لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الربيع العبري.. والكنز الاستراتيجي!

الربيع العبري.. والكنز الاستراتيجي!

محمد شعير
09:01 م الخميس 07 ديسمبر 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

صمت علاء مبارك دهرًا، ونطق على "تويتر" واصفًا ثورة المصريين على والده بأنها "ربيع عبري"..

علاء كأي مواطن عربي غضب من قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وعبر عن غضبه كأي مواطن عربي أيضًا.. ولكنه نسي أو تناسى أنه ليس مواطنًا عربيًا عاديًا، بل هو ابن "الكنز الاستراتيجي لإسرائيل".. والوصف ليس لنا، وإنما لبنيامين إليعازر، وزير الدفاع الإسرائيلي.. الصديق المقرب لمبارك!

بالتأكيد ليس مطلوبًا من ابن مبارك أن يمتدح ثورة أطاحت بالعائلة المباركية من عرشها، وأدخلتهم جميعا سجونها، وكشفت عن فساد متواصل على مدى أكثر من ثلاثين عاما، وعن مليارات مخبأة في شركات التهرب الضريبي باسم الرئيس وابنيه!

ليس مطلوبًا منه أن يمدح هذه الثورة، ولكن هل ما جرى كان ربيعًا عبريًا؟ ألا يخشى علاء عندما يصف ثورة المصريين بالربيع العبري من غضب أصدقاء والده فى "تل أبيب"؟

لم يكن مبارك مجرد صديق لإسرائيل، كان رحيله- بالنسبة لها- يمثل تهديدًا لأمنها واستقرارها، خاصة أن مبارك هو الذي وفر لها الغاز المصري، بنصف ثمنه، وفر لها مصدر الطاقة الأول بالنسبة لها. ألم يسمع علاء مبارك- كمواطن مصري غاضب- عن صفقة الغاز المصري لإسرائيل التي وقعها والده؟

هل يحتاج إلى أن نذكره ببعض ما كانت تنشره الصحف الإسرائيلية من مقالات تشيد بحكمة الأب؟

يمكن أن نعيد عليه ما كتبه الصحفي الإسرائيلي "ألوف بن" تحت عنوان" صلاة من أجل سلامة مبارك" فى صحيفة هآارتس في مايو 2010 (الترجمة من العبرية للصحفي عرفة البنداري)..وقد كتب المقال بعد الإعلان عن مرض مبارك.. وفزعت إسرائيل من غيابه عن المشهد.. كتب ألوف: "إن مبارك من بين زعماء العالم، يعد من أكثر الشخصيات المقربة والصديقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث التقي الاثنان أربع مرات منذ وصول نتنياهو إلى السلطة، وعلى النقيض من أوباما فإن مبارك لم يضجر من مصافحة نتنياهو بشكل علني، حيث تؤكد مصادر دبلوماسية أن العلاقة أقوى بكثير مما يظهر على الساحة، وأن مبارك أسرَّ إلى بعض الدبلوماسيين الأمريكيين بأنه على ثقة تامة بأن نتنياهو يفعل الشيء الصحيح في مسيرة عملية السلام".

وأضاف: "بعد توقيع اتفاقية السلام بين الدولتين تحولت مصر إلى حليف استراتيجي لإسرائيل، حيث تمدها بالطاقة والوسائل الاستراتيجية التي تضمن لها أمنها واستقرارها، بالإضافة إلى تخفيض ميزانية الدفاع الإسرائيلية.

وأضاف "ألوف بن" أن مبارك هو المسئول عن الأمن والاستقرار الذي تنعم فيه إسرائيل، حيث رئاسته لمصر تعد الأطول منذ عهد محمد علي، ولكنه الآن في العام الثاني والثمانين من عمره، ولا تعرف إسرائيل من القادم بعده، ولو كان الأمر بيد قادة إسرائيل لتمنوا أن يظل معهم إلى الأبد، ولا يموت أبدًا".

تحققت أمنية إسرائيل.. ولايزال مبارك حيًا.. لا يحكم كما تمنوا.. ولكنه لايزال النموذج الذى يتمنونه في الحكم. كنت أتمنى أن يشكر علاء الشعب المصري الراقي الذي تركه يستمتع بما جمع من ثروات.. ويكتفي بتشجيع المنتخب المصري.. ولعب الطاولة على المقاهي.. والاستمتاع بالأكل المصري في المطاعم الشعبية.. إنه شخص مسكين.. بائس، لا يستطيع أن ينسى هتاف المصريين في ميدان التحرير: "اللهم ارحمنا من البلاء والغلاء..وأبوعلاء"!

إعلان