لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فضائح "السوشيال ميديا"

فضائح "السوشيال ميديا"

ياسمين محفوظ
08:59 م السبت 10 يونيو 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ياسمين محفوظ

في عالم "السوشيال ميديا" المتمثل في "فيس بوك وتويتر" نجد بعض رواده يظهرون في شكل "ملائكي" متقمصين دور ضحايا هذا المجتمع المريض في أمر مخالف تماما لحقيقتهم المؤلمة. أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن" فوتو شوب" لشخصياتهم المشوهة نفسيا، تجد أغلبهم يحدثونك عن الأخلاق والفضيلة، في حين أنهم لا يعرفون شيئا عن الفضيلة غير "أبلة فضيلة وحواديتها" ومع ذلك لم يتأثروا بها.

يحدثونك عن الإنسانية والتفاني في حب الوطن، وأن ثوريتهم النبيلة نابعة من عشق تراب هذا الوطن، وتتعايش مع كتاباتهم وتصدقها، وتكاد تبكي من فرط مثاليتهم، وعندما تهبط إلى أرض الواقع وتصطدم بحقيقتهم، تتفاجأ أنهم ليسوا سوى "تجار وطنية ولايكات"، وأن انسانيتهم ووطنيتهم وثوريتهم ومثاليتهم لا تتجاوز حائط "الفيس بوك". وإن خالفتهم الرأي سحبوا منك "صك الوطنية" ويمارسون ضدك أبشع الارهاب الفكري وينالك السباب بأقذع الألفاظ والخوض في عرضك وإلقاء التهم عليك جذافا. 

ماذا فعلت بنا مواقع التواصل الاجتماعي غير إهدار الوقت؟ ما إن ندمن 

الفيس بوك وتويتر حتى دخلنا في حالة مزمنة من الإحباط واليأس، وأصبحنا أكثر عرضة للأمراض النفسية نتيجة استخداماتنا السيئة له.

فالسوشيال ميديا أدت الى انتشار أوسع للحقد والغيرة والحسد بيننا، لمجرد أن أحدهم كتب أنه سعيد، أو تم ترقيته، أو نشر صورة له في مكان يبدو عليه الثراء، رغم أن معظمنا لا يعرف بعضه بعضا بشكل شخصي.

السوشيال ميديا نجحت في أن تفقدنا قيمة الرضا لأننا أصبحنا ننظر لما يمتلكه الآخر، ونطمع فيه ولا ننظر لحالنا ونحمد الله عليه.

"السوشيال ميديا" سمحت للمختلف معك في الرأي أن يخوض في عرضك، وينتهك خصوصيتك، وربما يؤلف الشائعات التي قد تؤدي إلى تدميرك وتدمير عائلتك ويقسم بأنها حقيقة، ولا مانع بعد ذلك أن ينشر آية قرآنية أو دعاء ديني أو ينشر منشورا يحثك فيه علي الفضيلة.

السوشيال ميديا مصدر قوي للطاقة السلبية من أصحاب النفوس المظلمة، زودت النفاق والرياء فنجد من يمجد في مديره أو زميله علنا وفي الخفاء يلعنه. كما أنها لا تراعي مشاعر ولا ظروف الآخرين، والأدهى أنها أفقدتنا التواصل الحقيقي مع العائلة والأصدقاء، فأصبحنا نصل رحمنا عن طريقها.

تضج السوشيال ميديا باستعراض لبطولات وثورية زائفة لمرضى نفسيين، شغلهم الشاغل الشهرة والانتشار، ولو على حساب أمن البلد واستقرارها، وأحيانا يستخدمون شهرتهم في هدم الوطن وتشويه صورتها أمام العالم. 

أحدثكم هنا عن استخدام "السوشيال ميديا" الذي ننتهجه نحن المصريون والعرب، فمن الواضح جليا ان استخداماتنا له غير استخدام الغرب، فهناك يستخدمونه حسب وظيفته الأساسية وهي التواصل الاجتماعي وليس الانفصال أو الهدم الاجتماعي، ليس لديهم لجان الكترونية تستهدف سٌمعة الأشخاص أو الترويج للشائعات أو تستهدف مجتمع ووطن، لأنهم يتميزون عنا بامتلاكهم "الوعي".

لن أطالبك عزيز القارئ بأن تنظر في المرآة حتي تكون "هي دي البداية"، ولكن أطالبك بأن تحترم آدميتك، وتتذكر أنك إنسان وتجعل "السوشيال ميديا" جزء من استخداماتك الإنسانية، وليس محور حياتك واهتماماتك. وأن تتحرى الدقة قبل أن نضغط على" زرار الكيبورد" لنشر معلومة، وأن نتوخى الحذر والحيطة فيما تكتب و"تتبين" الحقيقة فيما تقرأ، وحقيقة من تستلقي منه المعلومة.

إعلان