لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اليوم "أربعينُك" يا رضا.. مع السلامة

رنا الجميعي

اليوم "أربعينُك" يا رضا.. مع السلامة

رنا الجميعي
09:24 م الأحد 08 أبريل 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

اليوم "أربعينُك" يا رضا، لا أدري كيف مرّ الوقت، منذ زمن والحُزن يدير كأسه بيننا، قلوبنا تعبت من الرحيل، من افتقاد الأرواح الجميلة، من الحنين والشوق إليها، كنت تسخر من كل شيء يا رضا، يكفي انفراجة زاوية وجهك اليسرى حين تبتسم تلك الابتسامة، وكأنك تُظهر لسانك للعالم الوقح، تقول له لن تُفسدني مهما حصل.

رحل الصحفي رضا غُنيم عن عمر يناهز الـ27، في ريعان الشباب كما يقولون، كان رضا لا يزال أمامه الكثير ليقوله ويختبره، كانت سُخريتك يا رضا ستارًا، أو هي قوقعتك التي اتخذتها لحماية نفسك من ذلك العالم، لم تترك معركة قط، في كل مرة كنت هناك، تذكر معركة النقابة أمام الداخلية، كنت هناك، تذكر اعتصام كلية الإعلام لرحيل عميدها السابق سامي عبدالعزيز، كنت هناك.

كنت صادقًا يا رضا، اتخذت قلمك وسيلة لقول الصدق، لم تكتب سوى ما تؤمن به، من بين آخر ما كتبت؛ حوار مع المخرج داوود عبدالسيد، كان العنوان "عبدالسيد متشائم في عيد ميلاده: أعداء التحرر قمعوا "أحلام يناير"، من يُمكنه كتابة مثل هذا العنوان الآن؟.

يقولون إن الزمن كفنان تشكيلي يقوم بنحت الإنسان، يحذف الزوائد ليُشبه نفسه أكثر، هل لهذا السبب لم أستلطفك كثيرًا خلال الدراسة الجامعية، وحين رأيتك بعدها بسنوات أمام النقابة وجدت شخصًا آخر أمامي، يُشبه ذلك القديم، نعم، لكن فيه كثيرًا قد اختلف، أصبحت رزينًا ربما، بعيدًا عن الطيش الذي كنت أراك عليه سابقًا، أو أنني التي أصبحت طائشة مثلك، لا أعلم، ساخرًا كالعادة، وهناك ملمح من كآبة أو حزن نبيل يحيط بك. هذا ما شعرت به حين قابلتك أمام النقابة يا رضا، تحدّثنا وقتها عن موقف النقابة، وكيف ستُدير الأزمة أمام الداخلية، ورغم رؤيتك الواقعية حينها، لكنك ظللت مُشاركًا في الحدث الأهم بنقابة الصحفيين.

قبل وفاتك بأيام قليلة، كنت قد رأيت "تراك شعر" قد نشرته على صفحتك بتاريخ 22 نوفمبر 2017، "إلهي أنا متأسف.. سميح القاسم"، فاستغربت لِمَ بعض الأصدقاء يكتبون لك عليه "بكرة تقوم وتملا الدنيا ضحك يا صاحبي"، وفي الليلة التي تلت رؤيتي هذه، تذكرت استغرابي ذاك، وبعثت إليك بالرسالة، لكنك لم ترد يا رضا.

كانت تلك الليلة التي رحلت فيها يا رضا، مساء 26 فبراير، ذهبت وتركت وراءك أصدقاء يُحبّونك كثيرًا، قلوب أثقلها الوجع والحزن، وأم ظلّت تُردد أمامنا "ما تنسوش رضا، ما تنسوش رضا".

إعلان

إعلان

إعلان