "صلاح الدين".

المعضلة الأكبر حقًا هي، من تقفون وراءه، جدوده احتلوا بلادكم "مصر" هل نسيتوها! احتلوها لثلاثة قرون كاملة، سادت فيه الطبقية والعرقية على كل ما هو مصري، غاب العلماء ومعها العلوم، وازدهر فقط "المدفع الأكبر".

أذكركم وأذكر نفسي، بما قاله الأديب الفرنسي، ستيفان هيسبل "إن من ينسون تاريخهم، عليهم أن يعيشوه من جديد".

لكن ماذا عن الذين يدمرون تاريخهم بأنفسهم؟.

عودوا لتاريخكم واقرأوه.. عودوا يرحمكم الله ويرحمكم التاريخ، وترحمكم أيضًا الإنسانية، فالمدفع الأكبر كما وجه ضد مدنيين أبرياء، باستطاعته أن يوجه صوب رؤوسكم.

إعلان